السوق المالية السعودية بين التفاؤل بالموجة الصاعدة وبين الحذر من تكرار سيناريو 2008

07/04/2012 0
د.إبراهيم الدوسري

قادت الموجة الصاعدة الحالية مؤشر السوق المالية السعودية TASI إلى تحقيق ارتفاع في قيمة المؤشر السوقية بنحو 22 في المائة ، خلال الربع الأول من العام الجاري 2012 م ، وكانت الموجة الصاعدة قد انطلقت مع مطلع تداولات فبراير الماضي حقق المؤشر بها ارتفاعاً في قيمته السوقية زاد على 1418 نقطة خضراء ، وذلك مقارنة بإغلاق المؤشر في 31 مارس الماضي عند مستوى 7835 نقطة ، بإغلاقه في ديسمبر 2011م عند مستوى 6417 نقطة .

صحب مؤشر السوق TASI في مساره الصاعد ، الذي ارتفع بـ 22 في المائة خلال الربع الأول من عام 2012 م ، جميع قطاعات السوق الخمسة عشر ، والتي تباينت في ارتفاعاتها ، جاء في مقدمتها من حيث الأكثر ارتفاعاً ، قطاع النقل الذي ارتفع بـ 52,9 في المائة ، ثم قطاع التطوير العقاري الذي ارتفع بـ 48,6 في المائة ، ثم قطاع الاستثمار المتعدد الذي ارتفع بـ 35,6 في المائة .

أما القطاعات القيادية فقد ارتفعت القيمة السوقية لقطاع المصارف في الربع الأول من هذا العام 23,9 في المائة ، كما ارتفع قيمة قطاع البتروكيميات بـ 16,6 في المائة ، و قيمة قطاع الاتصالات بـ 32 في المائة ، وذلك مقارنة بإغلاق القطاعات في الربع الأول بإغلاقها في نهاية العام الماضي 2011م .

وعلى مستوى السيولة بلغ معدل التداولات الشهرية في الربع الأول من العام الجاري 228.3 مليار ريال ، مرتفعا عن معدل الربع الرابع من عام 2011 ، البالغ 107.5 مليار ريال شهريا بنسبة 112 في المائة ، كما ارتفع معدل التداول اليومي في الربع نفسه إلى 10.6 مليار ريال يوميا ، متضاعفا عن معدل التداولات اليومية في الربع الأخير من عام 2011 م والمقدر بـ 5.2 مليار ريال يوميا . كان معدل التداولات اليومية في شهر مارس الماضي هو الأعلى منذ عام 2008 م ، حيث يلغ 15.2 مليار ريال يوميا ، بينما كان المعدل اليومي في فبراير الماضي 10 مليار ريال يوميا ، جاءت هذه الزيادة بعد أن بلغت قيمة التداولات في شهر مارس 319.3 مليار ريال . مقارنة بـ 210 مليارات ريال في فبراير الماضي .

وفيا يتعلق بنصيب القطاعات من قيمة التداولات ، شهدت قطاعات ارتفاعا في نصيبها في الربع الأول من العام الجاري ، مقارنة بنصيب القطاعات في الربع الأخير من العام الماضي . حيث زاد نصيب قطاع المصارف من قيمة التداولات إلى 7.8 في المائة وذلك مقارنة بـ 3.9 في المائة ، بعد أن وصل نصيبه في شهر مارس 10.8 في المائة ، كما زاد في الربع نفسه نصيب قطاع الاتصالات إلى 7.3 في المائة مقارنة بـ 3.2 في المائة كانت نصيب القطاع من السيولة في الربع الرابع الماضي ، جاء هذا الارتفاع بعد أن ارتفع نصيب القطاع من قيمة تداولات شهر مارس الماضي إلى 11.8 في المائة . وارتفع كذلك نصيب قطاع التطوير العقاري إلى 9.1 في المائة مقارنة بنصيب القطاع في الربع الرابع البالغ 5.4 في المائة . وذلك بعد أن بلغ نصيب القطاع في شهر مارس 13 في المائة .

أما القطاعات التي شهدت تراجعا في نصيبها من قيمة التداولات في الربع الأول من عام 2012 م فكان في مقدمتها قطاع التأمين ، الذي قاد قطاع المضاربة في الربع الأخير من العام الماضي ، استحوذ فيه الـتأمين على 28 في المائة من قيمة التداولات ، تراجعت في الربع الأول من العام الجاري إلى 20.3 في المائة ، بعد أن شهد نصيبه تراجعا واضحا في شهر مارس بلغ 14 في المائة من قيمة التداولات . وعلى المسار نفسه شهد قطاع المضاربة الثاني ، قطاع الزراعة تراجعا في الربع الأول إلى 7.6 في المائة ، مقارنة بنصيب القطاع من قيمة تداولات الربع الاخير البالغة 12.3 في المائة .

ومن القطاعات التي شهدت تراجعا في نصيبها من قيمة التداولات قطاع التشييد ، وقطاع الطاقة ، وقطاع الإعلام ، قطاع الفنادق . بينما استقرت قطاعات البتروكيماويات والاسمنت والتجزئة والنقل والاستثمار المتعدد والاستثمار الصناعي عند معدلها في الربع الأخير من العام الماضي في تداولات الربع الأول من 2012 م .

ومن المتوقع في تداولات هذا الأسبوع أن تشهد الموجة الصاعدة لمؤشر السوق نوعا من الهدوء ، حيث لوحظ تراجع قيمة التداولات في الأسبوع الماضي ، الأخير من مارس ، الذي بلغ معدل التداولات اليومية فيه 14.3 مليار ريال ، مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع الثالث من مارس والبالغ معدلها 18.5 مليار ريال ، بعد قمة التاسع عشر منه البالغة 21.6 مليار ريال ، وإذا ما استمر معدل قيمة التداولات في التراجع ، فإن مؤشر السوق قد يواجه صعوبة في تجاوز مقاومته القادمة عند مستوى 8188 نقطة .

المؤشرات الفنية لمؤشر السوق المالية السعودية TASI تعاني من التضخم ، وبالتالي فإن توقعات جني الأرباح في الفترة القريبة القادمة ستكون احتمالا واردا ، و بخاصة إذا تأثرت السوق السعودية بالأسواق العالمية التي شهدت تراجعا في الأسبوع الماضي ، تنازلت فيها مؤشراتها عن القمم التي حققتها ، كما هي الحال في مؤشر نيكاي الياباني ، ومؤشر فوتسي الانجليزي . وعلى نهجهما يسير مؤشر داو جونز الأمريكي الذي أغلق في تداولات الخميس الماضي متراجعا إلى مستوى 13060 نقطة .

وفي الوقت الذي ما تزال احتمالات وصول مؤشر السوق TASI إلى قمة 8188 نقطة ورادا ، بدعم من قائدي السوق " سابك " الذي يستهدف مقاومة 112 ريال ، و " الراجحي " الذي فشل في تجاوز مقاومة 83.25 ريال ، إلا أنه ينبغي للمتداول الاهتمام بمهارة وقف الخسارة واختيار نقطة مناسبة للخروج ، إذا بدأت السوق في جني الأرباح ، فرارا من التعلق الذي يكثر عندما يكون المتداول مستثمرا في سهم مضاربة ، أو في شركة خاسرة لا يوجد بها عوائد ، بل تآكل رأسمالها بسبب الخسائر المتتالية للشركة . فنيا يعتبر التحليل الفني دعم 7670 نقطة خيارا مناسبا لوقف الخسارة ، وهي نقطة مقاومة سابقة لمؤشر TASI نجح في تجاوزها في تداولات لخامس والعشرين من شهر مارس الماضي .