في موقع أرقام على شبكة الانترنت قرأت الأهزوجة التالية:
"الاسعار مولعة نار والجيب محتار والرويتب ثابت في مكانه ومثبتني معاه .. والاسعار تتحرك ولكن لفوق والادخادر نسمع بيه ولا نشوفه."
هذه الحكاية الشعبية على بساطتها تختصر نظرية اقتصادية كبيرة وهي أن المصدر الوحيد لطباعة العملة في أي مكان في العالم الحكومة ومن يحاول طباعة العملة خارج النظام سيجد نفسه مخالفا للأنطمة ومتهم بجريمة التزوير.
العملة الوطنية للمملكة هي الريال السعودي وبحمد الله أصبح الريال عملة إقليمية لمعظم الدول العربية والإسلامية. والريال منذ بعض الوقت مربوط بالدولار الأمريكي بمعنى ان الاقتصاد المحلي يستورد السياسات النقدية الامريكية (للمزيد أبحث "الثالوث المستحيل" أو Impossible Trinity –عوضا عن ربط الريال بسلة مكونه من الدولار الأمريكي و برميل البترول و عمله حره لأقتصاد مشابه للأقتصاد السعوديه مبني على تصدير البترول مثل العمله النورويجيه مما كان سيؤدي الى R.E.E.R. أفضل للريال السعودي ولكن ذلك موضوع آخر.
إن سياسات البنك المركزي الامريكي بالنسبة للعملة الأمريكية في الوقت الحالي الاحتفاظ بالفائدة عند الصفر تقريبا بما معناه أن أي ادخار بالعملة الأمريكية سيخسر قوته وبالتالي تمحى القيمة الحقيقية للمدخرات من حيث قيمة الدولار.
إن لهذه الخلفية صلة بالنسبة للراتب الشهري وعدم زيادته فقد أشرت في مقال سابق عنوانه (راتبك لن يزيد) بسبب أن أي تكلفة على الشركات لا تنعكس على زيادة الإنتاجية ستكون خصمًا على راتب العامل وعلى ذوي الدخل المحدود بالدرجة الثانية. إن أي قطاع خاص أُسس ليسعى للربحية أي أنه ليس للعمل الخيري ولهذا أي شركة في اي مكان لا تزيد فيها الانتاجية مقابل التكلفة فإنها ستخفض الأجور بطريقة أو أخرى.
في هذا الواقع في المملكة العربية بعض الجهات الرسمية تفرض زيادة في رسوم على اصدار تصاريح العمل أو بطاقات صحية أو غيره وفي نفس الوقت تحاول منع الشركات من رفع أسعارها وهذا سينعكس تكلفة إضافية عليها لان القطاع الخاص وجد لكي يحافظ على ربحية المساهمين فإن بعضها كشركات التأمين التي تخضع تحت رقابة مؤسسة النقد العربي السعودي فقد سمحت لها المؤسسة بزيادة أسعارها ولهذا بعضها زاد أسعاره بنسبة 15% في 2013م ومهما يكن فإن في ذلك تضارب سياسات بشأن تقدير الاضرار على القطاع الخاص فبعض السياسات تحول دون زيادة الشركات لأسعارها بينما بعضها كما في حال مؤسسة النقد العربي تسمح بالزيادة. السؤال الذي يطرح نفسه أين تذهب هذه التكاليف ومن سيدفعها؟
إن الشركات تتكون من ثلاث أضلاع هم المساهمين والعملاء والعاملين وأي تكلفة على الشركات لابد أن يتقاسمها هؤلاء، وفي حال هذا الوضع ستقوم مجالس إدارات الشركات بوضع خطط للحفاظ على مصالح المساهمين وإلا تمت محاسبة مجلس الإدارة ومساءلته أمام جمعية الشركاء وحملة الأسهم وفي المقابل لن يكن سهلا أن يتم وضع أي تكلفة مباشرة على الزبائن في سوق حر ومفتوح وفي المحصلة نجد العامل هو الطرف الذي سيدفع الثمن في معادلة المساهمين والزبائن والعاملين لأن العامل الطرف الأضعف وفق تعريف نظام العمل السعودي نفسه للعامل.
