ومن التفريخ ... ما قتل

04/08/2009 1
مصطفى السلماوي

ومن التفريخ " الخليجي " .... ما قتل !! يعرف التفريخ- حسب موقع زراعي حيواني – " بانه عبارة عن عملية الغرض منها توفير الظروف الملائمة للجنين ليستكمل نموة وينجح في عملية الفقس. لذلك يجب توفير الظروف الملائمة للجنين لكي يستكمل نموه وينجح في تحويل الزيوت إلى كتكوت سليم "...

 اضطررت للبحث عن هذا المعني في ظل تعاطي معظم الشركات الخليجية وخصوصا الكويتية ظاهرة " التفريخ" , ورغم ان التفريخ في عالم الطيور يفرز انتاجا بغض النظر عن مخاطره الصحية , فانه افرز علي صعيد الشركات تعثرا وازمات مالية وحين اعلن ليمان براذرز افلاسه في 15 سبتمبر فاطاح بالام الاصلية و" وصاويصها " الصغيرة فاختلط الحابل بالنابل ولم يعد المستثمر في اي شركة يستثمر وامامه غابة من الاسماء اللامعة تحملها الشركات وعلي سبيل المثال سعي مستثمر لتسييل اسهمه في شركة مدرجة بخسارة 5 فلوس للسهم واختار شركة من الاسماء اللامعة لاعادة استثمار امواله فاستقبل حين ضخ امواله استقبال الفاتحين , وبعد مرور اقل من شهر واثناء ذهابه الي الشركة فوجىء بشخص كان السبب في تخارجه من الشركة القديمة يتولي منصبا تنفيذيا في الشركة الجديدة , فرفض المشاركة وخرج.

وبالنظر الي احوال الشركات الخليجية تحديدا نجد ان مفردة الشركات التابعة بلغت رقما من المستحيل علي رئيس الشركة الام ان سالته او استفسرت منه ان يحدد لك اسماء المسؤولين عن الشركات التابعة , ولم يقف الامر عند " التابعة " فقد انطلقت ظاهرة التفريخ الي حد مخيف , وتسببت بالاطاحة بشركات كانت تبدو عملاقة الا انها ظلت تستنزف من ارباحها وسيولتها للانفاق علي الشركات المفرخة او التابعة حتي وجدت نفسها عاجزة عن سداد اقساط ديونها فطاحت في نفق التعثر قبل ان تطل علي باب الافلاس وبكبسة زر صغيرة يمك لاي مستخدم للكمبيوتر ان يدلف الي موقع سوق دبي المالي ليعرف عدد الشركات التابعة لعدد هائل من الشركات المدرجة ومن الكارثة انها مجرد تسميات فقط لا هي قدمت دولارا واحدا للشركة الام ولا هي اكتفت حتي بتوفير رواتب بعض موظفيها.

 ودار الاستثمار الكويتية نموذجا بعدما ابتليت في فترة من الزمن بشخص كان يسكنه عفريت التفريخ فراح يقنع عدنان المسلم " الرئيس الحالي " باهمية اطلاق شركة جديدة تلو شركة اخري حتي بات علي الشخص نفسه ان يحصي عدد الشركات المفرخة والاكثر اثارة في الامر ان هناك شركات متعددة تعمل في مجال واحد فمثلا تجد من 5 الي 6 شركات في مجال العقارات , فلم لم تقم دار الاستثمار مثلا في ضمها في مجموعة عقارية ؟ المثير في الامر ان هذا الشخص غادر دار الاستثمار وحمل معه لواء التفريخ في الشركة الجديدة فراح يطلق الشركات حتي اصبحت ديون الشركة الام قرابة المليار دولار وهي لم تدرج بعد في البورصة.

 الامثلة كثيرة واغلب الظن ان المفرخون لعبوا دورا خطيرا في تعرية الشركات فحين هبت الازمة اصيبت الشركات بانفلونزا التعثر فطالت الام لتضعها علي باب الافلاس او التعثر صحيح انه لايوجد قانون يحول دون اطلاق الشركات حتي لاتتهم الحكومات بغلق ابواب الاستثمار امام رؤوس الاموال الوطنية , لكن لابد من قانون رادع يغتال اي شركة ورقية مسجلة في الجهة الرسمية وكل امكاناتها موظف يتيم وكرسي بجوار مكتب وراتب و مكافأة للمسؤول صاحب فكرة تفريخ الشركة الجديدة .