تصدر الشركة السعودية للكهرباء صكوك هذه الأيام وتنتهي هذه الصكوك في عام 2029م وذلك بالقيمة الاسمية دون خصم أو علاوة إصدار ابتداءً من 6 أكتوبر 2009م وحتى نهاية 6 يوليو 2029م أي بعد عشرين سنة، هناك الكثير من الملاحظات التي يجب الوقوف عليها ومعرفتها والتي تهم المستثمر بالدرجة الأولى وسنلخصها في جانبين الجانب التنظيمي للطرح والجانب الاستثماري المتمثل في نشرة الإصدار.
الجانب التنظيمي: نقصد بالجانب التنظيمي هو الجهة المنظمة لطرح الصكوك وكذلك الجهات المعنية بالتنظيم المتمثلة في هيئة السوق المالية، وفي الحقيقة هناك تقصير من الجهات المنظمة للطرح وخاصة بما يتعلق بالتعريف والوعي الاستثماري في الصكوك المراد طرحها للاكتتاب وطرق شرحها للمستثمر وكما اعتقد فإن الكثير من غير ذوي الاختصاص لا يعلم آلية الاستثمار في هذه الأدوات الاستثمارية.
وكما ذكرت هناك تقصير من الجهات المنظمة مثل البنوك والمؤسسات المالية والمتمثلة في تقديم الشرح الوافي في وسائل الإعلان أو عن طريق مواقع هذه المؤسسات المالية وإلى تاريخ هذا المقال لم نرى او نقراء عن أي مؤسسة مالية تقوم بتحليل جدوى الاستثمار في هذه الصكوك أو نرى أعطاء أمثلة مبسطة للمستثمر العادي ليفهم ما هي هذه الصكوك وما سوف تقدمه له من تنويع في محفظته الاستثمارية.
ولكن لن نلوم المؤسسات المالية وذلك بسبب عدم إصدار نشرة الإصدار إلا في وقت متأخر لا يكفي لقيام هذه المؤسسات المالية بتوعية المستثمر وكما هو واضح في نشرة الإصدار للشركة السعودية للكهرباء حيث تم إعلان نشرة الإصدار في تاريخ 10/6/2009م وتاريخ الاكتتاب في 13/6/2009م لمدة 12 يوماً السؤال هل هذه المدة كافية لقراءة وتحليل نشرة الإصدار المكونة من 100 صفحة ؟ والمتمثلة في عوامل المخاطرة وشروط وأحكام الصكوك واللجنة الشرعية والفتوى واستخدام المتحصلات والمعلومات المالية والخلافات والدعاوى القضائية ...الخ
الجانب الاستثماري: في الحقيقة ان الاستثمار في الصكوك ليس للأفراد ذوي الدخل المحدود بسبب أن أقل نسبة للاكتتاب هي بمبلغ (500.000 ريال) كما ذكر في نشرة الإصدار "سوف تتوفر نماذج طلب المستثمر لدى أي من مديري الإصدار ومديري استقبال الطلبات ولا تقبل أي طلبات بأقل من 500.000 ريال أو فيما يزيد عن ذلك بمضاعفات الـ 100.000 ريال أو من المكتتبين من غير الشركات والهيئات الاستثمارية".
كما أن هناك بعض الملاحظات في نشرة الإصدار مثل عوامل المخاطرة لم يتم ذكر عوامل المخاطرة المتمثلة في تغير سعر الفائدة والتضخم لما لهما من تأثير على الصكوك والسندات وكذلك هناك ملاحظة مهمة وهي أنه تم ذكر القوائم المالية للشركة في نهاية نشرة الإصدار وكانت لسنة 2007م والأجدى هو ذكر القوائم المالية للشركة لسنة 2008م.ولكن كما اعتقد هذا نوع من التجميل في نشرة الإصدار.
وفي الحقيقة أن أكثر ما يهمنا هو معرفة طرق دراسة الجدوى الاستثمارية في الاكتتاب بمثل هذه الصكوك والتي يجب معرفتها لتقييم جدوى الاستثمار في الصكوك والسندات على المدى البعيد وخاصة بعد عشرين عاماً.
السلام عليكم أشكرك على المقالة ولكن ذكرت فيها بعض المغالطات. أرجو منك الاتصال 96612992435