الأسواق العالمية: إشارات فنية ايجابية .. والأمريكي والسعودي يبادران

15/01/2012 4
د.إبراهيم الدوسري

تستمر الأسواق العالمية في مسيرتها الايجابية الصاعدة مع مطلع تداولات العام الجديد ، بعد ختامها العام الماضي بخسائر متابينة أشدها في الآسواق الأسيوية والسوق المالي الفرنسي ، وكان مؤشر داو جونز الأمريكي الرابح الوحيد في 2011، بعد تقدمه فنيا في مؤشراته منذ منتصف ديسمبر الماضي ، قاد فيها المؤشرات العالمية نحو التحولات الايجابية ، جاء مقدمتها مؤشر السوق المالية السعودية TASI الذي سجل أقلها خسارة في عام 2011 .

وما يزال مؤشر داو جونز محافظا على ايجابيته الفنية باستقراره فوق متوسطاته المتحركة ، وما تزال متوسطات السوق الأمريكي في ترتيبها الايجابي الفني باستقرار متوسط الـ 50 يوم فوق متوسط الـ 200 يوم .

وفي الأسواق الأوروبية ـ التي ما تزال متوسطاتها المتحركة في ترتيب سلبي فني بإغلاق متوسط الـ 50 يوم تحت متوسط الـ 200 يوم ـ يقودها مؤشر فوتسي الانجليزي نحو الايجابية بعد اختراقه متوسط الـ 200 يوم صعودا ، والاستقرار فوقه .

أما الأسواق الآ سيوية فما تزال في سلبية فنية بإغلاقها تحت متوسط الـ 200 يوم ، وإن كانت قد نجحت في تجاوز مقاومة المتوسط المتحرك للـ 50 يوم ـ باستثناء مؤشر نيكي الياباني ـ .

وفي السوق المالية المحلية ، ما يزال مؤشر السوق السعودية TASI يسير على خطى داو جوانز الايجابية ، ويقترب من تسجيل إشارة ايجابية فنية جديدة بمحاولة اختراق متوسط الـ 50 يوم صعودا للمتوسط المتحرك للـ 200 يوم ، ومن المتوقع أن يحدث ذلك في مطلع تداولات الأسبوع الجاري ، لتسجل السوق السعودية مكانها في الأسواق التي تحولت للايجابية باستقرار متوسطاتها في ترتيبها الايجابي الفني .

وكان مؤشر السوق المالية السعودية TASI قد نجح في تجاوز مقاومة 6455 نقطة في تداولات الأسبوع الماضي ، بعد أن فشلت في دعمه في تداولات يوليو الماضي جراء عاصفة الأزمة العالمية التي أثارها الدين الأمريكي ، وكان TASI قد أغلق عند مستوى 6486 نقطة ، محققاً ارتفاعاً في قيمته الأسبوعية بـ 1,2 في المائة .

ومن المعزز فنيا للسوق المالية السعودية نجاحها في تداولات الأسبوع الماضي في تجاوز مقاومة 6455 نقطة والإغلاق فوقها ، يعزز ذلك القراءة الفنية للمؤشرات التي تتوقع استمرار مؤشر السوق TASI في الاتجاه الصاعد نحو مقاومة 6788 نقطة ، إذا ما نجح في اختراق 6525 نقطة صعودا .

أسهم في هذا الأداء الإيجابي 13 قطاعاً من قطاع السوق الـ 15 ، حققت ارتفاعاً في قيمتها الأسبوعية فيما تراجع قطاعان .

جاء في مقدمة القطاعات الرابحة في الأسبوع الماضي قطاع الإعلام والنشر بارتفاع بلغت نسبته 6,8 في المائة ، يليه قطاع التأمين بـ 4,8 في المائة ، و قطاع التطوير العقاري بـ 3,6 في المائة ، وقطاع المصارف بـ 3 في المائة .

أما القطاعان المتراجعان فهما قطاع الصناعات البتروكيماوية الذي تراجع بـ 0,6 في المائة ، وقطاع التجزئة بـ 0,3 في المائة .