ولكن طالما أن العملة الوطنية لاي بلد يصدرها البنك المركزي الذي يمكن له أن يطبع أي كمية منها في حدود الناتج المحلي الإجمالي ، فإن السؤال الذي ينبغي الإجابة عليه لماذا إذن لا تقوم مؤسسة النقد السعودي بإصدار أي كمية من الريال السعودي لسداد الدين المحلي أو الانفاق العام؟ وهل تحتاج فعلا لرفع الرسوم بالعملة المحلية؟ (أقرأ موضوعي بعنوان "القيود الحقيقيه على متج العمله" و "كيف تزداد الأموال من دون تضخم" للأجابه عن بعض من الأسئله)
ابق على اطلاع بآخر المستجدات.. تابعنا على تويتر
تابِع
الاخ سعيد بن زقر , قد ترى ان في بعض ما ادونه في موقع ارقام له صلة بالسجع او الامثال الشعبية التي تختصر الكثير ولكن لها دلالات عميقة وقوية , ولا اكتمك سرا انني كنت ممن تعلم هذا الاسلوب من ملاحظات الاقتصادي ورجل الاعمال الراحل الشيخ وهيب بن زقر رحمه الله رحمة واسعة فكثيرا ما كان يدون ملاحظاته على المذكرات الرسمية على هيئة امثال شعبية ومما اذكره انه كتب على موضوع مذكرة مصرفية ظلت تراوح بين الادارات المختلفة حتى رفعت اليه ولكن بدون نتائج ملموسة فكتب العبارة التالية ( تيتي تيتي زي ما رحتي زي ما جيتي ) وعلى الرغم من طرافة ما دون الا انه قد كان لها وقع كبير وعميق ساهم في حل الموضوع
عدم زيادة الرواتب بالقطاع الخاص هو بسبب وجود اجانب من الهند وبنغلادش يعملون بمستوى الرواتب هناك. والشركات أدمنت هذه العمالة الرخيصة ولا تستطيع ان تستوعب فكرة ان يترك السوق ليعمل بحرية بدون عوامل آتية من ارخص دول العالم. تخيل أمريكا تفتح الباب للصينيين والهنود ليعملون بدال من مواطنيهم؟ لم يفعلوا ذلك مع ان شركاتهم راحت تفتح فروع بالصين والهند! لذلك بقي مستوى الراتب عالي هناك, وعندنا صار بمستوى الراتب ببنغلادش ونيبال.
اما بالنسبة للعملة, فشخصيا مع تعديل سعر صرف الريال السعودي ورفعه بمقدار انخفاض الدولار. الراتب قلت قوته الشرائية بسبب انخفاض القوة الشرائية للدولار. وليت الأمر توقف عند الراتب, بل وانخفضت القوة الشرائية للمدخرات ايضا. يجمع الشخص "قرشين" ليجد ان الاسعار ارتفعت أكثر من ادخاره. احد البنوك الدولية قيمت السعر العادل للريال ب 1.8 ريال لكل دولار. تخيل ان هذا هو سعر الصرف الآن؟ ما تأثير ذلك على اسعار الخدم؟ والمنتجات التي نستوردها من جوالات وكمبيوترات وسيارات وووو؟ غير مقتنع بجميع الاعذار التي تذكر لعدم رفع سعر صرف الريال لكن شرحها هنا يطول.
أما بالنسبة ل "المقابل لن يكن سهلا أن يتم وضع أي تكلفة مباشرة على الزبائن في سوق حر ومفتوح " أولا, السوق المفتوح والحر ما يكون باستقدام اجانب بنظام كفالة. ولا كان وجدت الامريكي عاطل وبداله الف عامل من الفلبين والهند ونيبال والصين. لكن ان ارادت الشركات الامريكية عمالة رخيصة لا بد ان يتركوا البلد! ما قالوا ان منع الاستقدام بهذه الطريقة انه "والله هذا بيكون على ربحية المساهمين"! ثانيا, ان كان الرخص وعدم رفع الاسعار, هو على حساب مستوى رواتب وعدد وظائف اكثر شريحة بحاجة لمستوى راتب اعلى, فالله لا يديمه من رخص. ورفع العملة والتخلص من ادمان العمالة الأجنبية الرخيصة سيغير سوق العمل عندنا كلية وسيعمل السوق وقتها بكل حرية بدون عوامل اصطناعية مستوردة من نيبال وسيرلنكا.
