السوق السعودية تجني أرباحها .. والعواصف العالمية تعاود نشاطها

27/11/2010 1
د.إبراهيم الدوسري

ببداية ضعيفة على مستوى السيولة والصفقات تعاود السوق المالية السعودية نشاطتها ـ بعد توقفها لإجازة العيد والحج ـ وتفقد 2.3 بالمائة من قيمتها في تداولات هذا الأسبوع ، وللمرة الثالثة تنجح مقاومة 6455 نقطة في مقاومة مؤشر السوق TASI ــ Tadawul All Share Index ، ويعود ليغلق تحت متوسطه المتحرك للـ 50 يوم عند 6291 نقطة بنهاية تداولات هذا الأسبوع ، فاقدا بذلك 152 نقطة من إغلاق العاشر من شهر نوفمبر الجاري لتصل نسبة ما فقده TASI هذا الأسبوع إلى 2.3 بالمائة . وكانت 6455 نقطة قد قاومت مؤشر السوق TASI في الحادي والعشرين من شهر يونيو ، وفي الخامس والعشرين من شهر سبتمبر الماضيين .

وقد انخفضت قيمة التداولات هذا الأسبوع إلى 11.28 مليار ريال مقارنة بـ 19.12 مليار قدمتها السوق المالية في الأسبوع الماضي ـ قبل التوقف ـ بانخفاض بلغت نسبته 40 بالمائة . صاحب هذا الانخفاض في قيمة التداولات انخفاض في عدد الصفقات المنفذة هذا الأسبوع بنسبة 30 بالمائة ، إذ بلغت صفقات هذا الأسبوع 266.6 ألف صفقة .

كما انخفضت كمية الأسهم المتداولة هذا الأسبوع إلى 458.96 مليون سهم مقارنة بـ 762.88 مليون سهم نفذت في الأسبوع الذي سبق توقف السوق لإجازة العيد ، لتصل نسبة الانخفاض إلى 40 بالمائة .

وبالنظرة التحليلة لمؤشر السوق المالية السعودية TASI نجد أنه يمر بمرحلة تصحيحية متوقعة ، سبقت الإشارة إليها في تحليل الأسبوع الماضي ، ولم تنجح 6370 نقطة في دعم مؤشر السوق في منتصف تداولات هذا الأسبوع ـ كما هو متوقع ـ وبالتالي فإن 6230 نقطة ـ التي يتجه إليها المؤشر حاليا ـ تعد الدعم التالي لمؤشر السوق TASI التي سوف يختبر قوتها في الأسبوع القادم .

وبتحليل السوق باستخدام المتوسطات المتحركة الأسية ( 50 يوم = 6336 نقطة ، 100 يوم = 6322 نقطة ، 200 يوم = 6309 نقطة ) نجد أن إغلاق مؤشر السوق TASI تحتها يعد إغلاقا سلبيا من الناحية الفنية ، إلا المتوسطات المتحركة ما تزال محافظة على ترتيبها الايجابي الذي فقدته في تداولات شهر يونيو الماضي وعادت إليه في مطلع تدوالات نوفمبر الجاري.

المؤشرات الفنية الأخرى مثل مؤشر RSI ( مؤشر القوة النسبية) يقف عند مستوى 45 درجة مبتعدا عن درجة الخطورة الفنية في هذا المؤشر (70 درجة) ، ويواصل الـ RSI اتجاهه الهابط متوافقا مع مؤشر السوق TASI ومقتربا من نقطتي دعم عند 43 ، 38 درجة.

أما مؤشر MFI (مؤشر تتدفق السيولة) فقد نجحت نقطة 62 في مقاومة صعودا ـ كما أشرت في التحليل السابق ـ ويقف حاليا عند 58 درجة مبتعدا عن درجة الخطورة الفنية في هذا المؤشر (80 درجة) وبقراءة هذين المؤشرين فنيا يتوقع استمرار مؤشر السوق TASI في اتجاهه الهابط إلى نقطة دعم 6230 نقطة ، ويحتاج TASI إلى تعزيز ايجابي عند هذه النقطة ، وكذلك تجنب التأثيرات العالمية التي عصفت بالأسواق هذ الأسبوع ، بعد عودة أزمة اليورو ـ هذه المرة في ايرلندا ـ والنزاع بين الكوريتين .

أما مؤشر الـ Bollinger Bands فقد فشل متوسطه = 6370 درجة في دعم مؤشر السوق TASI عند هذه النقطة ، وبالتالي يتوقع فنيا استمرار TASI في عملية جني الأرباح ، وإذا ما فشلت 6230 في دعم مؤشر السوق فإن الدعم التالي هي نقطة دعم البولينجر = 6150 نقطة ، مؤشر الماكد MACD يوافق المؤشرات الأخرى في توقع استمرار مؤشر السوق TASI في عملية جني الأرباح الحالية.

التحليل المالي يدعم التحليل الفني في التقليل من تأثير عملية جني الأرباح الحالية على مؤشر السوق TASI ، وذلك بعد تقديم الشركات المتداولة تحسنا في الربع الثالث من هذه العام ، فاق أرباحها في العام الماضي بنسبة 35 بالمائة ، وبعد أن عوض قطاع البتركيمايات ما فقد قطاع المصارف القائد للسوق المالية السعودية .

ملخص القول: مؤشر السوق المالية السعودية TASI يمر بمرحلة تصحيحية بعد أن قاومته 6450 نقطة ، لم تنجح 6370 نقطة في دعمه ، وبالتالي فإن الدعم القادم لمؤشر السوق ( 6230 نقطة ، 6150 نقطة ) يحتاج إلى تعزير ايجابي ، بعد انخفاض مستوى السيولة هذه الأسبوع بنسبة 40 بالمائة مقارنة بأداء السوق في الأسبوع الذي سبق توقفها لإجازة العيد والحج .

الأسواق العالمية قد تزيد من حدة جني الأرباح بعد تأثير نزاع الكوريتين عليها ، وبعد عودة أومة اليورو في ايرلندا.

كما أن أسواق النفط قد تؤثر سلبيا على قطاع البتروكيمات الذي قاد السوق في الفترة الماضية ، وذلك بسبب الانخفاض المتوقع في أسعار النفط ، بعد ارتقاع الدولار – علاقة عكسية مع سعر النفط - وبسبب ما أظهره التقرير الأسبوعي لإدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة ان مخزونها من النفط الخام زاد على غير المتوقع الأسبوع الماضي.