المؤتمر العربي للتنمية والاستثمار "وحدة ، تنمية، إستقرار" !

20/02/2010 3
زاهر الحاج

إبان انعقاد القمة العربية بدولة الكويت 2008م ، صدرت توجيهات عن القمة تدعو إلى تفعيل عمل الدول المنضوية تحت لواء الجامعة العربية بالإضافة إلى الصناديق العربية والمؤسسات الاستثمارية لبذل الجهود لإقامة مؤتمر الاستثمار بجنوب السودان .

وقد تمخض عن ذلك تحديد الثالث والعشرين من فبراير الجاري انعقاد المؤتمر العربي للتنمية والاستثمار بمدينة "جوبا" عاصمة جنوب السودان .

المؤتمر يأتي في منعطف حرج بالنسبة للحراك السياسي والتاريخي في السودان ، وياتي في جوهر انعقاده دعماً لخيارات الوحدة بين جنوب السودان وشماله ، وهو البلد الذي ينتظر استفتاءً على وحدته بين جنوبه وشماله في العام القادم .

ونحسب أن مثل تلك المبادرات والتحركات الاستثمارية التي تهدف إلى التعرف على المناخ الاستثماري بالجنوب من كافة الجوانب من حيث المواقع والسياسات والقوانين ، وتحديد دور الصناديق ومؤسسات التمويل والمنظمات العربية لفتح آفاق للاستثمار بالجنوب ، لدعم التنمية في جنوب السودان ، تحمل رسالة للإسهام في عملية الاستقرار والوحدة في السودان وجعل خيار الوحدة جاذباً  كما جاء على لسان بعض المسئولين .

غير أن التأثيرات والنتائج التي يهدف إليها المؤتمر لن تكون ذات جدوى كبيرة وملموسة لاسيما أن المرحلة الإنتقالية قاربت على الإنتهاء ، والاستفتاء صار في المستقبل المنظور ، باعتبار ان المشروعات التنموية اياً كانت خطتها الزمنية ، تحتاج إلى سنوات حتى تاتي بنتائجها ، الامر الذي يقلل من الفائدة المرجوة من انعقاد المؤتمر في هذا التوقيت المتأخر للاستفادة من قراراته وتوصياته المتوقعة ، والتي تأتي حتماً لإنشاء المشروعات مثل العمل على تطوير البنيات التحتية والمشروعات الزراعية وغيرها من مشروعات التنمية .

من المهم في الوقت الراهن ان تكون زاوية الرؤية للقائمون على امر الاستثمار في الجامعة  تسهم في بناء شراكات ذكية لجذب الاستثمارات العربية تحقيقاً لهدف المشروعات التنموية الحقيقية وذات خطة طويلة الامد ، نظرة تحمل الاستفادة من موارد السودان الذاخرة ، من مياه ، وارض خصبه ، ومعادن ، وثروات حيوانية وغيرها ، وان تكون الجهود على ارض الواقع لتثمر عن نتائج ملموسة تحقق التنمية للجميع.