لم يكن سوق الأسهم في الشهرين الماضية في أفضل أحواله فقد شهد تراجع بنسبة تقترب من 6.8 % وهو ما يمثل تراجع من أعلى نقاطة للعام 2024 حتى الآن، شطب المؤشر جل مكاسبه المحققة في الخمسة أشهر الأولى منها، تعددت المؤثرات على اتجاه السوق بما فيه تغير خريطة الأسهم القيادية الأكثر تأثيرا في تداول، كل ما تعرض المؤشر والسوق لظروف مماثلة من التذبذبات والمطبات والهبوط يعود إلى السطح نقاشات المتداولين حول الإستراتيجيات التي يتبعونها، لأن التراجع في الأسواق يزيد من حدة التوتر والقلق من الأسواق وكذلك يزيد من تشكيك المتداولين في الآليات التي يتبعونها لاتخاذ القرار بالشراء، البيع، الاحتفاظ أو التحوط وكل من هذه الخطوات تتطلب إجراءات يتبعها المتعاملين للوصول إلى قرار، يعج الإنترنت والمكتبات بعدد لا منتهي من إستراتيجيات التداول وكتبها ونظرياتها إضافة إلى ما نجده في محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من مقترحات لإستراتيجيات تقدم على أنها حقائق إضافة إلى الأوراق البحثية المقدمة من المجامع العلمية المتخصصة وعلى الرغم من كثرة الإستراتيجيات وكتبها وأوراقها البحثية لم يجتمع المتعاملون في أي مكان في العالم على آلية معينة تتبع. إن سهولة الوصول إلى الأسواق المالية بمختلف أنواعها والأصول التي تتداولها يمثل جزء من سبب انتشارها واختلاف شرائح المتعاطين معها، وتبقى الغلبة الأكبر للصناديق الاستثمارية الكبرى والمستثمرين الكبار من حيث الملكية والتعامل لا من حيث التوجيه والتوجه.
بالعودة إلى المتعاملين وفي ظروف مثل هذه التي يمر بها السوق الآن تتعالى الأصوات والنقاشات حول جدوى مختلف أنواع الإستراتيجيات للتعامل مع السوق ويبقى النقاش الجدلي المستمر حول جدوى التعامل بالتحليل الفني كإستراتيجية أو التزام التحليل المالي كطبيعة، أم أن الأسواق تحركنا ولا نحركها؟! ولذلك يجب البقاء فيها كل الوقت وفي كل الظروف! لا يمكن الإجابة على هذه الأسئلة أو الآليات الثلاثة بشكل يتسع للجميع ولا يمكن أن يصل مجتمع المستثمرين إلى آلية واحدة تقنع الكل ولو كان كذلك لبقية الأسواق تتحرك بشكل أفقي كل الوقت. لذلك على كل متعامل مباشر مع الأسواق يتمكن من تحقيق عوائد من خلال طريقة معينة فعالة له أن يحافظ عليها طالما أنها تحقق ما يهدف له حتى يثبت له عكس ذلك. إلا أن معرفة إستراتيجيات إدارة المحافظ الاستثمارية مبنى على أساس علمي بحت يتوجب على المستثمر فهمه ومعرفته وهذا جانب يتجاوز في ذاته فكرة أي الأساليب تتعامل معها، ويبقى النموذج الأفضل للأفراد والشركات من غير المتخصصين والمتفرغين التعامل مع شركات استثمارية تسخر مواردها لتحقيق أهداف عملائها من المستثمرين ويأتي دور المتعاملين في اختيار باقة منوعة من مديري الاستثمار للانكشاف على آليات مختلفة وإستراتيجيات متنوعة يفاضل بينها المستثمر.
تبقى الأسواق مهما طالت فترات التذبذب في ارتفاع مستمر على مر الزمن وتمكنت الأسواق من تحقيق متوسط عوائد سنوية تاريخية تجاوزت 10.5 % بالرغم من كل ارتفاع قوي وانخفاض كبير كان في السنوات الماضية، لذلك إذا كانت لكم إستراتيجية لا تخطئ فحافظوا عليها أو نوعوا الانكشاف على مديري استثمار مختلفين أو البقاء خاملا ضمن السوق في كل ظروفه. ليست هناك طريقة واحدة صحيحة، ولكن تختلف أهداف المستثمرين من فرد لآخر.
نقلا عن الاقتصادية
مقال جميل , الصبر والشركة القوية سيدا الموقف.