وعلى مستوى الشركات بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات الأسبوع الماضي 102 شركة ، فيما تراجعت القيمة السوقية لـ 41 شركة وبقيت 5 شركات لم تتغير قيمتها الأسبوعية وهي "صدق" ، "سبكيم " ، "س تبوك" ، "الجوف" ، "اكسا" .

وعلى مستوى السيولة ، حققت السوق المالية السعودية في تدوالات الأسبوع الماضي أعلى معدل تداول أسبوعي منذ يونيو 2009م ، إذ بلغت قيمة التداولات الأسبوعية 34 مليار ريال بمعدل تداول يومي 6,8 مليار ريال وبارتفاع بلغت نسبته 20 في المائة مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع الماضي .

وكانت قيمة التداولات الثامن من يناير والتي بلغت 7,34 مليار ريال هي أعلى قيمة تداولات يومية حققتها السوق المالية السعودية TASI منذ 21 يونيو 2009م والتي حققت فيها السوق 7,8 مليار ريال .

وفيما يتعلق بالأسهم المتداولة ارتفع معدل الأسهم المتداولة يومياً إلى 305,5 مليون سهم بارتفاع بلغت نسبته 35 في المائة عن معدل الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي ، كما ارتفع معدل الصفقات بنسبة 10 في المائة حيث بلغ معدل الصفقات اليومية في تداولات الأسبوع الماضي 154,8 ألف صفقة ،

وفيما يتعلق بتوزيع السيولة على القطاعات المتداولة شهد نصيب قطاع المصارف ارتفاعاً إلى 6,6 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي مقارنة بمعدل الأشهر الثلاثة الماضية عند 3,8 في المائة ، فيما لا يزال نصيب قطاع البتروكيميات أقل من معدله الشهري ، حيث نال 16,7 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع نفسه .

أما قطاع الاتصالات الذي بلغ نصيب من قيمة التداولات الأسبوعية 4,7 في المائة فقد شهد ارتفاعاً مقارنة بمعدل الأشهر الثلاثة الماضية عند 3,2 في المائة .

قطاع التأمين عاد نصيبه إلى الارتفاع إذ نال 27,3 في المائة من قيمة التداولات بعد أن تراجع في ديسمبر الماضي إلى 13,2 في المائة ، وما يزال نصيب قطاع النقل في ارتفاع إذا بلغ 3,9 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية .

أما القطاعات الأخرى فكانت مستقرة عند معدلاتها في الأشهر الثلاثة الماضية ، ما عدا قطاعي الفنادق والاستثمار الصناعي اللذين شهدا تراجعاً عن معدلتهما الشهرية .

إذا تضافر معطيات التحليل الفني ، والتحليل الاقتصادي باستقرار الاسواق العالمية وعودتها في مسار صاعد ايجابي ، ومحافظة أسعار النفط على مستويات الـ 100 دولار ، وكذلك ايجابية المؤشرات المالية للشركات المتداولة في السوق المالية السعودية ، سوف يعزز من مسيرة السوق السعودية الايجابية الصاعدة في الفترة القادمة ، إذ من المتوقع أن تقدم الشركات المتداولة أرباحا تزيد على 95 مليار ريال وبنسبة زيادة تفوق العام الماضي بـ 20 في المائة

ويبقى مستوى 6455 نقطة الأمان للمتداولين الذين قد يتخذونها خيارا لوقف الخسارة ، إذا ما خالفت السوق المالية السعودية التوقعات ، أو استجد شيئا في الأزمة المالية العالمية . إذ لا يزال التفاؤل الحالي محاطا بتصريحات متشائمة حول بقاء الاتحاد الأوروبي المهدد بالانهيار بسبب الأزمات المالية التي تعيشها دوله ، فضلا عن التوقعات بتابطؤ نمو اقتصاداتها . ولعل اقرب التصريحات نحو الواقعية تلك التي تقول بأن الأزمة العالمية قد تحتاج لما لا يقل عن عشر سنوات لزوالها والتخلص من آثارها .