يبدو أن سياسة حرق الأسعار ستكون " إن لم تكن بالفعل " هي السمة الأساسية للمرحلة القادمة في سوق الاتصالات المصرية، حيث نجد منافسة شرسة بين ثلاثة شركات تقوم بتقديم خدمات الهاتف المحمول في مصر وذلك من خلال تخفيض تعريفة الدقيقة لأقل من تكلفتها في بعض العروض، بينما لا تزال شركة الحكومة (المصرية للاتصالات) وهي المشغل الرئيسي والوحيد للهاتف الثابت في مصر ، تقوم بترويج سلعتها من خلال الأناشيد الوطنية و" إتكلم أرضي يا بن بلدي " ..
ويتضح لنا أن المنافسة بين شركات المحمول في مصر باتت تأخذ شكلا أخر ، فلم تصبح جودة الخدمة أو مصدرها أو غير ذلك هو سلاح شركات المحمول لترويج سلعتها بل أصبحت " التكلفة " مع قليل من جودة الخدمة هي العصي السحرية التي يمكن من خلالها الوصول للمواطن المصري، فبعد أن كانت تعريفة الدقيقة 2.5 جنيه للدقيقة (250 قرش ) في بداية دخول الهاتف المحمول في مصر عبر ( موبينيل ) وهي أكبر مقدم لخدمات الهاتف المحمول في مصر والتي تملك منها ( أوراسكوم تيليكوم ) 28 % بالإضافة لشركة فودافون والتابعة للمصرية للاتصالات ثم الثالثة وهي الأحدث في السوق المصرية شركة " اتصالات" ، وصلت دقيقة المحمول حاليا إلى خمسة قروش للدقيقة في بعض عروضهم.
وفي الوقت الذي جاءت المنافسة بين شركات المحمول "ولأول مرة " تصب في مصلحة المواطن المصري ، ترى الحكومة المصرية ما لا يراه الآخرين حيث جاء في تصريح للدكتور/ طارق كامل "وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه في حالة عدم تخلى شركات المحمول عن سياستها في حرق الأسعار سوف تتخذ الحكومة إجراءات عقابية ضدها، وهذا ما اعتبره الخبراء بأنه هجوما غير منطقيا للدفاع عن شركة الحكومة المتمثلة في " الشركة المصرية للاتصالات" والتي لا تستطيع تقديم خدمات الهاتف المحمول بجانب تقديمها خدمات الهاتف الثابت مما وضعها في موقف ضعيف أمام شركات المحمول.
ولكن ماذا لو قمنا بعمل مقارنة بسيطة بين الهاتف الثابت والهاتف الهاتف المحمول:
وبعد المقارنة: أين هي الدوافع والمزايا التي تجعل " أبن بلدي " يستخدم الهاتف الثابت ويترك الهاتف المحمول ؟؟ وليه يدفع أكتر لما ممكن يدفع أقل ؟؟
وأخيرا.. فإنني أرى أننا قد أوشكنا على وداع الهاتف الثابت الذي أصبحت مهمته الآن تقتصر على إرسال واستقبال الفاكس وقليل من مستخدمي الإنترنت،، بعد أن كان المصدر الرئيسي والوحيد للاتصال. ولكن ربما تكون كوكب الشرق قد صدقت عندما قالت "عايزنا نرجع زي زمان .. قول للزمان إرجع يا زمان " ،،،،
استاذ حجاج,لكن الشركات الثلاث المصريه لاتحرق الاسعار للمكالمات الدوليه, المكالمه من مصر للسعوديه(( مثلا)) اكثر من 3 جنيهات للدقيقه, وهي تقريبا ضعف السعر للشركات السعوديه,من السعوديه لمصر بحدود جنيه ونصف.
لذلك المتوقع ان تلجاء الشركات التي لها تعامل مع السعوديه او الافراد المقيمين في مصر, ان يكونوا مستقبلين للمكالمات فقط, بدلا من ان تصدر المكالمات من مصر, بذلك تضطر الشركة الحكوميه تخفيض الاسعار.مثلما كانت موبايلي تعمل, كان معظم الاخوه المصريين والسودانيين يرسلون شرائح الى اقاربهم في تلك البلدن, واذا رغبوا في التواصل يعملوا مكالمه, لم يرد عليها, missed call, فيقوم المتصل عليه باجراء الاتصال من جواله (( السعودي, من موبايلي ايضا)) بذلك تكون كلفة الدقيقه منخفضه جدا, علما بأنها مكالمه دوليه, والان شركة الاتصالات السعوديه لديها خدمه مشابهه, ولكنها للعملاء المتميزين فقط, وهي خدمة التجوال الدولي.
والمصرية للاتصالات كمان بتحرق الاسعار ... خفضت دقيقة "الدولي" من 3.5 جنيه إلى 99 قرش للدقيقة ولفترة محدودة!!
شكرا لك اخي حسين على التقرير حرب الاسعار شئ صحي ... مع الاسف هذا الشئ مفقود في السعودية ( خصوصا في مجال الواي ماكس و الانترنت ) نريد حرب شعواء طاحنة لا تبقي و لا تذر