حافز اقتصادياً !

03/01/2012 4
حسين ال غزوي

للتضخم معاني ومفاهيم ، الاتفاع المفرط في المستوى العام للاسعار، ارتفاع الدخول النقدية، ارتفاع التكاليف، الافراط في خلق الارصدة النقدية، كل هذه المفاهيم تدخل ضمن ما يعرف بالتضخم.

السؤال الآن: هل يساهم برنامج حافز في التأثير على ارتفاع نسبة التضخم في المملكة العربية السعودية أم لا ؟

للاجابة بطريقة علمية يجب ان نتطرق إلى التالي :

كمية النقود المعروضة :

تشير بيانات مؤسسة النقد إلى أن السيولة المحلية في نمو، حيث سجل عرض النقود المكون من النقد المتداول خارج المصارف والودائع المصرفية بجميع أنواعها ارتفاعاً بنحو 51.4 مليار ريال مقارنة بارتفاع نسبته 10% في عام 2009م ، ( هذه المقارنة بين عام 2010م وعام 2009م) ، هذا يدلنا على ان هناك نمو في عرض النقود وخاصة بعد عملية الايداع النقدي في حساب المستفيدين من برنامج حافز ، هذا بالإضافة إلى ان التقرير أشار إلى أن هناك موسمية في عرض النقود خاصة خلال الأشهر الأخيرة من العام الهجري أي بداية من شهر رمضان إلى شهر ذي الحجة.

نعود إلى ما ذكرناه أعلاه بأن أحد أهم المفاهيم للتضخم هو ارتفاع الدخول النقدية، والإفراط في خلق الأرصدة النقدية، هذه بدوره يوضح بإننا مقبلون هذا العام على أرتفاع في نسبة التضخم بشكل متفاوت، حيث أشار تقرير مؤسسة النقد السعودي إلى أنه "حسب التقديرات الاولية يتوقع ارتفاع معدلات التضخم في معظم مناطق العالم في عام 2011م حيث يتوقع ارتفاع التضخم في دول الاقتصاديات المتقدمة " هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فإن المشاكل السياسية في منطقة الخليج من غلق مضيق هرمز من قبل إيران، يشير إلى ارتفاع متوقع في قيمة برميل النفط، مما يعني أننا نقع في ما يسمى بالتضخم المتسورد ، حيث أن معظم صادرتنا من المواد الاستهلاكية هي من الخارج، مما قد ينعكس على ارتفاع التضخم خلال هذا العام.

الانفاق الاستهلاكي :

تشير البيانات المالية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية إلى الاتفاع الهائل في الانفاق الاستهلاكي خلال عام 2011م، وكان احد اهم اسباب ذلك هو مكافأة راتب الشهرين التي منحت إلى موظفي القطاع العام، مما أدى إلى زيادة في ارتفاع التضخم وتفاوته خلال عام 2011م، حيث توضح بيانات مؤسسة النقد إلى أن القروض الاستهلاكية وقروض البطاقات الائتمانية وصلت في نهاية عام 2010م إلى 198.8 مليار ريال.

هذا يلدنا على أن الإنفاق الاستهلاكي عالي جدا، وذلك يعود للعديد من الاسباب منها ما يتعلق بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية هذا بالإضافة إلى الثقافة الاستهلاكية السيئة والمتفشية في مجتمعاتنا.

تبرر مؤسسة النقد بإن السبب في زيادة القروض الاستهلاكية عائداً إلى توفير نظام المدفوعات وتحويل الرواتب مباشرة إلى حسابات العملاء في المصارف، مما يوفر ضماناً لهذا النوع من القروض.

وبالعودة إلى الانفاق الاستهلاكي وبرنامج اعانة حافز، حيث ستساهم مبالغ الاعانة المليار ومئة مليون ريال في الانفاق الاستهلاكي بدون شك.

تأثير ذلك على سوق المال :

قد يتسأل القارئ ما علاقة سوق المال بحافز؟ نقول له: أن سوق المال يتكون من مجموعة من القطاعات التي تختلف انشطتها الانتاجية عن بعضها البعض ، فهناك خمسة عشر قطاعاً في السوق ، حيث أن القطاع الذي سوف يتأثر أيجاباً أو سلباً هو قطاع التجزئة ، حيث يضم قطاع التجزئة مجموعة من الشركات التي يختلف نوع نشاطها من بيع الملابس مثل شركة الحكير، إلى بيع الاجهزة الالكترونية مثل جرير أو اكسترا، هذا بدوره سوف ينعكس على مبيعات تلك الشركات.

ومن المتوقع أن شركة الحكير ستتأثير بشكل واضح جدا اً خلال الربع الأول من هذا العام، وخاصة أن البيانات التي توضحها حافز هي أن نسبة 80% من الإعانة هي لشريحة النساء، حيث أن شركة الحكير متخصصة في بيع ملابس النساء بشكل كبير جدا ، أما شركة جرير فإننا نعلم أنه خلال هذه الفترة هناك أنواع جديدة من اجهزة الهاتف الذكي، وأن شريحة كبيرة جدا تسعى إلى اقتنائه مما قد يساهم في ارتفاع هامش الربح لدى شركة جرير أو اكسترا، وهذا لا يعني أنه لا يوجد بعض الشركات التي سوف تتأثر بذلك ولكن بدرجات متفاوتة.

وفي نهاية هذا المقال نشير إلى إهمية الاستفادة من الاعانة وصرفها بالطرق الصحيحة والسعي لعدم التأثر بالإعلام المرئي والسمعي في التأثير على ثقافتنا الاستهلاكية.