تستمر الأسواق المالية العالمية والمحلية في صورتها المتذبذبة بين التقدم والتراجع ، في انتظار محفزات خارجية من بيانات وقرارات اقتصادية تعيد الثقة للمتداولين والمستثمرين بالأسواق ، الذين ما يزالون في وضع الحيرة مما قد تؤول إليه الأوضاع الاقتصادية في منطقة اليورو ، الذي يواجه اتحادها تهديداً بالانهيار ، كما يواجه اقتصادها تهديداً بالإنكماش أو الإفلاس .
محلياً حققت السوق المالية السعودية TASI مكاسب تقدر بـ 1.4 في المائة في قيمتها الأسبوعية ، وذلك للأسبوع الثاني على التوالي بعد سلسة من التراجعات لخمسة أسابيع متتالية ، بعد هبوطها من قمة 7500 نقطة منذ منتصف مايو الماضي .
وكان مؤشر السوق المالية السعودية TASI قد أغلق في تداولات الأسبوع الماضي عند مستوى 6838 نقطة بارتفاع 93 نقطة خضراء ، ليضيف 1.4 في المائة إلى قيمته الأسبوعية ، وذلك مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الثاني من يونيو الجاري عند 6744 نقطة .
تفاعلت مع هذا الارتفاع جميع قطاعات السوق الخمسة عشر والتي أغلقت جميعها على ارتفاع ، كان أعلاها ارتفاعاً قطاع الفنادق بنسبة 6.3 في المائة ، وقطاع النقل بنسبة 5.2 في المائة ، وقطاع التأمين بنسبة 3.6 في المائة ، وقطاعا الاستثمار الصناعي والاستثمار المتعدد بما يقارب 3.2 في المائة .
أما القطاعات القيادية فكان ارتفاعها دون الواحد في المائة ، إذ ارتفع قطاع المصارف بنسبة 6 بالألف ، وقطاع البتروكيميات بـ 1 في المائة ، وقطاع الاسمنت بنسبة 5 بالألف ، أما قطاع الاتصالات فكان أفضلها أداءً إذ ارتفع بنسبة 2.7 في المائة ، وذلك بعد عودة التداول على "سهم المتكاملة" الذي احتل 9 في المائة من قيمة تداولات الأربعاء الماضي .
وعلى مستوى السيولة ما يزال معدل التداول اليومي دون مستوى 6 مليارات ريال ، بعد استثناء السيولة الداعمة لمؤشر السوق في جلسة السبت الماضي ، و سيولة "المتكاملة" التي عادت إلى التداول في يوم الاربعاء الماضي واحتلت 9 في المائة من قيمة تداولات يوم عودتها.
وقد بلغت قيمة التداولات في الأسبوع الماضي 33.97 مليار ريال ، بلغ نصيب قطاع الاتصالات 22 في المائة منها بعد أن كان نصيبه من قيمة التداولات الأسبوعية 11.5 في المائة في الأسبوعين الأوليين من يونيو الجاري ، كما حافظ قطاع التأمين على نصيبه المرتفع من قيمة التداولات عند 20.5 في المائة ، وكذلك قطاع التطوير العقاري عند 10 في المائة ، بينما تراجع نصيب قطاع البتروكيميات إلى 14 في المائة مقارنة بـ 18 في المائة في بداية الشهر الجاري .
فنياً ما يزال مؤشر السوق المالية السعودية TASI تحت متوسطات المتحركة (50 يوم = 7025 نقطة ، 200 يوم = 6890 نقطة) ، وهذه إشارة سلبية فنياً لـ TASI ، إذ تتطلب عودته إلى الإيجابية الفنية اختراقه مقاومة متوسط الـ 200 يوم والـ 50 يوم ، وما تزال المتوسطات المتحركة في ترتيب إيجابي بإغلاق متوسط 50 يوم فوق متوسط 200 يوم .
مؤشر الـ MACD و مؤشر البولنجر Bollinger bands يشيران إلى إيجابية فنياَ لمؤشر السوق TASI ، حيث نجح المؤشر في الإغلاق فوق متوسط مؤشر البولنجر Bollinger bands عند 6800 نقطة ، ومن الجيد لمؤشر TASI الحفاظ عليها في تداولات الاسبوع الجاري ، أما مؤشر القوة النسبية (RSI) فيغلق عند 42 درجة ، كذلك مؤشر تتدفق السيولة (MFI) الذي يغلق عند 50 درجة ، وهاتان علامتان جيدتان في هذين المؤشرين .
ومن خلال معطيات التحليل الفني بقراءة المؤشرات الفنية السابقة يمكن القول بأن السوق المالية السعودية في وضع فني يمكن وصفه بالجيد ، وبالممتاز إذا ما تجاوز مؤشر السوق TASI صعودا متوسطاته المتحركة في تداولات هذا الأسبوع والتداولات القادمة . ويبقى الأمل في استقرار الأسواق العالمية ، التي بدا واضحا تأثيرها على مسار السوق المالية المحلية .وخاصة أسعار النفط التي ما تزال في مسارها الهابط .
عالميا قاد تراجع مؤشر داو جونز الأمريكي في جلسة أمس الأول المؤشرات العالمية إلى الافتتاح على تراجع في مطلع جلسة أمس الجمعة ، يذكر أن مؤشر داو جونز قد خسر أكثر من 250 نقطة في جلسة الخميس الماضي فاقدا 1.96 في المائة من قيمته .
وفي آسيا ختمت الأسواق المالية أداءها الأسبوعي على تباين حيث ارتفع مؤشر " نيكاي " بنسبة 2.7 في المائة ، وتراجع مؤشر " هانغ سنغ " بنسبة 1.25 في المائة فيما شهد مؤشر " ستريتس تايمز " استقرارا نسبيا .
أما أوروبا التي شهدت أسواقها تراجعا في جلسة أمس فقد أغلقت دون إغلاقها في عام 2011 م ما عدا مؤشر " داكس " الذي ما يزال يتداول عند مستوى 6300 نقطة ، وفوق مستوى 5898 نقطة إغلاق المؤشر في نهاية 2011 م .
أما مؤشرا " كاك " و " فوتسي " فما يزالان دون إغلاق العام الماضي ، إذ أغلق " كاك " في نهاية عام 2011 عند مستوى 3160 نقطة ، كما أغلق " فوتسي " عند مستوى 5572 نقطة "
فنيا يمكن وصف الأسواق المالية العالمية بالسلبية بإغلاقها دون متوسطاتها المتحركة 50 ، 200 يوم ، وبإغلاق متوسط 50 يوم دون متوسط 200 يوم ، باستثناء مؤشر " تاسي " الذي ما تزال متوسطاته في ترتيب ايجابي ، ومؤشر داو جونز الذي ما يزال محافظا على إغلاقه فوق متوسط 200 يوم .
ومن المتوقع في تداولات الأسبوع القادم أن تشهد السوق المالية المحلية تراجعا متأثرة بتراجع النفط إلى ما دون حاجز 80 دولارا ، واقترابه من مستوى 78 دولارا في جلسة أمس الجمعة قبل أن يرتد في نهاية الجلسة ، ومن المتوقع استمراره إلى مستويات منتصف 2010 عند 75 دولارا .