بتاريخ 9/5/2013 كتبنا هنا مقالة بعنوان " الثيران ".. والطريق إلى فقاعة جديدة ..يمكن لمن يريد الرجوع إليها في هذا الموقع .. اليوم ومع إغلاق مؤشر داوجونز الصناعي الأمريكي عند مستوى قريب جدا من 17000 نقطة وجدنا أنه من الواجب والضرورة تجديد هذا العنوان والأسباب كثيرة أبرزها أن المستثمرين في هذا المؤشر وغيره من المؤشرات الأمريكية والأوربية ينتظرون تصحيحا لحركة هذه المؤشرات، وقد انتظر الكثير منهم حدوث هذا التصحيح خلال الشهر الحالي لكن انتظارهم خاب، فبعد أن بلغ المؤشر مستوى 17152 نقطة مشكلا قمة تاريخية قياسية غير مسبوقة فشل في متابعة الصعود و تراجع إلى مستوى 16400نقطة ..
الكثير من المحللين توقع استمرار التصحيح إلى مستويات أدنى وأقرب إلى 15000 نقطة وبعضهم فضل أن يكون هدف التصحيح مستوى 14000 نقطة أو أدنى، لكن كل تلك التمنيات ذهبت هباء، وعاد المؤشر اليوم ليطرق مستوى 17000 نقطة وهذا ما دعانا للكتابة، لماذا؟!، لأن سيطرة "الثيران" ما زالت مستمرة ولأن هذا المستوى حساس جدا كونه مستوى قمة سابقة، ونحن على أبواب ثلاثة سيناريوهات سنناقشها ونحكم عليها ثم نترك الأمر للمؤشر ليقول كلمته الفصل.
السيناريو الأول: متفائل .. أن يتابع الداو صعوده وأن يخترق قمته السابقة ويصعد بزخم كبير، وكنا قد قلنا في المقالة المشار إليها أعلاه أن الصعود قد يستمر إلى مستوى 18000 نقطة وربما لمستوى 20000 نقطة وطرحنا سؤال .. ولكن ماذا بعد ذلك ؟ .. واليوم نكرر نفس السؤال .
السيناريو الثاني:" متشائل " .. يصل فيه الداو إلى قمته السابقة 17152 نقطة ويخترقها أو يفشل في اختراقها ثم يسير أفقيا بمحاذاتها أو بالقرب منها لفترة معينة قبل أن يحدد مساره الجديد صعودا أو هبوطا بمعنى آخر أن يتحول هذا المستوى إلى مستوى صراع بين قوى الطلب والعرض - صراع "الثيران والدببة" – قبل أن يتغلب أحد الطرفين على الآخر ويحدد المسار الجديد للمؤشر أو أن تتفاجأ الأسواق بأخبار إيجابية أو سلبية مؤثرة وقادرة على دفع المؤشر نحو الأعلى أو الضغط عليه نحو الأسفل.
السيناريو الثالث: متشائم.. أن يفشل الداو في اختراق قمته السابقة ثم يصحح هبوطا مكونا قمة مزدوجة ويتابع هبوطه ويكسر مستوى 16400 نقطة ثم مستوى 16000 نقطة متابعا الهبوط لتحقيق التصحيح الكبير المتوقع والمنتظر من قبل المحللين والمستثمرين.
من المؤكد أن هناك العديد من السيناريوهات الفرعية لكنها ليست مهمة وحتى السيناريو " المتشائل " ليس مهما على الأقل في الوقت الراهن، بالنسبة لي أفضل حاليا السيناريو الثالث " المتشائم " فهذا السيناريو من الممكن أن يجنب المستثمرين خسائر مؤلمة جدا خلال الفترة القادمة ، وجنوح المؤشر اليوم للتصحيح عند المستوى الحالي أفضل من التصحيح غدا عند مستويات أكثر ارتفاعا.
أما السيناريو الأسوأ فهو السيناريو الأول ، أي أن يتابع المؤشر صعوده إلى مستوى 18000 نقطة و19000 نقطة.. وربما 20000 نقطة، لماذا هو الأسوأ ؟.. لأن التصحيح سيكون كارثة على الكثير من المستثمرين الذين يحتلون مراكز استثمارية عند المستويات الحالية أو مستويات أعلى ليس فقط في مؤشر الداو بل وأيضا في معظم المؤشرات العالمية.
فمن المستحيل أن يستمر المؤشر بالصعود دون تصحيح .. والتصحيح يجب أن يتوافق مع حجم الصعود العام للمؤشر فحتى هذه اللحظة كل ماحصل في مؤشر الداو خلال السنوات الخمس الماضية هو عمليات جني أرباح وليست تصحيحا حقيقيا، والذي يزيد الطين بلة أن هذا الارتفاع الكبير الذي بدأ عام 2009 عند مستويات قريبة من 7500 نقطة وحتى الآن جاء على خلفية برامج التحفيز المالية الأمريكية ولم يبن على أساس اقتصادي حقيقي ، فالمبالغ التي حصلت عليها المؤسسات المالية الأمريكية من برامج الإنقاذ والتحفيز بفوائد شبه صفرية جرى ضخ معظمها في الأسهم.
كما أن طباعة مئات مليارات الدولارات الأمريكية لتغطية برنامج شراء السندات من قبل البنك المركزي الأمريكي بقيمة 85 مليار دولار شهريا ساهمت في إضعاف الدولار وضخمت أسعار الأسهم.