يا مستثمر باحث، أنت تطلب المستحيل ولو إني مثلك أتمنى حدوث هذ الشيء... لا يمكن عملياً ولا منطقياً أن نرفع الرواتب إلى الدرجة التي يقبل السعودي العمل بها في تلك المهن المعروفة! نظرياً حتى لو عرضت على الوزراء أن يعملوا سباكين لما ترددوا، لو كان الراتب الشهري 300 ألف ريال!! مشكلة السعودي إنه لن يعمل كسباك إلا إن رفعت الراتب لحوالي 25 ألف ريال شهرياً، أو يضمن دخل شهري صافي بهذا المقدار لو عمل لنفسه، وهذا شيء غير مقبول وغير ممكن. وضحت لك، رعاك الله، في وقت سابق إن مشكلة البطالة وعلاجها الخاطئ هي أن هناك من يعتقد إن الشاب السعودي ما حصل وظيفة لأن الأجنبي ماسك الوظيفة!! لو يروح الأجنبي رحنا وطي وأنا أخوك، خل المثاليات والكلام النظري على جنب. وإذا ممكن تقول لصاحبك فقيه يبدأ يفكر بشيء اسمه الأولويات.... ويترك الحرف اللي لن يأخذها السعودي مهما كان، إلا إن تم رصد رواتب خرافية لها. وظف مدرسين ومدرسات ومشرفين ومناديب مبيعات واستقبال ومحاسبين وأمناء صناديق ومهندسين معماريين ومئات الوظائف التي ممكن أن تمنح راتب معقول للسعودي، واتركوا الله يرحم والديكم الزبالين والمبلطين والمليسين وعمال المزارع!!!!
يعطيك العافية أخوي سعيد ... مقالك السهل الممتنع بارك الله فيك ... اتمنى تكتب عن الثالوث المستحيل
مع وجود هذه الميزانية و التي ستؤدي الى زيادة دخل الأفراد الأمر مما سيدفع الى زيادة التضخم و بالتالي الى حالة من عدم الاستقرار المالي و النقدي في المملكة و عليه فان البديل الوحيد هو رفع سعر صرف الريال السعودي بشكل يوصله الى قيمته الفعلية في ظل ثبات الطلب على النفط عند أسعار عالية، ما زاد الموارد المالية بشكل كبير يمكن من استخدام الفائض لرفع الاحتياطي من الذهب و العملات الأخرى. رفع سعر صرف الريال هو الخيار الأمثل حيث سيعود بالنفع على المواطنين و سيؤدي الى الحد من التضخم التي بدت عالية خصوصا في السنوات الأخيرة، حيث يعد السبب الرئيس فيها تثبيت سعر الريال عند مستوى اقل من قيمته الفعلية في حين يتم استيراد معظم السلع الاستهلاكية بالدولار الأمريكي و في ظل ارتفاع هذه الأسعار عالميا ينتج عنها تضخم مستورد في السوق المحلي و من أهم هذه السلع الغذائية و الألبسة و السلع الكمالية الأخرى.
أحيانا تنخفض اسعار سلع معينه بسبب ( حرب عملات )بين اقوياء, فحاليا اسعار السيارات اليابانيه في انخفاض بسبب خفض الين,, وهذا يتم دون ان تتدخل مؤسسة النقد السعودي في هذا الامر
صحيح اننا عاجزون عن استخدام السياسة النقدية (رفع اوخفض اسعار الفائدة) بسبب ارتباطنا المصيري بالدولار، ولكن المملكة لديها خياران مؤثران جداً، التحكم في الانفاق الحكومي والتحكم في تدفق الكتلة السكانية الوافدة او تقليصها وهذان عاملان يرتبطان ببعضهما الى حد كبير. ان الانفاق الحكومي المتعاظم خلال الخمس سنوات الاخيرة وما صاحبة من تدفق هائل للعمالة داخل المملكة كان بمثابة اعصار كاترينا على دخول معظم المواطنين السعوديين. لذلك فان رفع تكلفة العمالة الذي يؤدي الى تقليص اعدد العمالة في المملكة هو خطوة في الاتجاه الصحيح. علينا ان نعرف ماهي نسبة العمالة الوافدة التي يحتاجها ((المواطن)) فعلاً.
كلام جميل ورائع. واضيف عليه لدينا سعر الصرف امام الدولار. هذه الأمور كلها لو تم التعامل معها بتكون فعالة جدا. أعجبتني هذه العبارة "وما صاحبه من تدفق هائل للعمالة داخل المملكة كان بمثابة اعصار كاترينا على دخول معظم المواطنين السعوديين. لذلك فان رفع تكلفة العمالة الذي يؤدي الى تقليص اعدد العمالة في المملكة"