يمر الإقتصاد السوداني بمرحلة مفصلية وهامة في مسيرته ، إذ عجز النمو ، ونمى العجز ، وتقف آليات الدولة عاجزة أمام هذا التحدي الذي لايعني الحكومة لوحدها بل هو هم قومي ، تتناسى فيه جميع الوان الطيف السياسي والحزبي في السودان توجهاتها وإتجاهاتها ويجد الوضع اهتمام الأمة السودانية قاطبة ، إذ تقف التحديات الراهنة من إنفصال للجنوب ، وإندلاع حرب "الاستنزاف " الموجهة من قِبل الدولة الوليدة حائط صد امام تقدم الاقتصاد وإزدهاره على الأقل خلال المرحلة الراهنة ، وقد كان مخططا أن يتعافى الإقتصاد ، ويبدأ في رحلة النمو بعد إنفصال الجنوب تدريجيا ، غير أن التحديات والمواجهات عطلت كثيرا من تلك الخطط بل أوقفتها إلى أجل غير مسمى .
وفي هذا الصدد فإن الدولة تحاول جاهدة الخروج من هذا النفق الغير محدد المعالم ، عبر استراتيجية إصلاح ، تبدو في ظاهرها معاناة تُضاف إلى معاناة الشعب ، غير انها الحل الانجع كخطة استقرار للإقتصاد على المدى القريب ، وهي استراتيجية رفع الدعم عن مخرجات البترول رغم انها علاج حاد وكي مؤلم ، غير انها ستُرمم جدار الإقتصاد وتجنبه الإنهيار التام .
مرورا بتطبيق برنامج إصلاح هيكلي شامل متوسط الأجل يهدف لتعزيز الاقتصاد علي ضوء الإمكانيات الاقتصادية والمالية المتاحة للبلاد ، كما جاء في تقرير صندوق النقد الدولي في آخر تقرير له عن الوضع الإقتصادي في السودان على ضوء التغيرات الراهنة ، فإن الإقتصاد في تراجع مستمر ولابد من حلول إسعافية عاجلة لإنعاشه .
وتتمثل آلية الإصلاح الهيكلي في تقليص التمدد الافقي لأجهزة الدولة تخفيفا لاوجه الصرف الغير مبرر ، على كماليات تستنزف خزينة الدولة وتنهك الإقتصاد ، بالإضافة تفعيل آليات الكشف عن الفساد ومحاربته وإعادة تقييم للوضع الإقتصادي لكثير من مؤسسات الدولة وأذرعها حتى لا تُصبح نقطة ضعف يتسلل منها العجز إلى مفاصل الدولة وإقتصادها .
ويلي ذلك التشجيع للزراعة والمزارعين والإلتفات إلى هذا المصدر الهام ، إذ أن الزراعة هي المخرج المجزي في المدى المتوسط إذا ما استمر الوضع على ماهو عليه ، وهنا لابد من ان تتحد جهود الحكومة والمواطنين لإنتاج زراعي يجنب الإقتصاد اللجوء إلى البدائل المكلفة والغير مضمونة من استدانة ، إلى التركيز على المعادن الغير مستقرة لتفاوت إنتاجها ، والذي لايعُتمد عليه في إنعاش الإقتصاد والدفع به إلى النمو ، وهنا يأتي دور الدولة كمشجع للمزارعين عبر التمويل وتسهيل الحصول على الأراضي لزراعتها ، ودعم المحروقات "للمزارعين" حتى يتمكنوا من إنتاج ذو عائد مجزي للمزارع والمستهلك ، بالإضافة إلى فتح نافذة التصدير بآليات مدروسة ومخطط لها .
تشجيع سبل الاستثمار العربي في مجال الزراعة ، وهنا تكمن اولى اسباب الخروج من هذا النفق على المدى المتوسط والبعيد ، وقد بدأت بوادر ذلك من خلال الاستثمار السعودي ، الذي يبلغ حجم الاستثمار في المجال الزراعي فقط في السودان ما قيمته 4.3 مليار دولار ، فلم لا تتسع رقعة الاستثمار السعودي ، والخليجي بشكل عام في السودان مع توفير بيئة مستقرة وآمنة ، مع توافر الظروف الطبيعية من مياه واراضي زراعية خصبة صالحة للزراعة .
المرحلة التي تمر بها البلاد تحتاج إلى صبر المواطن ، واجتهاد الدولة ومراعاة حال المواطن الذي قدم الدعم والمساندة للدولة وما بخل في كافة المحافل وما زال على عهد الولاء وامل الازدهار والنماء ، وتحتاج اكثر ما تحتاج إلى ضمير المسئول كل في موضع مسئوليته للخروج من هذا الوضع بفوائد تعود على الوطن والمواطن بالخير ، وتستقر بأوضاعه .
تقبل مروري استاذ زاهر ولكن الإنسان السوداني ..تقاطعته ..سيوف الجري وراء لقمة العيش الكريمة..في الداخل والخارج ...مخلفا وراءه كوم..من القيم الفاضلة...والعادات الجميلة التي كانت وهذا كلة ضمن انقاذ الاقتصاد السوداني من الانهيار ويُحكى ..أن" الزول" السوداني ..كان ..أمينا ،صادقا..شهما..شجاعا..اخو أخوان....لكنه أين الآن ؟
كان الله في عون السودان واهل السودان,, تحتاجون الى ترشيد قوي للمصروفات وهو ما سيمس حياة المواطن العادي