بعد 6 أشهر من ترامب ... هل تواصل الفقاعات الاحتفال ؟

21/07/2025 0
محمد مهدى عبدالنبي

مازالت وول ستريت تنعم بحفلات طويلة الأمد واسعة المكاسب فى ظل الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب التى بدأها رسميا فى 20 يناير الماضى، فبعد ستة أشهر كاملة و رغم عواصف التصريحات و القرارات و الأفعال لسيد البيت الأبيض تواصل فقاعات الأسواق الرئيسية معانقة سماوات رقمية لم تشهدها من قبل.

أولا، مؤشر ستاندرد آند بورز 500 " #SP500 " الأهم و الأثقل عالميا، و الذى يعد أفضل قياس لأسهم أكبر خمسمائة شركة أمريكية شهد خلال الستة أشهر الماضية من ترامب 2025 ارتفاعا قويا بنحو 5% عند مستويات قياسية حول 6300 نقطة ... و لكن المفاجأة الأكبر أن نفس المؤشر شهد خلال نفس الفترة من ولاية ترامب الاولى 2017 ارتفاعا عظيما بنحو 9.2% عند 2477 نقطة فقط ...

إذن نحن حاليا أمام نصف نسبة الصعود تقريبا و لكن بأكثر من ضعف مستويات مؤشر SP500 و لكن فى ظل معارك تجارية متقطعة لم تضع أوزارها بعد، فهل نحن رقمياً أمام فقاعة تاريخية فى أهم أسواق الأسهم تقترب من نهايتها ؟! ربما .

ثانيا ، مساء الجمعة 18 يوليو 2025 منح الرئيس ترامب شهادة ميلاد حقيقية لأسواق العملات المشفرة بعد إصدار قانون " جينيوس " المنظم لصناعة الأصول الرقمية فى السوق الأمريكى، و الذى فى أهم بنوده يلزم مصدرى تلك العملات بربطها بأصول سائلة " الدولار و سندات الخزانة قصيرة الأجل "، مما يعزز الطلب عليهما تحديدا .

هنا لنا وقفة تأملية أمام حجم هذا السوق الهائل منذ وعود ترامب الانتخابية بجعل الولايات المتحدة عاصمة للكريبتو وصولا إلى تنظيمها رسميا فى ظل ولايته الثانية التى شهدت إضافة نحو 700 مليار $ إلى القيمة السوقية التى تجاوزت حاليا حاجز 4 تريليون $، و ذلك بتداولات يومية تدور حول ربع تريليون $ يستهدف قانون جينيوس رفعها إلى 2 تريليون $ يوميا قبل نهاية 2028 ... يا ترى عند أى قيمة سوقية خيالية ستكون أسواق العملات المشفرة حينها ؟!

ملحوظة، ما اضافه ترامب خلال الستة أشهر الماضية للقيمة السوقية العملات المشفرة هو نفسه إجمالى حجم ذلك السوق كله فى نصف عام من ولاية ترامب الاولى 2017 ... فهل جرى ذلك التضخيم الهائل للمشفر و تقنينه الآن من أجل عيون الدولار و أدوات الدين الأمريكية ؟! ... بالتأكيد .

 ختاما ، نجاح ترامب الاقتصادى فى تلك الفترة الوجيزة تترجمه داخليا ارقام أسواق العمل التى أضافت أكثر من 670 ألف وظيفة فى ظل انخفاض تدفقات الهجرة الغير نظامية إلى الولايات المتحدة بنحو 90% مع مواصلة زخم الطلب الاستهلاكي للسوق الامريكي الضخم ... 

إضافة إلى تراجع مريح لأسعار النفط بنحو 15% خلال تلك الفترة و تحقيق وفورات نقدية ممتازة من أسواق المال تدعم كل ما سبق ... فهل يستمر ذلك كله بنفس التناغم الاستثنائي و يزداد تألقا مع خفض الفائدة ، أم هناك أشياء تتخمر تحت السطح تقطع الاضواء مؤقتا عن حفلات ترامب ؟! 

 

 

خاص_الفابيتا