مما لا شك فيه أن مؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي – المرتفع على أساس هش - سيكون على المحك خلال الشهر القادم فإما أن يدخل مرحلة التصحيح وهي مرجحة لأسباب عدة منها
أولا: استمرار البنك المركزي الأمريكي بتخفيض الأموال المخصصة لشراء السندات وتوجهه لرفع الفائدة خلال الفترة المقبلة بالرغم من عدم تعجله في اجتماعه أمس لإقرار رفعها على خلفية تحسن سوق العمل.
ثانيا: الأثر السلبي للحرب الاقتصادية الدائرة حاليا بين روسيا من جهة وأوروبا وأمريكا من جهة أخرى على خلفية الأزمة الأوكرانية.
ثالثا: تفاقم الأثر " الجيو سياسي" في كل من أوكرانيا وغزة والعراق حيث أقدمت "داعش" أمس على ذبح وقطع رأس الصحفي الأمريكي جميس فولي في تحدي للرئيس الأمريكي الذي قد يتورط في العراق مجددا بإرسال جنود للقتال على الأرض .. هذه الأسباب وغيرها تدفعنا لترجيح التصحيح على استمرار الصعود .. ولكن ماذا لو لم يصحح الداو عند المستويات الحالية ؟..
عند ذلك أجزم بأن الداو متجه نحو فقاعة - سماها الملياردير بيل غيتس مؤسس مايكروسوفت قبل أسابيع في السعودية :" فقاعة مالية " – سيكون لانفجارها آثار سلبية جدا على الاقتصاد العالمي برمته وهذه الآثار ستكون أكثر سلبية من انفجار فقاعة " الدوت كوم "مطلع القرن الحالي وانفجار فقاعة "الرهون العقارية الأمريكية" عام 2008 م .. ولنا متابعة للموضوع في القريب العاجل.
مع احترامي لكاتب المقال ولكن , انت طرحت ثلاث سيناريوهات ,, اما يستمر الى 20 الف او يعود لقمته السابقة 17 الف او يهبط الى 14 الف ,,, باللهي علي كل العالم يعلمون هذه السيناريوهات .. ما جبت شي جديد ,,, نريد ان نعرف رأيك!! مع اي سيناريو ؟؟ ولماذا ؟؟؟ هذا هو التحليل ,, لا تنظر علينا الله يخليك
أخ salf3 الكاتب يقول بالنص التالي ( بالنسبة لي أفضل حاليا السيناريو الثالث " المتشائم " فهذا السيناريو من الممكن أن يجنب المستثمرين خسائر مؤلمة جدا خلال الفترة القادمة ، وجنوح المؤشر اليوم للتصحيح عند المستوى الحالي أفضل من التصحيح غدا عند مستويات أكثر ارتفاعا.) فهو بذلك قد وضح رأيه ووضح السيناريو الذي يراه مناسبا ...
مقال جميل وتحليل جيد للداوجونز تشكر عليه أخ محمد سليمان
الأخ salf3 اشكر مرورك الأخ نجدي عثمان أشكر مرورك وردك في محله وكاف .. شكرا لكما مرة أخرى
مقال رائع وهذا ينطبق على المؤشر السعودي
ربما احد اهم الاسباب المؤثرة والتي لم يتطرق لها الكاتب تباطؤ نمو الصين
الأخ whalp88 أشكر مرورك .. وأتفق معك بشأن المؤشر السعودي الأخ بدر العتيبي .. أنا ذكرت عامل تباطؤ الاقتصاد الصيني في المقالة الأولى بنفس العنوان ورابطها في مقدمة المقالة حيث ذكرت:" ماذا لو فشلت أمريكا في تفادي مأزقها المالي ووقعت في المحظور ؟! .. كيف ستكون ردة فعلكم لو أن البورصات العالمية انهارت على خلفية تراجع النمو في الاقتصاد الصيني ؟! .. هل وضعتم في حسبانكم إمكانية لجوء إيطاليا أو فرنسا لطلب برنامج إنقاذ مالي ؟ .. ماذا لو تلاقت كل هذه العوامل بالتزامن مع استمرار الكساد في اليابان وحدوث ركود ثالث في بريطانيا وركود حاد في روسيا وتراجع النمو في الهند؟! .. ماذا انتم فاعلون ؟" ولذلك لم اجد مبررا لإعادة تكرار نفس المعلومة .. وأشكر مرورك الكريم
اشكر الاستاذ محمد على السطور الرائعة والرأي الواضح ،، لدي تعليق سريع ،، البيانات الاقتصادية المتباينة بعضها كان من صالح الاقتصاد الامريكي وبعضها في طور النمو ،، وهذا مهم ،، نتائج الشركات القيادية وتوقعات المستقبلية في نمو أرباحها كان من صالح السوق إجمالا ،، المشاكل الجيوسياسية آثارها دائما مؤقته ،، اليوم ماهو قائم من تلك المشاكل في غزة والعراق وسوريا ،، بعد سنوات قد تجدها في ليبيا وتونس وكوريا ،،، ألم يكن الملف النووي الإيراني ملف ( مزعج ) ذات يوم ؟ أم يكن ملف الاضطرابات في أسبانيا واليونان المالية ذات أثر ( مزعج ) ذات يوم ؟ كل تلك الآثار مؤقتة ... نتائج الشركات ،، التوقعات المستقبلية ،، متانة الاقتصاد هذه العوامل التي يعول عليها متعاملوا الأسواق العالمية.