في السنوات الأخيرة دخلت حكومة قطر عن طريق الصندوق السيادي التابع لها في استثمارات تعد نادرة جدا على مستوى العالم وهي الاستثمار في شراء اللوحات الفنية وهي استثمارات تحتاج الي خبرة واسعة و رأس مال ضخم يتناسب مع تلك الاستثمارات وهو مافعلت حكومة قطر بحيث أصبحت الان من اهم المستثمرين في هذا المجال خاصة بعد استحواذها على اغلى لوحة في العالم وهي للرسام الفرنسي بول غوغان بقيمة 300 مليون دولار , أيضا قامت حكومة قطر بشراء لوحة تعد ثاني اغلى لوحة في العالم من حيث القيمة وهي لوحة "لاعبو الورق Card Players" والتي رسمها الفنان الفرنسي بول سيزان Paul Cezanne 1894م وذلك بقيمة 259 مليون دولار عام 2011م , لكن السؤال هو: مالذي يجعل حكومة قطر وصندوقها السيادي الدخول في استثمارات تعد مكلفة جدا ومخاطرها عالية ولاتعطي أرباح ؟وهل التحوط من انخفاض القوة الشرائية المستمر للعملة عامل وما علاقة ذلك بأسعار الذهب؟ .
قبل الإجابة على هذا السؤال علينا اولا معرفة العلاقة المشتركة بين الاستثمار بشراء اللوحات الفنية والذهب بداية: كلاهما من الاستثمارات عالية المخاطر ثانيا: لاتحقق تلك الاستثمارات اية أرباح مثل الأسهم, السندات والعقار وغيرها من الاستثمارات الأخرى التي تحقق عوائد مربحة بالإضافة الي ان أسعار تلك الاستثمارات تعد مرتفعة ناهيك عن ان تكاليف النقل والحماية والتامين على تلك النوعية من الاستثمارات عالية جدا, اذن للإجابة على السؤال السابق عن ألاسباب التي تدفع حكومة قطر للاستثمار في شراء اللوحات الفنية الجواب هو حسب ما ارى: هو التحوط من الانخفاض المستمر للقوة الشرائية للعملة" هذا هو الدافع الرئيسي وراء استثمار حكومة قطر من خلال صندوقها السيادي في شراء الوحات الفنية التي تعد بدون شك الي جانب الذهب الذي يعد افضل "مخزن للقيمة",.
ولدلالة على ذلك لو اخذنا لوحة الفنان الفرنسي بول غوغان " متى تتزوجين" When Will You Marry التي تعد الان اغلي لوحة في العالم كمثال نرا بان اللوحة وهي لامرأتان من تاهيتي وسط مشهد من الطبيعة بالألوان الزيتية مقاسها متر في 77 سنتيمتر والتي رسمها غوغان عام 1892م قد بيعت العام الماضي 2015م لمؤسسة متاحف قطر ب 300 مليون دولار بعد ان كان السعر الأساسي لها عام 1917م حوالي 1500 فرنك علما بان اللوحة عرضت من قبل غوغان للبيع في متحف Durand-Ruel في باريس عام 1893م لكن لم يكن احد يفكر بشرائها ذلك الوقت بسبب ارتفاع سعرها وضلت معروضة للبيع لمدة ربع قرن, لكن الأمور تغيرت مع قرب نهاية الحرب العالمية الأولى (نوفمبر 1918م) وذلك في عام 1917م عندما قام جامع لوحات فنية من سويسرا اسمة ادولف ستليشن Rudolf Staechelin بشراء اللوحة عندما كانت معروضة لدى متحف ميزون موس في جنيف.
وارى بان بيع اللوحة في اخر سنوات الحرب العالمية الأولى (1917م) بهذا السعر 1500 فرنك الذي كان يعد مبلغ عالي جدا قبل بداية الحرب لة علاقة بارتفاع معدلات التضخم الذي حدثة اثناء الحرب العالمية الأولى خلال الفترة من يولية 1914م-1918م وهي مرحلة تحدث دوما حيث ترتفع معدلات التضخم مع كل حرب (التضخم هو انخفاض القوة الشرائية للعملة بسبب زيادة العرض النقدي داخل الاقتصاد للانفاق المتزايد على الحرب ) بالتالي لم تكن اللوحة لتصل الي هذا السعر العالي ذلك الوقت لولا تضخم الأسعار الذي حدث خلال الحرب العالمية الاولى.
