تساقطت اخر اوراق عام الازمة 2009 واستهل 2010 ساعاته الاولي من دون جديد يذكر باستثناء 5 امور ظلت الدول العربية تنفرد بها من دون سواها من الاقتصاديات الأخرى.
اولا: لقد حققت اسواقها اقل معدل نموفي تداولات 2009 رغم ان الخطاب الاعلامي العالمي اكد ان الدول العربية وخصوصا الخليجية بمنأي عن الازمة , وفيما صعدت اسواق الدول التي صدرت الازمة المالية بمعدلات جيدة تجاوزت في احداها ال 60 في المئة , فقد ظلت تترنح خليجيا بقيادة البحرين ثم الكويت وقطر. ثانيا: في الوقت الذي اكد فيه قادة مجموعة العشرين اهمية الشفافية لمنع تكرار سقطة المصارف ثانية في ازمة جديدة , ظلت الدول العربية تنفرد بتكريس غياب الشفافية باعتبارها عيبا او ان الله ستار , ومن المثير في هذا الامر ان مصارف عملاقة ترفض علي سبيل المثال الافصاح عن حجم تعرضها سواء لمجموعتي سعد والقصيبي السعوديتين أو مجموعة دبي العالمية.
ثالثا: افرزت خطط التحفيز العالمية في المانيا واليابان واميركا عن انقاذ فعلي لعدد كبير من المصارف والشركات وحالت من دون شطب هذه المؤسسات العملاقة من سجلات الاستثمار او الصناعة او الصيرفة , وفي المقابل لا احد يعرف حقيقة خطة تحفيز عربية واحدة ... فكلها تصريحات وتحليلات ونوايا حول الدعم فتاهت الارقام فظل التعثر سيد الموقف والذي طال عشرات الشركات العملاقة.
رابعا: رغم ان تصريحات محافظي المصارف المركزية العالمية يجمعون علي ان الازمة باقية ويحذرون من التفاؤل المفرط الذي يواكب صعود الاسواق مازال عدد كبير من محافظي البنوك المركزية العربية يؤكدون ان الازمة المالية تم تجاوز تداعياتها وان خططهم انقذت الاسواق والاقتصادات وحين تنظر الي حال الاسواق العربية وفي مقارنة سريعة بالارقام تجد ان المحذرين من التفاؤل حصدوا نموا وان المتفائلين بافراط لجهة مقدرة دولهم علي تجاوز الازمة ترنحت أسواقهم بشكل يثير الدهشة.
خامسا: في جميع انحاء العالم غادر المشهد المصرفي والاستثماري عشرات من كبار المسؤولين التنفيذيين الذين كانوا شاهد عيان علي ترنح مؤسساتهم سواء باختيارهم الاستقالة الطوعية او الاقالة الجبرية , الا في الدول العربية وخصوصا الخليجية فقد ظل المسؤولون هم هم دون تغيير وكأن الأرض العربية لم تنجب سواهم من العقول الاستثمارية ولذلك فان تلك الدماء غير المتجددة ساهمت في تكريس التراجع والخسارة. العوامل الخمسة السابقة تستهل بها اسواق المال العربية عاما جديدا قد يشهد نموا ان شهدت بعض العوامل الخمسة تغييرا وقد يشهد تكريسا لحالة التعثر الحالية بشكل اكثر اتساعا لاسيما ان تمكنت الدول العربية من التفرد بعوامل جديدة تضاف الي الخمسة السابقة ودمتم .