سؤال كنت أعتقد أن إجابته غير مشجعة، فقد كنت أعتقد أن تاريخ الإعلام الاقتصادي في العالم العربي (وفي السعودية بوجه خاص) حديث جدا. ولو طرح علي سؤال عن العام التقريبي لبداية صدور أول نشرة، جريدة كانت أو مجلة اقتصادية سعودية متخصصة، ربما لكانت إجابتي أنه مع تاريخ ظهور القنوات الفضائية. وقد يستغرب البعض لو قلت إنه كان لدينا مجلة شهرية اقتصادية متخصصة صدر أول عدد لها في أبريل (نيسان) لعام 1968م، أي قبل قرابة نصف قرن من الزمن! فقد وردتني هدية من غرفة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية، عبارة عن نسخة من العدد الأول لمجلة «الاقتصاد» الذي صدر بذلك التاريخ. وقد سعدت جدا ليس فقط بتاريخها القديم ولكن بما تميزت به محتوياتها (على قدمها)، فأحيانا يسعد المرء بمتابعة المستجدات وما حصل من تطور، وأحيانا يعيش المرء نشوة وفرحا وهو يستطلع تطورات الماضي القديم. ربما لأن فيه دلالة وشاهدا على أن ما نعيشه من تطور لم يأتِ من فراغ... وأن الحاضر غرس الماضي! فمجلة اقتصادية شهرية تفتتح بكلمة لرئيس مجلس إدارة الغرفة الأستاذ إبراهيم العطاس ثم بمقال لرئيس تحريرها الأستاذ عبد الله الدحيلان بمقال بعنوان «خطوات على الطريق»، ومقالات عن أساليب وفنون التسويق ومقال عن الشيك كورقة تجارية وتعاريف لبعض المصطلحات التجارية باللغتين العربية والإنجليزية في زاوية بعنوان «المعجم التجاري» كنوع من نشر الوعي، ولقاء مع ضيف العدد الشيخ سليمان الراجحي يغوص في أعماق هذا الرجل الفذ يوم كان عدد أبنائه ثمانية فقط. ومقالات عن البترول والجديد في السوق للحدث عن وسائل الاتصال الحديثة (آنذاك) والقوائم المالية للبنك العربي المحدود وأخبار الأسواق والمعارض الدولية، ثم منها خبر وتغطية بعنوان «ندوة تكنولوجيا خبراء الزيت»، ومادة عن تثقيف لرجال الأعمال عن الفرص التجارية. والكثير من الإعلانات والدعايات التجارية منها عن سيارات «جنرال موتورز» بالصور لموديل 1968م، وغيرها كثير. الشاهد أن هذه المجلة تدلل على أن تاريخ الإعلام الاقتصادي في بلادنا العربية قديم ومتطور منذ أزل.
وسؤالي: لماذا لا نفكر في حفل تكريم لقدامى كتاب الاقتصاد؟! ولعل لغرفة التجارية قدم السبق في هذا المجال بحكم أنها الجهة المصدرة لأول مجلة شهرية اقتصادية متخصصة. وعلى حد علمي، إن لدى الغرفة اهتمامات بالغة بتكريم المستحقين في جميع المجالات الاقتصادية والإعلامية، وأنها تحظى بدعم ومتابعة وحضور مستمر من قبل أمير المنطقة الأمير محمد بن فهد ونائبه، ونشاط حيوي من قبل رئيس مجلس إدارتها وأمانتها. وبالتالي فإنني وبهذه المناسبة أقترح أن تنظم الغرفة حفل تكريم لأبرز قدامى الإعلاميين الاقتصاديين السعوديين. ويا حبذا لو كان ذلك على مستوى مجلس التعاون، بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون.
وختاما.. أرجو أن لا يكون في مقترحي هذا إثقال أو إحراج لأمانة غرفة الشرقية.. ليمتد أثره ليكون سببا في قطع مثل هذه الهدايا منهم عني، ومن أمثالهم من الجهات التي تجاملنا بالرسائل والمعلومات بشكل مستمر وعند المناسبات.