أول ما لفت انتباهي في معرض "سيتي سكيب دبي 2010 " هو إخفاء كلمة "دبي" من عنوان المعرض وإحلال كلمة "غلوبال" محلها، وبالرغم من الحجج الكثيرة المقدمة للإقناع بصوابية هذا "الإخفاء" فإني أرى أن الإخفاء لم يكن مبررا أو صائبا، فإخفاء إسم دبي أو حتى دفعه إلى "الظل" في هذه المرحلة لا يخدم أحد بل ويضر بالمصالح الوطنية العليا لمدينة - كانت وما زالت رمزا ونموذجا للتحدي والنجاح – بذلت الغالي والرخيص لتصل بسمعتها إلى العالمية، وفي ظل ما تحقق من إنجازات ما زالت جاثمة ومحط أنظار العالم ، لا يجوز لأحد مهما كان موقعه أن يستغل الضائقة الحالية لدبي، وأن يعمل من خلف الستار على شطب اسمها من عناوين المعارض والمحافل لغايات لا أراها بريئة وإن رآها البعض بريئة، لأن دبي وإن كانت تعاني اليوم فلا بد وأن تعود إلى المسرح الإقتصادي العالمي على الأقل كأفضل مدينة عربية و شرق أوسطية من حيث البنية التحتية.
إن عدم اقتناعي بمبررات إخفاء اسم دبي من عنوان سيتي سكيب دبي 2010 لم يمنعني من زيارة المعرض – أنا مواظب على زيارة سيتي سكيب ليس لأني ثريا أبحث عن فيلا أو شقة وإنما بسبب طبيعة عملي – والتفتيش في زواياه عن أي جديد يصلح كقصة صحفية، وفي دورة هذا العام، وفي ظل الكساد الحالي لسوق العقار في الإمارات ، وغياب البنوك وشركات التمويل عن المنصات، ومع اكتفاء الشركات الحاضرة - وهي قليلة جدا بالمقارنة مع الدورات السابقة - بعرض مشاريعها القديمة وإحجامها أو عجزها عن إطلاق مشاريع جديدة في ظل كل ذلك لاحظت أمرين لم أعهدهما في دورات سيتي سكيب دبي سابقا، وهما:
أولا : غياب الحسناوات سواء أكنَّ شقراوات أو سمراوات عن منصات المعرض ففي السنوات الماضية عندما كان سوق العقار في ازدهار والمنافسة على أشدها لجأ العديد من المطورين العقاريين إلى الحسناوات لترويج بضاعته بل وبالغ بعضهم في هذا الإتجاه حيث أتى بفتيات جميلات من شتى بقاع الكرة الأرضية بهدف التنويع ولفت اهتمام المشترين، وقد لعبت تلك الظاهرة في جذب أعداد كبيرة من "الفضوليين" و"المتطفلين" ممن لم يكن هدفه - من زيارة المعرض – الشراء، وإنما أتى بقصد مشاهدة تفاصيل الجمال ومواطن الإغراء، وبما أن المعرض هذا العام بلا حسناوات فقد كان غياب الفضوليين والمتطفلين عن دورة هذا العام أمر طبيعي.
ثانيا: فشل الصحفيين في ملء المساحات المخصصة- في صحفهم - لسيتي سكيب دبي 2010 بمواد دسمة ومهمة إما بسبب ندرة المشاريع الجديدة ، وغياب الصفقات، أو بسبب امتناع المسؤولين الرسميين عن الإدلاء بتصريحات أو بسبب غياب الرؤساء التنفيذيين للشركات العقارية المحلية عن المنصات مما أوقع الكثير من الصحفيين في ورطة فاكتفوا بتصوير ما يرونه ووصف ما يشاهدونه وإعادة تصوير ما يرونه وتكرار وصف ما يرونه أما الغاية من كل هذا التكرار فهو ملء الصفحات العديدة التي كانت مخصصة للمعرض في دورته الحالية.
لا شك أن ما حدث في سيتي سكيب دبي 2010 من انحسار كبير في عدد المشاركين مقارنة بالسنوات السابقة أمر متوقع ، وقد نرى انحسارا أكبر في النسخة القادمة من المعرض ، لكن في الوقت نفسه لا أرى أن هذا الأمر يدعو للقلق أو اليأس بل بالعكس فقد علمتنا التجربة أن الدورات الإقتصادية تتوالى هكذا وأن لكل فترة ازدهار فترة تشابهها إن لم نقل من الكساد فيمكن أن نقول من تباطؤ النمو وبعد كل هدوء عاصفة وبعد كل عاصفة هدوء وإذا كنا حاليا في فترة هدوء فقد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة.
غياب الشقروات ادمى قلوب الكثيرين وانا منهم كمتفرج طبعا لكن لاتنكر ان البعض قام بالشراء تحت تاثير الرموش والعيون الساحرة ودفع دم قلبة مقابل ان تقبل الحسناء رقم تليفونة المميز وياسلام سلم لو وافقت على دعوة عشاء في مكان رومانسي ياسيدي اذا كان غياب الحلوات السبب في ضعف الاقبال على سيتى سكيب دبي هذا العام فلاشك اننا دشنا اقتصاد حديث تحت مسمي اقتصاد الغرائز فهل يعقل ان تجبر فتاة لعوب رجل اعمال مدقق ان يكع بضع ملايين بينما بانكوك وروسيا توفر خدمات جنسية ببضع مئات فقط والتوصيل للمنازل ولو افترضنا صحة الفرضية فلماذا لايذهب راغبي مطاردة النساء وهم كثر الى المولات التجارية الموضوع ان شركات العقار في مازق حقيقي والمطورين العقاريين قاب قوسين او ادني من الدخول كضيوف لدي السجون لبضع سنوات جرا مااقترفت اياديهم من غش وتدليس وبيع على الورق حتى الجادين منهم في حاجة الى بضع سنوات للتعافي والاغلبية في العناية المركزة لذا نحن امام انحسار شامل لكافة الوان الطيف العقاري وكلها بضع سنوات ويرجع القطاع ومعاة الحسناوات وانا لمنتظرون