اكتمل حتى يوم الخميس الماضي صدور نتائج أعمال 36 شركة من الشركات المدرجة في البورصة، وبقي الإفصاح عن نتائج 6 شركات فقط هي الإجارة وزاد والميرة والسينما والمناعي والمستثمرين. وبالمجمل ارتفعت أرباح الشركات المعلن عنها في كل القطاعات بنسبة 13.8% عن النصف الأول من العام السابق لتصل إلى 20.4 مليار ريال. وهذه النسبة العامة للنمو هي جيدة بوجه عام، وإن تباين أداء الشركات بشكل حاد من شركة لأخرى؛ حيث تراجعت أرباح 9 شركات، وسجلت ثلاث شركات خسائر صافية-هي فودافون والطبية ودلالة-، وكانت الارتفاعات في ست شركات محدودة ولا تزيد عن 5%، أي أن نتائج نصف عدد الشركات المشار إليها كانت إما سيئة أو غير جيدة، ويمكن استخلاص الملاحظات التالية من فحص النتائج:
1- أن الأداء السيئ قد تركز في قطاعين فقط هما قطاع العقارات الذي سجل تراجعاً في أرباحه بنسبة 7.61%، وقطاع السلع الاستهلاكية الذي انخفضت أرباحه بنسبة 3.8% عن الفترة المناظرة، بينما ارتفعت أرباح بقية القطاعات بنسب متفاوتة، أعلاها قطاع التأمين الذي تضاعفت أرباحه بنسبة شاذة هي 148% نتيجة أرباح غير تشغيلية للعامة للتأمين من تغير في القيمة العادلة بقيمة تصل إلى 700 مليون ريال..
2-أن أرباح قطاع البنوك وشركات الخدمات المالية قد نمت بنسبة 7.98% اعتماداً على ارتفاع أرباح الوطني بمفرده بنسبة 15.1%، والريان بنسبة 13.2% والأهلي بنسبة 12.4%، في حين كانت بقية النتائج محدودة أو سيئة وتراوحت ما بين التحول من الربح إلى الخسارة بقيمة 22.3 مليون ريال في شركة دلالة، وتراجع الأرباح بنسبة 14.5% في المصرف، وارتفاعها بنسب ضئيلة في التجاري والدوحة وقطروعمان. ورغم ارتفاع أرباح الخليجي بنسبة 10.9% إلا أن مجمل الدخل الشامل قد انخفض إلى 8 مليون ريال فقط نتيجة وجود خسائر كبيرة في القيمة العادلة أتت على معظم الأرباح.
3-أن أرباح قطاع الصناعة قد نمت بنسبة 11.9% استناداً إلى أرباح صناعات التي نمت بنسبة 13.2%، والخليج الدولية بنسبة 49.2%، وأعمال بنسبة 30%، بينما استقرت أرباح الكهرباء بدون تغير، ونمت أرباح الإسمنت بنسبة 4.6% فقط، وتراجعت أرباح التحويلية بنسبة 32.1%.
4-أن الارتفاع الكبير في نسبة نمو أرباح قطاع التأمين قد نتجت عن الربح الاستثنائي غير التشغيلي في العامة، مع ارتفاع أرباح قطر للتأمين بشكل جيد، بينما كانت نتائج الثلاث شركات الأخرى غير جيدة حيث تراجعت ارباح التكافلي بنسبة 52%، والدوحة بنسبة 12.8%، وارتفعت أرباح الإسلامية بالكاد بنسبة 2.9%.
5-أن تراجع أرباح قطاع العقارات قد نتج عن تراجع أرباح بروة بنسبة 66.5%، بينما ارتفعت أرباح الشركات الأخرى وخاصة أزدان التي نمت أرباحها بنسبة 141.7% نتيجة تشغيل قرى جديدة.
6-أن نمو أرباح قطاع الاتصالات قد نتج عن نمو أرباح أوريدو بنسبة 28%، وتراجع خسائر فودافون بنفس النسبة.
7-وفي قطاع النقل تراجعت أرباح ناقلات بنسبة 5.7%، مع ارتفاع أرباح شركتي الملاحة والمخازن بنسبة تقترب من 30% لكل منهما.
8-تميزت شركة الرعاية بتحقيق نمو في أرباحها بنسبة 47.5% بينما جاء أداء بقية قطاع شركات السلع والخدمات سيئاً حيث انخفضت أرباح السلام بنسبة 62.2% وودام بنسبة 22.2% ووقود بنسبة 1.5%، وظلت الطبية خاسرة وأن تقلصت خسائرها عن الفترة المناظر.
كانت هذه نظرة إجمالية على نتائج 36 من الشركات المدرجة في البورصة، وقد تبين منها أنه رغم نمو الأرباح الكلية بنسبة 13.8% إلا أن التباين في نتائج الشركات كان حاداً هذه المرة بشكل ملفت للانتباه. ويتطلب الأمر تحليلاً أعمق لهذه النتائج لاستخلاص العبر والدروس مما حدث وخاصة لنتائج شركات دلالة وبروة والسلام ومواشي والتحويلية ووقود وناقلات، وأداء قطاعي البنوك، والتأمين، مع بقية الشركات التي ستفصح عن نتائجها قبل عطلة العيد.