اسمنت العربية .. إلى أين الطريق ؟!

01/03/2011 3
حجاج حسن

لم يجول بخاطر اسمنت العربية عندما قررت الذهاب إلى المملكة الهاشمية الأردنية لخوص أول تجربة استثمارية خارج المملكة، أن طريقها قد يكون محفوفاً ببعض العقبات والعثرات التي من شأنها عرقلة هذا الاستثمار، ولكنها اصطدمت وصدمت الجميع مؤخراً وقامت بتأجيل مشروعها هناك مرة تلو الأخرى، ليصبح استثمارها بالأردن بمثابة كابوساً مفزعاً يطارد الشركة ومساهميها.

ففي 2007 قررت اسمنت العربية تأسيس مصنع اسمنت القطرانة بالأردن بملكية تزيد عن 85 %، وكان الطلب على المنتج بالمملكة الهاشمية يفوق الـ 4 ملايين طن/ سنوياً في الوقت الذي كانت تبلغ فيه الطاقة الإنتاجية لشركات الاسمنت هناك 4 ملايين طن/ سنوياً، بالإضافة لنقص إنتاج الاسمنت بسوريا والعراق أحد أسواق التصدير للاسمنت الأردني.

ولكن الوضع قد تغير.. فمع ارتفاع إنتاج سوريا من الاسمنت ووصولها للاكتفاء الذاتي من المنتج، وكذلك دخول شركات أجنبية للعراق، أصبح الطريق أمام الاسمنت خارج المملكة الهاشمية شبه مسدود، بالإضافة  ارتفع الإنتاج بالأردن إلى 10 ملايين طن سنوياً، وكلها عوامل كأن من شأنها أن تدفع الشركة لتأجيل مشروعها والبحث عن حلول آخري.

وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع أسمنت القطرانة 1.5 مليون طن/ سنوياً، وكان مقرر أن يبدأ في النصف الثاني من العام الماضي، ولكن الشركة  قامت بتأجيل التشغيل التجاري لهذا المشروع وارتفاع في تكاليفه بـ 74 مليون دولار، لتصل تكاليفه إلى الآن 1.76 مليار ريال.

ويعتبر هذا المشروع أهم وأخطر التحديات التي تواجه الشركة في الفترة المقبلة، وكان قد ذكر مجلس الإدارة أن الإنتاج التجاري سيبدأ خلال الربع الجاري إلا أنها أيام وتنتهي الفترة، لتعلن الشركة مجدداً عن تأجيل التشغيل، والآن ليس أمامها سوى خيارين إما البحث عن حلول آخري للخروج من ذلك المآزق بأقل خسائر، وإما الانتظار ومن ثم العودة " بخفي حنين"..

بالإضافة لذلك التحدي فالشركة تواجه تحدياً أخر، وهو عامل "المنافسة" خاصة مع دخول شركات اسمنت جديدة للسوق، من خلال فتح سوق جديد كأسمنت الجنوبية التي بدأت تستحوذ على حصة من سوق الاسمنت بالمنطقة الغربية من خلال مصنع تهامة، لتتراجع حصة اسمنت العربية من إجمالي مبيعات الاسمنت إلى 7 % بنهاية عام 2010، قياساً بـ 8 % عام 2009.

كان ما سبق أهم واخطر التحديات التي تواجهها وستواجهها الشركة الفترة القادمة، والتي من شأنها توضيح الطريق التي ستتجه إليه الشركة مستقبلاً.. فإلى أين الطريق يا أسمنت العربية ؟!