السوق السعودي في محاولته الثالثة لتجاوز مقاومة 6455 نقطة .. وأسواق النفط قد تدعمه

11/12/2010 2
د.إبراهيم الدوسري

عاد مؤشر السوق المالية السعودية TASI إلى مستوى مقاومته 6455 نقطة للمرة الرابعة على التوالي خلال الأشهر الخمسة الماضية وذلك بإغلاقه عند مستوى 6457 نقطة في نهاية تداولات هذا الأسبوع.

وبهذا الإغلاق لمؤشر السوقTASI عند مستوى 6457 يكون قد كسب ما نسبته 1.7 بالمائة مقارنة بإغلاقه في الأسبوع الماضي عند 6345 نقطة بارتفاع قدره 112 نقطة.

وتعد مقاومة 6455 نقطة مقاومة قوية فنيا حيث قاومت مؤشر السوق TASI  في نهاية تداولات سبتمبر ومنتصف تداولات نوفمبر ومنتصف تداولات يونيو من هذا العام  2010 م ، بعد إن فشلت 6455 في دعم السوق في منتصف تداولات مايو الماضي.

وقد صاحب هذا الأداء الإيجابي المؤشر السوق المالية السعودية TASI   تحسنا في قيمة تداولات هذا الأسبوع التي بلغت 15.9 مليار ريال ، بارتفاع بلغت نسبته 47 بالمائة ، كما أرتفع عدد الأسهم المتداولة هذا الأسبوع إلى 611.8 مليون سهم ، بارتفاع بلغت نسبته 26 بالمائة عن كمية الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي.

كما بلغت عدد صفقات هذا الأسبوع 342.9 ألف صفقة بارتفاع قدره 28.7 بالمائة مقارنة بعدد الصفقات المتداولة في الأسبوع الماضي.

وكان أكثر القطاعات ارتفاعا هذا الأسبوع قطاع الأسمنت الذي ارتفع بنسبة 7 بالمائة ، يليه قطاع البتروكيماويات الذي ارتفع بنسبة 4 بالمائة ، وقطاع التشييد والبناء الذي ارتفع 3.5 بالمائة ، وقطاع الاستثمار الصناعي الذي ارتفع به 3 بالمائة . أما القطاعات الخاسرة هذا الأسبوع فهي قطاع المصارف و قطاع الطاقة و قطاع الاتصالات و قطاع العقاري التي أغلقت منخفضة بفارق طفيف عند إغلاقها في الأسبوع الماضي لا يتجاوز النصف بالمائة.

وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع البالغة 15.9 مليار ريال على القطاعات المتداولة ، واحتل قطاع البتروكيماويات ما نسبته 43.5 بالمائة من إجمالي تداولات هذا الأسبوع ، يليه قطاع المصارف الذي أحتل 9 بالمائة من قيمة تداولات هذا الأسبوع، يليه قطاع الاستثمار الصناعي الذي أحتل 7.6 بالمائة ، أما قطاعا الاتصالات والأسمنت فقد احتلا 3.6 بالمائة و 3.5 بالمائة على التوالي.

وبالنظرة التحليلية الفنية للسوق الأسهم السعودية نجد أنه قد عاد إلى نقطة مقاومته السابقة 6455 مع تحسن في مستويات السيولة هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي ، وبالتالي فإن اختراق مؤشر السوق TASI لهذه المقاومة في الفترة المقبلة سوف يصنع منها دعما قويا للسوق السعودي.

أما من حيث المتوسطات المتحركة فإن السوق قد أغلق فوق متوسطاته الثلاثة ، وما تزال هذه المتوسطات في ترتيبها الفني الإيجابي ، حيث تمثل 6350 نقطة المتوسط المتحرك للـ 50 يوم ، و 6330 نقطة المتوسط المتحرك للـ 100 يوم ،  و 6315 نقطة المتوسط المتحرك لـ 200 يوم ، وبالتالي فإن مستوى 6350 نقطة يعد دعما جيدا للسوق السعودي في الفترة المقبلة بعد أن قاومته 6350 نفسها في بداية تداولات أغسطس الماضي.

وباستخدام المؤشرات الفنية الأخرى نجد في بعضها إشارة فنية جيدة كما هو الحال في مؤشر البولنيجر الذي تجاوز السوق متوسطه صعودا عند مستوى 6380 نقطة ، وبالتالي سوف ترتفع مستوى مقاومة السوق إلى 6600 نقطة التي تجاوزها السوق في نهاية فبراير الماضي.

كما تشكلت فنيا نقطة دعم قوية للسوق عند 6140 نقطة التي دعمت السوق في بداية تداولات يونيو ويوليو،  وفي نهاية تداولات أغسطس الماضي.

مؤشر الـ  MACD في إشارة فنية جيدة تدعم قوة عزم المؤشر . أما مؤشر الـ  RSI (مؤشر قوة نسبية ) فيقف عند 60 درجة وهي درجة مقاومة سابقة لهذا المؤشر ، ويمكن أن نستنتج من هذه القراءة الفنية لهذا المؤشر تنبؤا  بضعف قدرة مؤشر السوق TASI على تجاوز مقاومته الحالية ، بالرغم من توافق مؤشر RSI مع مؤشر سوق TASI في الاتجاه الصاعد . والصورة الفنية نفسها في مؤشر MFI  مؤشر تدفق السيولة الذي يقف حاليا عند نقطة مقاومة سابقة هي 68 درجة أي أن القراءة الفنية للمؤشرين RSI و MFI   تشكك في قدرة مؤشر للسوق TASI على تجاوز مقاومته الحالية.

وبتحليل السوق السعودية باستخدام الشموع اليابانية نجد أن الشمعة اليومية توحي بسلبية مؤشر السوق ، أما الشمعة الأسبوعية فتعطي إشارة إيجابية تعزز أداء الأسبوع الماضي ، ويمكن أن نستنتج من ذلك حالة التردد في ثقة المتداولين عند 6455 نقطة ، وبالتالي فإن فشل السوق في تجاوز هذه المقاومة في الأسبوع المقبل سيكون له أثر سلبي قوي على نفسية المتداولين فيما تبقى من تداولت شهر ديسمبر الحالي ، وعلى المتداولين حينها انتظار محفزات الربع الرابع والأخير من هذا العام.

أما إذا ما نجح مؤشر السوق TASI في تجاوز هذه المقاومة في تداولات الأسبوع القادم فإن ذلك سينعكس بدافعية قوية ستزيد من ثقة المتداولين بالسوق السعودي ، وسيجد المتداولون أثرها الإيجابي في تداولات العام المقبل.

الأسواق العالمية تعيش حالة من الاستقرار سوف تدعم استقرار السوق السعودي في الفترة المقبلة بين 6200 نقطة و 6450 نقطة ، لا سيما مع تحسن أسعار النفط التي تقترب من مستوى الـ 90 دولار ، مما يدعم السوق بقوة عن طريق قطاع البتروكيماويات.

ملخص القول: تشكل مقاومة 6455 نقطة منعطفا قويا في مسار السوق في الفترة المقبلة ، وبالرغم ضعف التوقع تجاوزها في الفترة القصيرة القادمة وفق معطيات التحليل الفني ، إلا أن معطيات التحليل الاقتصادي والتحليل المالي قد يدعمان السوق بتجاوز هذه النقطة ، وبخاصة عند تجاوز البترول لمستوى الـ 90 دولار واستقراره فوقها كما حدث في تداولات السابع من ديسمبر.