هل يمكن لرفيف أجنحة فراشة في بكين أن تثير زوبعة في نيويورك؟؟

28/05/2009 1
عبدربه زيدان

مازال العنوان الذي تضمن أحدى قصص الإيطالي " أنطونيو تابوكي "في سؤاله هل يمكن لرفيف أجنحة فراشة في نيويورك أن يثير زوبعة في طوكيو ؟ يثبت من يوم لآخر أنه بالفعل أصبح هذا واقع وليس مجرد افتراض، ففي أسواق المال العالمية والاقتصاد الرأسمالي نبصم له بالمائة على أن الجواب نعم .

 فعلى مر التاريخ ومنذ القدم ما أن تحدث أزمة اقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية إلا وتعصف باستقرار النظام المالي العالمي دون استثناء، ففي عام 1929 كان هناك انهيار عالمي لاقتصاديات دول العالم وصفها البعض بالكارثة ، وتجددت الأزمات وصولا إلى عام 2000 والتي كانت بسبب ادراج شركات الانترنت في مؤشر " ناسداك " حيث أرتفعت أسعار أسهم تلك الشركات بشكل كبير رغم تحقيقها أرباحا بسيطة مانتج عنه أنهيار في أسعارها ومن ثم دخل الاقتصاد مرحلة الركود حتى تدخلت الحكومة بتخفيض أسعار الفائدة لتحفيز الاقتصاد الأمريكي.

 

وما أن تأثر الاقتصاد العالمي خلال عام 2008 واصبح حديث الساعة " الأزمة المالية العالمية " والتي بدأت هي الأخرى من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تأثرت كما هو معروف بداية بالعقار ومن ثم شركات التأمين والبنوك، حتى تبعتها جميع الدول بلا استثناء، وكانها بدأت ككرة ثلج صغيرة منزلقة من القمة حتى أصبحت بنهاية المطاف كرة ثلج كبيرة.

 

فهل ستعود الولايات المتحدة وتنجح كسابق عهدها بإنعاش الاقتصاد كما كانت تفعل خلال الأعوام السابقة وتتأثر بها دول العالم وإلى متى سيبقى ذلك الركود، باعتقادي ومع الدورة الاقتصادية التصحيحية التي تمر بها الولايات المتحدة والعالم يجب أن نستسلم لها فلا مفر منها سواء طالت سنتين أو ما يزيد فكما يقال هذا حال الدنيا، والحذر ان لم تأخذ فترتها الكافية وتقوم الدولة او البنوك المركزية بدعمها بشكل كبير فهنا ستقوم الولايات المتحدة ولكن سيقوم الاقتصاد كعجوز كبير لايمشي إلا متكئاً على عصاه قد يرتطم بأي مطب أمامه، فمثلا عند الذهاب الى طبيب واعطاء الشخص المصاب دواء ان استمر فيه لمدة طويلة كان له العلاج الأمثل وان قصرت مدة العلاج عاد للمرض مرة أخرى وبشكل سريع

 

ولو افترضنا أن هذا العجوز جاء أجلة حاله كحال أي شيء موجود في العالم تاتي نهايته، من الطبيعي سيكون تغيير في مراكز العالم .. فاذكر عند وصول النفط إلى مستويات قياسية بدأ بعض المحللون الغربيون وخصوصا المدعومون من الولايات المتحدة بالتخوف من تلك المستويات حيث اعتقد البعض أن هذه الارتفاعات ستقود الولايات المتحدة لوقف دعمها المالي بناء على رغبة الشعب من باب نحن أولى من غيرنا ومن هنا ستبدأ الدول المدعومة بالانهيار اقتصاديا و تدريجياً

 

فالسؤال هنا من هي الدولة المالية الاقتصادية المفوضة للعب دور الولايات المتحدة هل وكما يقال ستكون الصين والتي عوّل عليها بعض المحللين أمالهم لدعم الاقتصاد بعد ركوده باعتبارها تملك احتياطيات مالية كبيرة وتتغير وجهة الراوي من بكين إلى نيويورك في عالمنا كل شي جائز … والآن وبعد مضي قرابت العام على الأزمة المالية ليس بوسعنا إلا أن ننتظر ونرى حال العجوز وعصاه السحرية في مسلسل رفيف الفرشاة.