أسعار اللوحات الفنية في الوقت الحالي بدون شك مبالغ فيها لانة ليس من المعقول ان تصل قيمة لوحة لايتجاوز مقاسها متر في متر 300 مليون دولار ناهيك عن تكلفة التامين عليها وحمايتها صيانتها نقلها من مكان الي اخر وعلى الرغم من تلك التكاليف الباهضة لاتحقق تلك اللوحة اية مداخيل او عوائد مالية بالتالي هي استثمارات غير مربحة بالنظر او مقارنة بالاستثمارات الأخرى التي تحقق عوائد مثل الأسهم السندات العقار وغيرها من الاستثمارات الأخرى التي تحقق عوائد ثابتة, لكن بالنظر لما يحدث للعملة الورقية من تدمير لقيمتها وعلى مدى سنوات طويلة عامل أدى الي تصاعد أسعار الوحات الفنية الي مستويات خيالية.
هذا يوصلنا الي دوافع استثمار الحكومة القطرية في شراء القطع الفنية وكما ذكرت سابقا تلك الاستثمارات تعود لاسباب تتعلق بالتحوط من الانخفاض المستمر لقيمة العملة بالتالي نجاح تلك الاستثمارات يعتبر شبة مؤكد لسبب رئيسي وهو ان الطريق الوحيد لقيمة تلك الاعمال الفنية هو الارتفاع كما رئينا في لوحة غوغان وبول سيزان وغيرهم مثل بيكاسو رامبرانت وفان كوخ حيث وصلت أسعار لوحاتهم الي مستويات قياسية بالتالي المستثمرين في هذا المجال ومنهم حكومة قطر على علم من ان أسعار تلك القطع الفنية ستزيد دون ادنى شك لسبب رئيسي كان ولازال وسيضل وهو تضخم الأسعار والذي يرجع الي الانخفاض المستمر للقوة الشرائية للعملة منذ اغلاق نافذة الذهب في 15 أغسطس 1971م.
نعم هناك عوامل أخرى أساسية تؤخذ بعين الاعتبار و مرتبطة بالاستثمار في اللوحات الفنية مثل قيمة اللوحة الفنية ندرتها حيث لايوجد الا لوحة واحدة فقط اسم الفنان الذي تحمل اللوحة اسمة وتاريخة وقيمتة الفنية كلها عوامل تؤخذ بالحسبان لكن كل تلك العوامل تعد ثانوية اذا ما قورنت بالسبب الحقيقي وراء الاستثمار في اللوحات الفنية وهو: التحوط من انخفاض القوة الشرائية , اذن اتجاة حكومة قطر للاستثمار في شراء اللوحات الفنية توجة ذكي, إيجابي ومربح حيث ان أسعار اللوحات الفنية لها طريق واحد فقط وهو الاستمرار في الارتفاع نرا ذلك في كثير من الاحيان عندما تعرض لوحة فنية لرسام معروف للبيع بحيث يتم وضع سعر متوقع ان تصل لة قيمة اللوحة هذا السعر المتوقع اهم مقوماتة هو حساب معدلات التضخم للأسعار من وقت شراء اللوحة وحتى وقت البيع لكن بنهاية المزاد وفي كثير من الأحيان يتجاوز سعر البيع السعر المعروض والمتوقع للوحة بحكم زيادة الطلب على تلك النوعية من الاستثمارات من قبل المستثمرين وجامعي اللوحات الفنية مثل حكومة قطر التي تنفق مبالغ ضخمة للاستحواذ على اغلى اللوحات الفنية.
خلاصة القول هي ان الانخفاض المستمر لقيمة العملة عامل أساسي في توجة الكثيرين للاستثمار في مجال اللوحات الفنية و هو مؤشر كان يمكن ان ينعكس ايضا على أسعار الذهب لولا سيطرة البنوك المركزية على ألاسعار , هذا لايعني ان ذلك مبرر للارتفاعات العالية التي تشهدها اسعار اللوحات الفنية والتي وصلت الي مستويات خيالية لكن تلك الأسعار مؤشر وانعكاس حقيقي للتضخم المفرط من الخفض المستمر لقيمة العملة من قبل الحكومات بدون تدخل عوامل أخرى تمنع هذا الارتفاع (لقيمة اللوحات الفنية) على عكس التدخلات التي تحدث على أسعار الذهب التي لو تركت تتحرك بحرية منذ عام 1971م لوصلت الأسعار الي مستويات عالية جدا لكن لأهمية أسعار الذهب للتضخم ودعم العملة الورقية المرتبطة بالسياسات النقدية للدول يضل سعرة محجم من قبل البنوك المركزية حول العالم.
"معدلات التضخم ((الذي حدثة)) اثناء " كارثة عندما يصل فيروس استخدام تاء التأنيث الساكنة (التي تخص الأسماء) في الأفعال إلى كتاب المقالات في الصحف أيضًا. هل من مُنْقِذٍ للغة العربية ؟