باكتمال الصفقة رسميا بين شركة الفطيم وملاك شركة سينومي ريتيل السابقين, وإغلاق الصفقة بنجاح تكون شركة الفطيم أكبر شركة غير سعودية يتم استقطابها للاستثمار في شركة مدرجة سعودية بصفتها "مستثمر استراتيجي أجنبي", وبملكية تقدر ب 49.95% من أسهم الشركة, كأعلى استثمار استراتيجي اجنبي في شركة سعودية مدرجة.
اظهر مصطلح "المستثمر الاستراتيجي الاجنبي" الذي عاد ظهوره مؤخرا مع صفقة سينومي ريتيل والفطيم لبساً عند كثير من المتداولين, بين المستثمرين الاجانب المؤهلين للاستثمار في السوق السعودي, وبين المستثمر الاستراتيجي الاجنبي, وبعيدا عن الاغراق في توضيح الفرق بينهما, فإن أهم هذه الفروق أن المستثمر المؤهل لا يسمح له التملك بأكثر من 10% من أي شركة مدرجة, ولا يجوز أن تتجاوز نسبة تملك الاجانب المؤهلين سواء مقيمين أو غيرهم مجتمعين 49%من اسهم أي شركة, في حين ان المستثمر الاستراتيجي الاجنبي شخص اعتباري أجنبي يهدف إلى تملك نسبة مباشرة في أسهم شركة مدرجة لمدة لا تقل عن سنتين، لغرض المساهمة في تعزيز الأداء المالي أو التشغيلي لهذه الشركة المدرجة.
ولم يحدد النظام النسبة القصوى لتملك المستثمر الاستراتيجي الاجنبي في الشركة المدرجة, ولكن من المعتقد أن هيئة السوق المالية لابد أن توافق على هذه النسبة المراد الاستحواذ عليها.
ولعل تخصيص نظام خاص بالمستثمر الاستراتيجي الاجنبي وفصله عن المستثمرين الاجانب المؤهلين يعد أحد الطرق التي ستساهم في جذب الاستثمارات الاجنبية الى السوق السعودي, حيث شهدت سوق الأسهم السعودية (تداول) خلال السنوات الأخيرة انفتاحاً تدريجياً ومدروساً أمام الاستثمارات الأجنبية، وكان من أبرز مظاهر هذا الانفتاح دخول المستثمر الاستراتيجي الأجنبي كأحد الفئات الرئيسية للملاك في الشركات المدرجة.
من هو المستثمر الاستراتيجي الأجنبي؟
يقصد بالمستثمر الاستراتيجي الأجنبي الكيان الاستثماري – سواء كان شركة أو صندوقاً – الذي يهدف إلى الاستثمار طويل الأجل في شركة مدرجة بالسوق السعودي، من خلال تملك حصص مؤثرة تحقق له شراكة حقيقية مع الملاك المحليين. ويمتاز هذا المستثمر بأنه لا يركز على المضاربة السريعة أو المكاسب قصيرة الأجل، بل يسعى إلى نقل الخبرات، وفتح أسواق جديدة، وتعزيز الحوكمة والتقنيات الحديثة داخل الشركات.
وتأتي هذه الخطوة متوافقة مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030، التي تستهدف رفع جاذبية السوق المالية وزيادة عمقها وتنوع المستثمرين فيها, ومن أبرز أهداف هذه الخطوة:
- · جذب رؤوس أموال أجنبية مستقرة.
- · تعزيز كفاءة الشركات المدرجة عبر الشراكة مع كيانات عالمية.
- · نقل المعرفة والتقنيات المتقدمة إلى الاقتصاد المحلي.
- · دعم مكانة السوق السعودية كإحدى أهم الأسواق الناشئة المدرجة في المؤشرات العالمية مثل MSCI و FTSE.
أثر المستثمر الاستراتيجي على السوق والشركات
تحسين السيولة: وجود مستثمرين كبار ومستقرين يعزز الثقة بالسوق.
رفع مستوى الحوكمة: دخول كيانات عالمية يفرض التزاماً أعلى بالشفافية والإفصاح.
تسريع التحول الرقمي والتقني: عبر شراكات عملية مع الشركات السعودية.
فتح أسواق جديدة: الشركات المستفيدة قد تجد قنوات تصدير أو توسع خارجياً من خلال شريكها الاستراتيجي.
وختاما فإن المستثمر الاستراتيجي الأجنبي يمثل إضافة نوعية لسوق الأسهم السعودية، فهو ليس مجرد مساهم عابر يبحث عن أرباح سريعة، بل شريك طويل الأمد يسهم في تعزيز كفاءة الشركات المدرجة وزيادة تنافسيتها إقليمياً وعالمياً. ومع استمرار تشجيع الاستثمارات الاجنبية في المملكة يُفترض أن يتزايد حضور هذه الفئة بشكل أكبر خلال السنوات المقبلة علما أن عدد هؤلاء المستثمرون الاستراتيجيون محدود حيث يبلغ عددهم وفقا لموقع تداول 12 مستثمر استراتيجي بعد استثمار الفطيم, ولكن مثل هذا الاستثمار القوي قد يفتح المجال لشركات ومستثمرين آخرين للدخول والاستثمار الاستراتيجي في الشركات المدرجة.
هنا قائمة بالشركات السعودية التي يوجد بها مستثمر استراتيجي أجنبي وعددها حتى الان 12 شركة:
هذه القائمة مأخوذة من صفحة ملكية المستثمرين الاجانب في موقع تداول
