(مقلب) الفيسبوك.. عندنا وعندهم خير!

23/05/2012 10
عبد الحميد العمري

شرب الأمريكان (مقلب) الفيسبوك بـ16 مليار دولار أمريكي (ستون مليار ريال)! حدث هذا في السوق المالية الأعرق والأكثر تطوراً حول العالم، طبعاً المستفيد الأكبر من (طبخة هذا المقلب) هو الصبي الأمريكي الأغنى اليوم على مستوى العالم مارك زوكربيرج. لا يهمنا هنا في هذا المقام أمر الأمريكان، فمقالبهم كلّفت العالم بأسره منذ سبتمبر 2008م عشرات التريليونات من الدولارات، وما 16 مليار دولار إلا قطرة في محيطات الاستثمارات الأمريكية المتبادلة مع بقية أنحاء العالم، التي تتجاوز قيمتها 42 تريليون دولار! وأذاقتْ -ولاتزال- شعوب العالم ويلات أزمتها المالية العالمية.

المهم في هذا المقام بالنسبة لنا في سوقنا المحلية أن (مقلب) الصبي الأمريكي سيكون من أقوى الاستنادات التي سيتكئ عليها (ربعنا) ملاك الشركات الطامحة للإدراج! ومن المؤسف أن (أوركسترا) مستشاري الاكتتابات والشركات الاستثمارية، التي احترفتْ العزف لبعض الشركات، بصورةٍ حوّلت وهْماً في عيون المكتتبين (حبّة) مكتبين وصالة استقبال، إلى (قبّة) شركة لا تغيب عنها الشمس! طبعاً فعلتها من قبل ولاتزال تلك الشركات الاستثمارية قبل أن يظهر (مقلب) الفيسبوك، ولم تُعجزها الحيلة! غير أن الجديد اليوم؛ أن هذا (المقلب) سيصبح (عصا) الساحر الجديدة (وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى).

ما يُشعرك بالغبن كثيراً؛ أن التجارب أو الأمثلة الأكثر فائدة وصواباً في تلك الأسواق العالمية، يتم تجاهلها! فيما ترى البعض منّا يهرول هرولة إلى أسوأ التجارب فيها، جالباً إياها إلينا كأنه (جاب رأس غليص). وما يزيد من وطأة الغبن أيضاً؛ أن مجتمع المكتتبين لدينا لم يظهر أنّه تعلّم من دروسٍ قاسية تمّت في سوقنا خلال فترةٍ زمنية قريبة، تمثّلت في (مقالب) شركاتٍ حينما أُدرجتْ هزّت الأرض هزّاً، واليوم لا تسمع لها همساً! وعليه، يمكن القول إن مقالبنا تتحدّى مقالبكم أيها الأمريكان.