خطة برنانكي القادمة

03/06/2013 15
سلطان مهنا المهنا

بوسعنا دائما ان نعتمد على الامريكيين لفعل الشي الصحيح , بعد ان يكونوا قد استنفذوا  كل الاحتمالات الاخرى. ونستون تشرشل.

الاقتصاد العالمي مازال يعاني منذ بداية الازمة المالية عام 2008م وحتى الان معدلات البطالة مازالت مرتفعة النمو منخفض اسواق المال تشهد تذبذب شديد وهو ماشهدتة سوق نيكاى وفوتسى الاسبوع الماضى.

الداو مازال مدعوم وبقوة منذ عام 2009م على الاقل من قبل "فريق الحماية من الانهيار" (Plunge Protection Team) الذى يعمل بقرار رئاسى رقم 12631 اصدرة الرئيس السابق رونالد ريجن فى 18 مارس 1988م المعنى بحماية الاسواق المالية عن طريق شراء الاوبشن فى السوق الآجلة، لتفادى إغراق الاقتصاد بسيولة ضخمة تزيد من خطر التضخم. 

الفيدرالي الامريكي من جهتة مازال مستمر ويصر على سياسة التسيير الكمي منذ عام 2008م وحتى اخر مرحلة فى ديسمبر 2012م وهي سياسة كان من الواضح انها لاتعمل على تحفيز الاقتصاد ولم تؤدى الغرض منها ولم تحقق اية نجاح يذكر خلال الخمس سنوات الماضية.

فالتسيير الكمي يعمل عن طريق شراء الفيدرالي سندات بدون اصدار نقدي جديد ولكن يتم تغذية احتياطات البنوك لدى الفيدرالي الامريكي وذلك بزيادة حجم ودائع تلك البنوك عن طريق الكمبيوتر لذلك المحفزات مثل التسيير الكمي لا تزيد العرض النقدى داخل الاقتصاد (M2) كما يعتقد الكثيرين.

لان ذلك وظيفة بنوك القطاع الخاص التى تقدم قروض للعامة وبالتالى تزيد من حجم الودائع M2 و تزيد من اصول حسابات القروض ( تعريف M2 اضافة الى M1 هو السيولة النقدية المتداولة داخل الاقتصاد خارج القطاع المصرفى, الحسابات الجارية, الودائع البنكية وحسابات الادخار). 

من جانب اخر يقوم الفيدرالي الامريكى ايضا بدفع فوائد للاحتياطات الفائضة للبنوك لمنعها من تقديم قروض للعامة طبقا لقانون الطوارى لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الذى صدر فى 3 اكتوبر من عام 2008م بحيث يسمح القانون لبنك الاحتياط الفيدرالي دفع فوائد على الارصدة الاحتياطية الفائضة للبنوك.

بعد 3 ايام من صدور القرار بدا الفيدرالي الامريكي دفع الفوائد للبنوك وارتفعت الاحتياطات الفائضة للبنوك لدى الفيدرالي خلال خمسة اشهر من 2 بيلیون دولار في نهاية شهر أغسطس، 2008م، إلى 880 بیلیون دولار قبل نهاية الأسبوع الثاني من شهر يناير 2009م, ووصلت بنهاية شهر مارس 2013م الى 1,8 تريليون دولار.

لذلك بدلا من تقديم القروض للعامة تحتفض البنوك بالفائض من الاحتياطي لدى الفيدرالي للحصول على فوائد مضمونة بدون التعرض لمخاطر القروض, اذن احتفاظ البنوك بالسيولة منذ بداية العمل بالتسيير الكمي عام 2008م منع توسع وعمل M2 داخل الاقتصاد وبالتالى الغت اثر المحفزات على الاقتصاد الامريكى.

السؤال الان هو: لماذا يستمر ويصر الاحتياطي الفيدرالي الامريكي على اتباع سياسات ادت الى بناء فائض احتياطى ضخم (انظر الرسم البيانى المرفق) للبنوك من 2 بيليون الي 2 تريليون تقريبا خلال اقل من 5 سنوات بدون تحقيق اية نتائج تذكر لدعم وتحفيز الاقتصاد ؟.

فى الجزء الثانى من المقالة سناتي على ذكر الاسباب والدوافع التى قدمها الفيدرالي كامبرر لبناء فائض احتياطي ضخم  للبنوك, من جانب اخر سنقدم مايراة بعض المحللين الاقتصاديين من ان الفيدرالي على علم مسبق ويحضر لمرحلة انتقالية تتعلق بمستقبل السياسات والاصدار النقدى.