المتداولون ينتظرون معايدة السوق في رمضان 2010

04/09/2010 1
د.إبراهيم الدوسري

نجح قطاع المصارف في إعادة السوق المالية السعودية إلى المنطقة الايجابية ، ليغلق مؤشر السوق  Tadawul All Share Index  ـ TASI   فوق مستوى الـ 6100 نقطة في نهاية تداولات هذا الأسبوع . وقد ختمت السوق الأسبوع الرابع من شهر أغسطس بنتيجة ايجابية عند 6106 نقطة ، بعد ثلاثة أسابيع من السلبية المتتالية من الشهر نفسه ، وفي الوقت نفسه استهلت السوق تداولات شهر سبتمبر بايجابية عندما أغلقت في تداولات الأربعاء الماضي عند 6159 نقطة ، لتكسب بذلك 158 نقطة من إغلاق الأسبوع الماضي الذي أغلق محافظا على مستوى الـ 6000 نقطة بإغلاقه فوقها بنقطة واحدة.

وقد قاد ايجابية هذا الأسبوع سهم سامبا الذي ارتفع بنسبة 8.7 بالمائة من إغلاق الأسبوع الماضي ، وسهم الرياض الذي ارتفع بنسبة 6.5 بالمائة ، وسهم الفرنسي الذي ارتفع بنسبة 5.2 بالمائة ، وسهم ساب الذي ارتفع بـ 4 بالمائة ، والراجحي الذي ارتفع بنسبة 2.3 بالمائة . أما سابك والاتصالات فقد ارتفعا بنسبة 3.3 و 3.5 على التوالي ، ليغلق مؤشر السوق TASI  مرتفعا بـ 158 نقطة  وبنسبة 2.6 بالمائة من إغلاق الأسبوع الماضي ، ومرتفعا بـ 37 نقطة من إغلاق 31 ديسمبر 2009 وبنسبة تزيد على 0.5 بالمائة.

وفي الوقت الذي اتجه فيه المؤشر نحو الايجابية ، اتجهت السيولة إلى السلبية ، حيث بلغت أدنى مستوى لها منذ أبريل 2003 . فقد بلغت سيولة يوم الاثنين الماضي أقل من المليار ريال ، وهي السيولة التي لم تشهدها السوق سوى في الاثنين 14 أبريل 2003 إذ بلغت 974.28 مليون ريال ، وفي الثلاثاء 29 ابريل إذ بلغت 917.28 مليون ريال.

وقد بلغت سيولة هذا الأسبوع 6.1 مليار ريال ، منخفضة بمقدار مليار ريال عن سيولة الأسبوع الماضي البالغة 7.2 مليار ريال . كما انخفض عدد الأسهم المتداولة هذا الأسبوع مقارنة بالأسبوع الماضي من 386.9 مليون إلى 290.5 مليون سهم . كما انخفض معدل الصفقات إلى 206 آلاف صفقة  ، مقارنة بـ 247 آلاف صفقة نفذت في الأسبوع الماضي.

وبإغلاق TASI  عند مستوى 6159 نقطة هذا الأسبوع ، يكون قد عاد فنيا إلى نقاط جيدة في التحليل الفني ، حيث العودة إلى استمراره في خط اتجاهه الصاعد فوق دعم 6100 نقطة ، وأعلى من  إغلاق 31 ديسمبر 2009 الذي أغلق عند 6121 نقطة.

ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه الصاعد لمؤشر السوق TASI  حتى يلتقي بمقاومة 6200 نقطة ، والتي تمثل المتوسط المتحرك الأسي للـ 50 يوم ، ومن المؤمل أن يتجاوزها في الأسبوع القادم ، ليلغي سلبية بقائه تحت المتوسطات المتحركة ، كما هو متعارف عليه في التحليل الفني.

أما مؤشرا الـ MACD   و الـ  MACD Histogram  فقد أخذا الايجابية الفنية في تداولات هذا الأسبوع ، ومن المتوقع أن تستمر ايجابيتهما في تداولات الأسبوع القادم .

يدعم ذلك الإغلاق الايجابي لمؤشر السوق فوق متوسط مؤشر الـ Bollinger Bands.

التحليل الفني لمؤشر السوق باستخدام الشموع اليابانية يدعم ايجابيته في الشارت الأسبوعي واليومي ، حيث أغلقت شمعة الأربعاء الماضي فوق متوسط البولينجر  ، إلا أن شمعة الحيرة قد ظهرت في الشارت الشهري.

مؤشر القوة النسبية  RSI   عند الـ 50 درجة ، وفي توافق ايجابي مع مؤشر السوق TASI  ، بعد قطعه صعودا الاتجاه السلبي للأسبوع الماضي.

مؤشر تدفق السيولة MFI  عند مستوى الـ 53 درجة ، وفي توافق ايجابي مع مؤشر السوق ، وقد نجح في تجاوز مقاومة قمتين كانتا قد أبقته في السلبية في شهر أغسطس الحالي .

إذا فنيا يمكن القول أن السوق يتجه نحو الايجابية بشكل عام وفق معطيات التحليل الفني ومؤشراته ، وتبقى سلبية السيولة الهاجس الذي حير المحللين ، وأقلق المتداولين في السوق المالية السعودية . إذ لا قيمة لأي اتجاه صاعد لمؤشر السوق ما لم يدعم باتجاه مماثل في السيولة ، والذي سرعان ما يرتد للاتجاه الهابط في حالة عدم توافق اتجاه السيولة معه !!.

لذا يتوقع أن يظهر الأثر الايجابي لمعطيات التحليل الفني في الأسبوع القادم ، وقد تستمر الايجابية في تداولات شهر سبتمبر الحالي ، الذي تعلن في نهايته نتائج الشركات في الربع الثالث ، وقد تتحرك بشكل ايجابي أسهم بعض الشركات التي تتسرب أخبارها ، كما هو متعارف عليه في السوق المالية السعودية !!.

وللتذكير فإن نتائج الشركات المتداولة في السوق السعودية قد تحسنت بما يزيد على  الـ 40 بالمائة في النصف من هذا العام ، مقارنة بنتائجها في منتصف عام 2009 . وقد قاد هذا التحسن في الأرباح قطاع البتروكيماويات الذي تحسنت أرباحه من 840 مليون في منتصف 2009 إلى الـ 4 مليار ريال في منتصف هذا العام  ، أما سابك وحدها فقد تحسنت أرباحها بـ 12 ضعف عن الربع الثاني من العام الماضي لتصل إلى ما يزيد على الـ 10 مليار ريال.

وعلى ذلك ،  فإن الأيام الثلاثة القادمة والتي تعد خاتمة تداولات شهر رمضان المبارك ، ستكون ايجابية ــ إذا صدقت التوقعات الفنية ــ ، وبها يكرر رمضان الحالي ايجابية رمضان 2009 ، الذي افتتح تداولاته عند 5751 نقطة ،  وأغلق عند 5947 نقطة.

أما رمضان الحالي فقد بدأ تداولاته عند 6188 نقطة ، ومن المؤمل أن يغلق قريبا من مستويات المقاومة 6250 أو 6380 نقطة.

ومما يدعم هذه التوقعات الايجابية للسوق المالية السعودية ، الارتداد القوي الذي شهده الأسواق العالمية  ، فمؤشر الـ Nikkei   الياباني عاد ليستقر فوق دعم الـ 9000 نقطة ، وبارتداد كسب من خلاله أكثر من 3 بالمائة في اليومين الماضيين ، بعد أن عصف ارتفاع الين بالشركات اليابانية في الأسبوع الماضي ، أما الـ  Dow Jones الأمريكي فقد عاد لحاجز الـ 10000 نقطة التي فقدها في إغلاق 26 أغسطس .