عرضت في المقالين السابقين لصورة إجمالية لنتائج 41 من الشركات المساهمة في النصف الأول من العام، وقد صدرت في الأسبوع الماضي نتائج شركة زاد ليكتمل بذلك صدور كل النتائج، فارتفع إجمالي أرباح 42 شركة إلى 20.9 مليار ريال-بما في ذلك أرباح فودافون عن ربع سنة فقط- بزيادة بنسبة 13.86% عن الفترة المناظرة من العام السابق.
وتمثل هذه الزيادة تحسناً ملحوظاً عن السنة السابقة رغم وجود تباين في أداء الشركات بشكل حاد من شركة لأخرى؛ حيث تراجعت أرباح 11 شركة، وسجلت ثلاث شركات خسائر صافية، وكانت الارتفاعات في ست شركات محدودة ولا تزيد عن 5%، فضلاً عن أن هناك عدد من الشركات تراجع عائد السهم الواحد فيها رغم زيادة الأرباح الصافية وذلك بسبب زيادة رأس المال وعدد الأسهم. وقد عرضت في المقال السابق لإطلالة عن قُرب على نتائج ست من الشركات التي تراجع أداؤها عن السابق، وأكمل اليوم التعليق على نتائج ست شركات أخرى تراجعت أرباحها وهي المصرف والسلام والسينما ووقود والتكافلي والدوحة للتأمين، على أمل أن تتاح الفرصة للتعليق في مقال تال-إن شاء الله- على أداء الشركات التي تحسن أداؤها، والتي نمت أرباحها بأكثر من 10% ومنها أوريدو وصناعات والوطني والريان وقطرللتأمين،فضلاً عن شركات نمت أرباحها بنسب عالية مثل العامة للتأمين وأزدان ومزايا والمستثمرين وزاد والخليج الدولية وأعمال والرعاية والطبية.
والهدف من هذا التقييم هو ربط هذه النتائج بالتغيرات التي طرأت على أسعار الأسهم والمؤشرات، لفهم حقيقة ما جرى خلال الأسابيع الخمسة الماضية.
ونعود إلى استكمال الحديث عن الشركات التي تراجعت أرباحها في النصف الأول من هذا العام على النحو التالي:
1- تراجعت الأرباح في شركتي الدوحة للتأمين والتكافلي، نتيجة تراجع النشاط الأساسي للتأمين في الأولى وعدم نموه في الثانية. ولعبت الإيرادات الأخرى دورا مهماً إما في تعزيز انخفاض الأرباح كما في التكافلي أو في التخفيف من التراجع كما في الدوحة للتأمين. وساهم ارتفاع المصاريف في الدوحىة في تعزيز انخفاض صافي الربح. وبالنظر إلى أن أرباح قطر للتأمين قد ارتفعت بشكل قوي هذا العام، لذا فقد يكون تراجع النشاط في الدوحة للتأمين والخليج التكافلي ناتج عن منافسة قوية شهدها قطاع التأمين. ويعول الجميع على ازدهار التأمين الصحي في العام القادم في تحسين الأداء.
2- شهد المصرف هذا العام تراجعاً طفيفاً في إيراداته التمويلية بنسبة 0.8%، مع تراجع الرسوم والعمولات بنسبة 3.2%، مما يعكس أجواء منافسة شديدة مع المصارف الأخرى، فضلاً عن تباطؤ النمو الاقتصادي في البلاد. وارتفعت المصاريف التشغيلية بنسبة 8.6%، مما أدى إلى تراجع محدود في الأرباح. ومع ظهور خسائر في القيمة التمويلية بقيمة 178 مليون ريال، فإن ذلك قد رفع نسبة التراجع في الأرباح بشكل مفاجئ إلى 14.5%.
3- في وقود كانت هناك زيادة في الإيرادات التشغيلية نتيجة زيادة المبيعات بنسبة 7.9%، إلا أن زيادة التكاليف المباشرة بنسبة 10% قد أدى إلى انخفاض مجمل الربح بنسبة 3.2%, وؤغم زيادة المصاريف الإدارية والعمومية، بنسبة 13.3% إلا أن زيادة الإيرادات الأخرى للشركة قد خففت نسبة تراجع الأرباح إلى 1.5% فقط.
4- أن شركة السينما قد حققت خسارة من تشغيل الأفلام بواقع ثلث مليون ريال، في حين حافظت الشركة على إيراداتها من الإيجارات ومن إيرادات أخرى، لكن تحول أرباح التشغيل المشار إليها إلى خسارة قد عمل على تراجع صافي ربح الشركة.
5- في شركة السلام تحققت زيادة في الإيرادات التشغيلية والإستثمارية، لكن الزيادة في المصاريف بأنواعها-وخاصة تكاليف التمويل- قد أدت إلى تراجع الأرباح بنسبة 61.3%.
6- بخلاف التراجع في أرباح الشركات المشار إليها أعلاه وفي المقال السابق، فإن عدد من الشركات قد شهدت انخفاضاً في عائد السهم نتيجة زيادة رأس المال وعدد الأسهم؛ ومن ذلك شركات المناعي والميرة والإجارة وبنك الدوحة ووقود وأوريدو وقطر للتأمين والأهلي.