الاستثمار في "الاتجاه الصاعد".. سوق دبي مثالا

05/01/2014 1
محمد سليمان يوسف

يوم الخميس الماضي 2/1/2014 أنهى سوق دبي المالي أولى جلسات العام الجديد رابحا أكثر من ثلاثة في المئة ، المستثمرون ودعوا عام 2013 بأرباح خيالية زادت عن 100 في المئة في أكثر من 27 سهم معظمها مدرج في سوق دبي ، الصعود القوي لبورصة الإمارات وخاصة سوق دبي  الذي حل ثانيا بين أفضل أسواق العالم أداء خلال العام الماضي دفع بالكثير من المستثمرين إلى احتلال مراكز جديدة استعدادا لطفرة تلوح معالمها في الأفق القريب.

المتداولون في البورصة ينقسمون عادة إلى ثلاث فئات ، مستثمر طويل الأجل ، و متوسط الأجل ، وقصير الأجل ، والمستثمر قصير الأجل يتكون من ثلاث فئات ، مضارب الخطف الذي يبيع في الساعة مرة أو أكثر ، والمضارب اليومي ، والمضارب الأسبوعي ، و هذا التوصيف مهم للمناقشة القادمة.

السؤال الذي يتكرر هذه الأيام بين أوساط المستثمرين و المضاربين بل وأصبح يتكرر على لسان المحللين الماليين والفنيين .. هو .. متى "سيصحح" سوق دبي المالي ؟ .. أي متى سيهبط السوق بعد الارتفاعات الكبيرة المحققة في عام 2013.

إن الإجابة على هذا السؤال صعبة بالتأكيد وهي ضرب من علم الغيب .. وكي لا ندخل في متاهات التوقع والتنبؤ دعونا نقول ما هي السيناريوهات المحتملة ، ونرجح السيناريو الأقوى بناء على المعطيات المتوفرة.

السيناريو الأول  : إذا كان من يسأل عن التصحيح هو مستثمر طويل الأجل أو متوسط الأجل ..  أقول له أنت لست معني بهذا السؤال و الإجابة عليه لا تقدم لك أي فائدة .. وما عليك سوى انتظار عام 2018 لتجني ثمارك . ومن حقك أن تسأل لماذا عام 2018 وليس غيره . وللإجابة على هذا السؤال آمل أن تقرأ الجدول أدناه لأنه يتضمن من وجهة نظري عوامل القوة الدافعة للسوق حتى ذلك الوقت ، وبانتهاء هذه القوة الدافعة سيتحول السوق إلى التصحيح الكبير الذي قد يكون مشابها لما حدث في عام 2008.

عوامل القوة الدافعة في سوق دبي حتى عام 2018 عام ( ما لم تحدث مفاجآت من قبيل الحروب والكوارث والانهيارات الاقتصادية الكبرى في أمريكا أو الصين أو أوروبا).

السيناريو الثاني : إذا كان من يسأل عن التصحيح هو مستثمر قصير الأجل ( مضارب) ففي هذه الحالة.. أقول أن التصحيح وارد ولكن لن يكون قويا ومؤلما ( ما لم يرتبط بأحداث كانفجار حرب ، أو حدوث تفجيرات إرهابية ،أو ظهور أزمات اقتصادية حادة ومؤثرة على البورصات العالمية ومنها سوق دبي ) وفي أسوأ الحالات لن يزيد التصحيح هبوطا عن 15 في المئة.

مما لا شك فيه أن انخفاض السوق 15 في المئة أو اقل أمر طبيعي للمستثمر الطويل الأمد الذي قد يكون ربح أكثر من 100 في المئة خلال العام الماضي، لكن خسارة 15 في المئة بالنسبة للمضارب اليومي أو الأسبوعي  هي خسارة كبيرة ومرعبة ، ولذلك فإني أنصح كل مضارب يتورط بالشراء عند مستويات عالية ويقع في فخ التصحيح أن يصبر على أسهمه  ولا يبيعها بخسارة إلا إذا كان قادرا على التعويض بما تبقى من رأس ماله، وأعلل ذلك بأن سوق دبي يسير في اتجاه صاعد على المدى الطويل ومسيرته خلال السنوات القادمة ستكون انخفاض لتحقيق المزيد من الصعود، وأنصح كل من يريد تحقيق المكاسب أن يشتري أسهمها ويحتفظ بها لأربع سنوات أي حتى نهاية عام 2018 ، صحيح أن المضاربة مجزية للبعض لكنها مكلفة  جدا لآخرين ، ومن لا يتقن المضاربة عليه بالاستثمار ، وفي السنوات الأربع القادمة سيكون سوق دبي سببا في تحقيق الكثير من المستثمرين ثروات كبيرة وبعد عام 2018 قد يكون سببا في خسائر كبرى لمن لا يتقن  الشراء في الوقت الصحيح والهروب في الوقت الصحيح.