جزيرة زهرة المحيط، المعروفة بالصينية باسم "Hai Hua"، هي جزيرة اصطناعية ضخمة تقع قبالة الساحل الشمالي في مقاطعة "هاينان"، افتتح المشروع المثير للجدل بالكامل في أواخر عام 2020، وهو أكبر جزيرة سياحية من صنع الإنسان في العالم، حيث يغطي مساحة 800 هكتار - أو أكبر 1.5 مرة من جزيرة النخلة في دبي. وقد أكسبها هذا لقب "دبي الصين".
وظهرت هذه المشكلة على السطح في شهر 12-2021 عندما طلبت الحكومة من الشركة هدم وازالة عدد 39 برج سكني ضمن المشروع، بسبب عدم وجود تصاريح للبناء، حيث ان الشركة قامت بالبناء بالرغم من عدم وجود تصاريح البناء وتشير بعض المصادر الى ان الشركة قامت بالالتفاف على النظام والحصول على تصريح غير نظامي كما تشير المصادر الى ان السبب الرئيسي خلف قرار الازالة الحكومي قيام الشركة بخرق الكثير من القوانين والاشتراطات البيئية للبناء على الشواطئ، حيث تشير نفس المصادر الى قيام عدد من المسؤولين بتسهيل مهمة الشركة في هذا الخرق للانظمة واللوائح حيث تمت الموافقة على المشروع من قبل المجلس الحكومي المحلي بما يتعارض مع قوانين حماية البيئة حيث سبب بناء الجزيرة في إتلاف الشعاب المرجانية وتجمعات المحار.
تتكون زهرة المحيط من ثلاث جزر صغيرة على شكل زهرة متفتحة بمساحة تقدر 7 كم مربع، ولهذا سمي المشروع بزهرة المحيط، تم تصميم مجمع رقم 1 كوجهة عالمية لقضاء العطلات ويضم 28 مركزًا تجاريًا رئيسيًا تشمل مركزًا دوليًا للمؤتمرات والمعارض، بالإضافة إلى مجمع متاحف ومنتزه مائي وحديقة نباتية وينابيع ساخنة وساحة تسوق دولية بينما تم تصميم المجمع رقم 2 و 3 ليضم الوحدات السكنية.
وبعد 7 سنوات من البناء وتسليم عدد لا بأس به من الوحدات، صدر قرار الازالة، وتجدر الاشارة بأنه وبعد تاريخ 10 ايام من فتح طلبات التقديم لشراء الوحدات تمت تغطية 30% من اجمالي وحدات المشروع بقيمة تزيد عن 1.9 مليار دولار وحظي المشروع ايضا بمائة الف زائر خلال هذه الايام العشرة، والجدير بالذكر ومع زخم المشروع ارتفعت اسعار العقارات في المنطقة، حيث كان سعر المتر المربع قبل بداية المشروع 802 دولار للمتر المربع وفي عام 2020 ومع ابتداء المشروع وصل سعر المتر المربع الواحد الى ما يقارب حاجز 3260 دولار.
إن مشروع زهرة المحيط يعد جزء من أزمة قطاع العقارات الصيني 2020-2022 وهي أزمة مالية جارية، نشأت بسبب الصعوبات المالية التي واجهتها مجموعة إيفرغراند وغيرها من مطوري العقارات الصينيين، في أعقاب فرض قوانين صينية جديدة على حدود ديون هذه الشركات، حيث حذرت الشركة في منشور لها حكومة غوانغدونغ بأن المجموعة معرضة لخطر وقوع أزمة نقدية وبموجب هذا التحذير تراجعت الأسهم في الشركة، لتؤثر بدورها على الأسواق العالمية وتؤدي إلى تباطؤ كبير في الاستثمار الأجنبي في الصين خلال الفترة من أغسطس إلى أكتوبر من عام.
حيث ان الحكومة الصينية سنت قاعدة «الخطوط الحمراء الثلاثة» في محاولة منها لضبط قطاع تطوير العقارات المثقل بالديون في عام 2020، بغرض تنظيم الرفع المالي الذي يقوم به المطورون، مما يحد من اقتراضهم بناء على المقاييس التالية: الدين مقابل النقد، الدين مقابل أسهم رأس المال والدين مقابل الأصول وسرعت القوانين الحكومية المحلية والمركزية الأخرى، بما فيها قانون حدود إقراض الرهن العقاري، وقانون سقف الإيجارات في المدن الكبيرة، وقانون إلغاء مزادات الأراضي من تباطؤ قطاع العقارات في عام 2021، حيث حاولت السلطات السيطرة على ارتفاع أسعار المساكن.
يقول الاقتصاديون إن بإمكان بكين إبقاء أسواق الإقراض الصينية تعمل بشكل طبيعي في حالة تعثر إيفرجراند في السداد، وهو ما يبدو مرجحًا بشكل متزايد، ومع ذلك، يقولون إن القادة الصينيين يريدون تجنب إرسال إشارة خاطئة من خلال ترتيب خطة إنقاذ في وقت يحاولون فيه إجبار الشركات على خفض مستويات الديون المرتفعة.
المراجع:
1- 造价1600亿，中国版“棕榈岛”-海南海花岛现状如何, 海花.
2- 腐败一把手“借岛发财”敛财过亿！中央生态环保督察曾指出其所涉项目问题, 中国环境.
3- Why Ocean Flower Island – dubbed ‘Dubai of China’ – is important to China Evergrande Group and Hainan province, South China Morning Post.
4- Evergrande: China property giant misses debt deadline, BBC.
