سلكت السوق المالية السعودية، في شباط (فبراير) الماضي، المسار الأفقي بين مستوى 6955 نقطة و7094 نقطة، وأغلق مؤشر السوق TASI بنهاية الشهر على تراجع بـ 45 نقطة، بإغلاقه في 27 شباط (فبراير) عند مستوى 6998 نقطة، وبنسبة تراجع تقدر بـ 0.6 في المائة، مقارنة بإغلاق TASI في كانون الثاني (يناير) عند مستوى 7043 نقطة.
وتراجع مع مؤشر السوق المحلية في الشهر الماضي تسعة قطاعات من قطاعات السوق السعودية، فيما أغلقت ستة قطاعات على ارتفاع.
وجاء في مقدمة القطاعات المرتفعة، في شباط (فبراير)، قطاع الفنادق الذي ارتفع مؤشره بنسبة 9.3 في المائة، ثم قطاع الزراعة الذي ارتفع مؤشره بنسبة تقارب 0.9 في المائة، أما القطاعات المرتفعة الأخرى كالمصارف والأسمنت والتجزئة والنقل فقد أغلقت على ارتفاع اقترب من النصف بالمائة.
أما القطاعات المتراجعة في شباط (فبراير) نفسه، فكان قطاع الإعلام أكثرها تراجعا، وقد تراجع مؤشره بنسبة 8 في المائة، يليه قطاع التأمين، الذي واصل تراجعه منذ ديسمبر الماضي، وفقد في تداولات شباط (فبراير) 2.5 في المائة، كما تراجع مؤشر قطاع البتروكيماويات والتشييد بنسبة 2 في المائة، في الشهر نفسه.
وعلى مستوى الشركات المتداولة البالغة 156 شركة، بلغ عدد الشركات المرتفعة في شهر شباط (فبراير) 48 شركة، أما الشركات المتراجعة فقد بلغ عددها 106 شركات، فيما بقي سهما "الكهرباء" و"الصقر للتأمين" على قيمتهما السوقية، ولم تتغيرا في الشهر الماضي.
وفي مقدمة الشركات المرتفعة جاءت "شمس" الأكثر ارتفاعاً بنسبة 43.6 في المائة، ثم "العالمية" بنسبة ارتفاع بلغت 33.9 في المائة، ثم "المواساة" بنسبة 15.2 في المائة، و"أسمنت العربية" بنسبة 12.4 في المائة، و"ولاء للتأمين" بنسبة 10 في المائة.
أما الشركات المتراجعة في تداولات شباط (فبراير) الماضي فكان في مقدمتها سهم "أمانة" الذي تراجع بنسبة 20.4 في المائة، وسهم "أسيج" بنسبة 17 في المائة، وسهم "الوطنية" بنسبة 15.4 في المائة، وبنسبة 11 في المائة تراجعت أسهم "طباعة" و"أنابيب" و"تهامة" و"الكابلات".
وفيما يتعلق بقيمة التداولات، التي بلغت في شباط (فبراير) 118.32 مليار ريال، فقد تحسن معها معدل التداول اليومي، مقارنة بالأشهر الثلاثة الماضية، حيث بلغ معدل التداول اليومي 5.9 مليار ريال في شباط (فبراير) 2013، مقارنة بـ 5.8 مليار ريال في كانون الثاني (يناير) 2013 و4.9 مليار ريال في ديسمبر 2012، و5 مليارات ريال في تشرين الثاني (نوفمبر) 2012م.
ويعود التحسن في قيمة تداولات شباط (فبراير) إلى إدراج سهم "أسمنت الشمالية" الذي بلغت قيمة تداولاته منذ إدراجه في الشهر نفسه 21.53 مليار ريال، واحتلت تداولات السهم 18.2 في المائة من قيمة التداولات الشهرية.
أما عدد الصفقات والأسهم المتداولة فقد ارتفع في تداولات شهر شباط (فبراير)، حيث بلغ معدل عدد الأسهم المتداولة 233.01 مليون سهم، وقد احتل سهم "أسمنت الشمالية" منها 53 مليون سهم، أي ما يعادل 22.7 في المائة من عدد الأسهم المتداولة في شباط (فبراير).
كما احتلت الصفقات المنفذة عليه 35.9 في المائة، إذ بلغت 57.4 ألف صفقة يومياً من معدل الصفقات المنفذة يومياً في السوق السعودية، التي بلغت في شباط (فبراير) 160.01 ألف صفقة.
وبالنظرة التحليلية الفنية نجد أن مؤشر السوق المحلية TASI، رغم إغلاقه في نهاية شباط (فبراير) دون مستوى 7000 نقطة، إلا أن المؤشر ما زال في وضع إيجابي فنياً بإغلاق TASI فوق متوسطاته الآسية المتحركة 50 يوما = 6990 نقطة، 200 يوم = 6910 نقاط.
كما أن بقاء المتوسطات في ترتيبها الإيجابي الفني، بإغلاق متوسط 50 فوق متوسط 200 يوم يعد معززاً إيجابياً لمؤشر TASI في الفترة الحالية والتداولات القادمة.
ويتجه مؤشر TASI حالياً نحو نقطة دعم 6990 نقطة، وهي متوسط السوق لـ 50 يوما، ونقطة دعم مؤشر البولنجر Bollinger، التي قد تضعف في دعم المؤشر في ظل الاتجاه السلبي لمؤشر الـ MACD.
لذا من المتوقع في التداولات القادمة تذبذب TASI بين متوسطه لـ 50 يوما 6990 نقطة ومتوسط الـ 200 يوم 6910 نقاط.
أما عودة المؤشر TASI للمسار الصاعد فمرهون بعودته إلى الإغلاق فوق مقاومة خط اتجاهه الصاعد الذي بدأه TASI من نقطة دعم 6462 في نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وتلتقي هذه النقطة مع خط المقاومة في مؤشر البولنجر Bollinger عند مستوى 7090 نقطة.
أما الأسواق العالمية وصعودها في نهاية الأسبوع الماضي، وذلك عقب تصريحات رئيس البنك الفيدرالي الأمريكي، فباعتقادي أن تلك التصريحات محفز للمضاربة، وليس للاستثمار، لذا تأثيرها على صعود السوق المحلية سيكون محدودا، وبخاصة في ظل تراجع أسعار النفط، ذات العلاقة الطردية بمؤشر السوق المحلية، واقترابها من مستويات الـ 90 دولارا.
أما الفيصل في تحركات السوق المحلية ومؤشرات الأسواق العالمية هي بيانات ونتائج الربع الأول 2013، وفي مقدمتها استمرار الاقتصاد الأمريكي في النمو أو تراجعه أو انكماشه، كما هي الحال في اقتصادات منطقة اليورو.
ولذا فمن المتوقع أن تستمر السوق المحلية في المسار الأفقي، حيث لا مخاوف محلية أو عالمية تستدعي الاتجاه الصاعد، ولا محفزات فاعلة تدفع السوق نحو الاتجاه الصاعد، وبالتالي فإن أخبار وبيانات الربع الأول من 2013 ستشكل منعطفا مهما في الاقتصاد العالمي، وستكون مؤشرا مهما في تقييم نجاح خطط التحفيز أو فشلها.