"من يظن أن النمو الهائل يمكن أن يستمر إلى الأبد في عالم محدود فهو إما مجنون وإما خبير اقتصادي". كينيث بولدينك
بنهاية السبعينيات الميلادية تقريبا (1977م) بدأت وزارة الطاقة الأمريكية وإدارة معلومات الطاقة EIA الطلب من شركات النفط والغاز في الولايات المتحدة تقديم تقرير سنوي يشمل إحصائية عن الإنتاج، إضافة إلى تقديرات عن الاحتياطي المتبقي للحقول وقد كانت الآلية السابقة تتم بطريقة حسابية عادية وهي خصم الكمية المتبقية من الاحتياطي المثبت من الكمية المنتجة.
لذلك الاحتياطيات النفطية بدأت تتناقص بشكل متواصل كنتيجة طبيعية للآلية المتبعة (خصم الكمية المنتجة من الاحتياطي المعلن). بعد التقدم التقني لصناعة النفط وزيادة الاستهلاك بدأ التعامل بآلية أخرى لتقييم حجم الاحتياطيات النفطية الموجودة تعرف باسم "نمو الاحتياطيات النفطية" Reserves Growth والبعض الآخر يستخدم مصطلح زيادة الاحتياطيات Appreciation Reserves.
ديفيد مورهاوس عن "نمو الاحتياطيات" اللغز المعقد للنفط والغاز، أعطى اسماً مغايرا وهو زيادة الحد الأقصى للاستخراج Ultimate recovery appreciation جميعها تؤدي الغرض نفسه، ولكن المتعارف عليه ويستخدم على نطاق واسع هو "نمو الاحتياطيات"، ويعني زيادة حجم التقديرات للحقل خلال فترة الإنتاج، خصائص النمو هنا ليست من مبدأ التكاثر المتعارف عليها كما في الجنس البشري أو المحاصيل الزراعية ولكن تتداخل فيه (نمو الاحتياطيات) خصائص فيزيائية، فنية واقتصادية.
و يعد أرينقتونArrington ، J.R، وهو مهندس بترول كندي أول من تطرق إلى أهمية نمو الاحتياطيات في بداية الستينيات الميلادية (1960م) عندما كان يعمل في مشروع يتعلق بتقييم برامج الاكتشاف عن طريق الربط بين تكلفة العثور على النفط والكمية الموجودة، خلال عملية التقييم هذه وضع منهجية لتقدير النمو السنوي للاحتياطيات النفطية تعتمد على حساب متوسط متحرك average Moving لزيادة الاحتياطيات السنوية لمدة ثلاث سنوات.
ونشر مقالا في 29 فبراير 1960م بمجلة "النفط والغاز" بعنوان "حجم احتياطيات النفط الخام هو المفتاح لتقييم برامج الاستكشاف". تطرق فيه إلى أسلوبه (أرينقتون) ومنهجيته في تقدير نمو الاحتياطيات النفطية وأكد على أهمية وجود سجل بيانات منتظم عن الاحتياطي والإنتاج لكل حقل يساعد على التنبؤ بنتائج برامج الاستكشاف المستقبلية باعتبارها أداة قيمة لإدارة الاحتياطيات النفطية.
أعقبه بعد ذلك مارش Marsh R.G وعمل بطريقة أرينقتون ولكنه استخدم نموا سنويا لمدة أربع سنوات بدلا من ثلاث سنوات كمتوسط متحرك وطرح أسلوبه في مجلة "النفط والغاز" 1971م بعنوان "كم نفط وجدنا حتى الآن؟" أحصى مارش مجموع النمو لحقول النفط والغاز في الولايات المتحدة خلال فترة 50 سنة تقريبا بعد الاكتشاف من عام 1922م، وقدم دورتين مختلفتين لنمو الاحتياطي ووضع إجراءات إحصائية للتقديرات.
نموذج أتناسي وروت Attanasi & Root بعنوان "لغز نمو حقول الغاز والنفط" ونشر عام 1994م في الجمعية الأمريكية لجيولوجيا البترول AAPG يعد أول نموذج يضع توقعات مستقبلية لمعدل نمو الاحتياطيات النفطية في الولايات المتحدة، وهي قائمة (التوقعات المستقبلية) على بيانات تاريخية لتقديرات أولية لحجم الاحتياطيات ومعدل الإنتاج لحقول النفط والغاز جمعت من جانب وزارة الطاقة الأمريكية واستخدمت من قبل أتناسي وروت كأساس لقاعدة بيانات لوضع توقعات مستقبلية لمعدل نمو الاحتياطيات وتعرف باسم "ملف ميداني متكامل للنفط والغاز OGIFF.
منذ بداية الستينيات الميلادية وحتى الآن جميع الأساليب المتبعة لتحديد نمو الاحتياطيات النفطية تقريبا ناتجة عن تعديل نموذج أرينقتون لعام 1960م، لهذا طورت دائرة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS بعض الطرق لمعرفة نمو الاحتياطيات النفطية على هذا الأساس وهي: نموذج أرينقتون المعدل لحساب نمو الاحتياطيات لماهندرا فيرما Mahendra Verma، مجموعات النمو GROUP GROWTH وهو تقسيم الحقول إلى مجموعات، على أن يتم تقديم ملخص وحد أدنى للنمو عن كل مجموعة بحلول سنة منذ بداية الإنتاج.
مفرد النغمة للمربعات الصغرى أو الأصغر MONOTONE LEAST SQUARE وهي تعتمد على تحديد هوية الصوت (النغمة) باستخدام نظام المنطق الضبابي FUZZY LOGIC وهو نوع من الذكاء الصناعي يتعامل مع استنتاجات تقريبية approximate غير دقيقة precisely للوصول إلى الحقيقة بتمديد مفهوم ما بين الحقيقة الصحيحة تماما والحقيقة غير الصحيحة تماما.
وتستخدم هذه الجزئية بشكل واسع جدا خلال العقدين الماضيين في تعدد التصنيفات التقديرية المثبتة الممكنة والمحتملة للاحتياطيات لمصادر ناضبة غير متجددة مثل النفط والغاز, على الرغم من أن المنطق الضبابي من جهة يطرح خيارات متعددة للوصول إلى الحقيقة.ألا أنه من جهة ثانية مازال يثير جدلا واسعا بين المختصين الذين يعتقدون أن الاحتمالات PROBABILITY هي الوصف الحسابي الدقيق لعدم اليقين UNCERTAINTY (موسوعة ويكيبديا).
وقد قدرت إدارة المسح الجيولوجي الأمريكية USGS، "التقييم العالمى للبترول" WPA لعام 2000م بان نمو الاحتياطي العالمي للنفط التقليدي للفترة ما بين 1996م وحتى عام 2030م بحدود 939 بليون برميل يوميا اكتشف منها حتى بداية شهر يناير من عام 2006م 110 بليون والمتبقى من التقديرات يصل الى حوالى 830 بليون برميل.
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع