السوق السعودية ترفع راية الحيرة بين قوة المعطيات المحلية وبين سلبية تأثير العالمية

28/08/2010 1
د.إبراهيم الدوسري

واصلت السوق أداءها السلبي للأسبوع الثالث على التوالي في شهر أغسطس لتغلق عند مستوي الـ 6001 نقطة. محافظة على مستوى الحاجز النفسي للمتداولين والمتمثل في الـ 6000 نقطة ، التي لم تتجاوزه السوق المالية السعودية خلال شهر أغسطس سوى مرة واحد في تداولات الأربعاء الماضي ، ولكنها أغلقت فوقه في اليوم نفسه وكانت السوق المالية قد بدأت تداولات شهر أغسطس بـ 6283 نقطة ، وقد أغلقت في الأسبوع الأول منه عند 6300 نقطة ، وعند 6188 نقطة في الأسبوع الثاني ، وعند 6121 في الأسبوع الثالث ، لتغلق سلبيا هذا الأسبوع عند 6001 نقطة.

وبهذا الإغلاق يكون مؤشر السوق المالية TASI  ما يزال تحت المتوسطات المتحركة للسوق السعودية ، وهذه إشارة غير جيدة فنيا للسوق المالية السعودية وقد بلغت معدل السيولة هذا الأسبوع 1.4 مليار ريال وزعت على معدل 77.4 مليون سهم ، ونفذت على معدل 49.4 ألف صفقة ويعتبر معدل السيولة 1.4 مليار ريال من أقل المعدلات التي وصلت إليها السيولة هذا العام ، حيث لم تشهد السيولة معدل أقل من 2 مليار إلا في الثاني والثالث  من يناير.هذا العام  ، حيث بلغت 1.5 مليار ريال في الثاني منه ، و 1.7 مليار ريال في تداولات اليوم الثالث من يناير كما أنها لم تشهد تداول أقل من 2 مليار منذ عام سوى في الأيام الثلاثة الأخيرة من شهر أغسطس 2009 م ، حيث بلغ معدل تداول هذه الأيام الثلاثة 1.8 مليار ريال.

السوق فنيا :

بالرغم من تحسن المراكز المالية لكثير من شركات السوق ، الذي فاق الـ 40بالمائة في مجمل أرباح الشركات هذا العام مقارنة بـأرباح 2009 م ، إلا أن السوق ما تزال تخضع لعواصف التحليل الاقتصادي التي أبقت مؤشرات التحليل الفني في دائرة السلبية فقد عصفت بيانات مبيعات المساكن ، وبيانات طلبات السلع المعمرة الأمريكية بالأسواق الأمريكية والأوربية بفعل التأثير النفسي على المتداولين جراء المخاوف التي انتشرت بينهم  بشأن تعافي الاقتصاد العالمي . كما عصف ارتفاع الين الياباني بمؤشر السوق الياباني نيكي ليكسر حاحز الـ 9000 نقطة في تداولات هذا الأسبوع .

وقد بدا تأثير الأسواق العالمية على السوق المالية السعودي في تداولات الثلاثاء الماضي الذي فقدت فيه السوق السعودية ما يقارب الـ 88 نقطة .وقد هدأت هذه العواصف في تداولات أمس الخميس ، حيث عادت معظم الأسواق للارتداد ، ومنها أسواق النفط التي تجاهلت بيانات مخزون النفط الأمريكي ، لتستقر حاليا عند مستوى الـ 73 دولار. لذا من المتوقع أن يرى المتداولون أثر هذه الارتداد في الأسواق العالمية على السوق المالية السعودية في الأسبوع القادم ، إذا ما استمر هذا الهدوء في تداولات الأسواق العالمية اليوم الجمعة .

أما من حيث المؤشرات الفنية ، فما يزال مؤشر السوق المالية السعودي تحت متوسطاته الأسية الـ 200 يوم = 6290 نقطة ، والـ 50 يوم = 6200 نقطة . وهي إشارة  يعتبرها المحللون الفنيون غير جيدة. مؤشر القوة النسبية عند مستوى 37 درجة ، لكنه في التوافق السلبي هبوطا مع مؤشر السوق TASI وكذلك الوضع في مؤشر تدفق السيولة MFI  الذي وصل إلى مستوى الـ 41 درجة لكنه في توافق سلبي هبوطا مع مؤشر السوق TASI.

مؤشر البولينجر يسجل دعما جديدا للسوق المالية السعودية عند مستوى الـ 6000 نقطة بعد أن كان في مستوى الـ 6100 نقطة ، مما يعني احتمال أن يواصل TASI مساره الهابط في الأسبوع القادم .

وفي التحليل الفني باستخدام الدعم والمقاومة ، نجد أن مؤشر السوق قد حافظ على نقطة الـ 6000  ، لكنه قد تجاوز دعم خط الاتجاه الصاعد ، التي وافقت الـ 6100 نقطة ، وهذه إشارة سلبية فنيا ، لذا يأمل المتداولون أن يحافظ  مؤشر السوق على دعم الـ 5900 نقطة في الأسبوع القادم ، لكي يتجنبوا خيار وقف الخسارة ، والخروج من السوق عند هذه النقطة.

الشموع اليابانية تتوافق مع المؤشرات الفنية في سلبية اتجاه مؤشر السوق السعودية TASIيتضح ذلك من الشموع اليومية ، والأسبوعية ، والشهرية . لذا من المتوقع أن تستمر السلبية في الأسبوع القادم وفق معطيات التحليل الفني ، وقد يستمر تأثير الأسواق العالمية السلبي على السوق المالية السعودية ، إذا لم تؤكد الأسواق العالمية استقرارها وارتدادها في مطلع تداولاتها في الاثنين القادم ، ومن المتوقع كذلك أن نرى حيرة المتداولين في بداية تداولات اليومين الأولين من الأسبوع القادم ، ومن ثم استجابتهم لتحركات الأسواق العالمية في بداية تداولاتها في الاثنين القادم .

ومن العوامل التي سوف تدعم السوق عند 5900 نقطة ، إذا ما وصلت إليها في تداولات الأسبوع القادم ، قرب إعلانات الأرباح للشركات المالية السعودية ، حيث ستودع السوق شهر أغسطس في الأسبوع القادم وتستقبل شهر سبتمبر في يوم الأربعاء القادم .