افصحت الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية عن أرباح تجاوزت 28,3 مليار ريال في الربع الأول من العام الجاري 2012م ، متجاوزة أرباح الربع المماثل من عام 2011م و المقدرة بـ 25,6 مليار ريال بنسبة 9,95 في المائة ، مما يعكس إيجابية مستمرة في المؤشرات المالية للشركات المتداولة في السوق المالية السعودية .
وقد تباينت قطاعات السوق المالية السعودية الخمسة عشر التي أسهمت في نمو أرباح السوق السعودية في الربع الأول من العام الجاري 2012 م بين الإيجابية والسلبية ، ففي الوقت الذي تحسن فيه أداء تسع قطاعات نمت أرباح شركاتها ، تراجعت أرباح ست قطاعات من قطاع السوق .
جاء قطاع الفنادق كأفضل القطاعات الرابحة أداء في السوق السعودية ، والذي تحسنت أرباحه بنسبة 165 في المائة ، يليه قطاع التطوير العقاري الذي تحسنت أرباحه بنسبة 55 في المائة ، ثم قطاع الاستثمار الصناعي الذي تحسنت أرباحه بنسبة 53 في المائة .
أما القطاعات المتراجعة فكان في مقدمتها قطاع التأمين الذي تراجعت أرباحه بنسبة 38 في المائة ، يليه قطاع الإعلام بنسبة تراجع بلغت 33 في المائة ، وقطاع الطاقة الذي تراجع بنسبة 21 في المائة . وذلك مقارنة لأرباح القطاعات في الربع الأول من العام الجاري 2012م بأرباح الربع الأول من عام 2011م .
أما القطاعات القيادية ، فقد شهد قطاع المصارف نموا في الأرباح بنسبة 39 في المائة ، وقطاع الأسمنت بنسبة 34,5 في المائة ، وقطاع الاتصالات بنسبة 14 في المائة ، فيما تراجعت أرباح قطاع البتروكيميات بنسبة 10,3 في المائة .
وعلى مستوى الشركات بلغ عدد الشركات الرابحة في السوق المالية السعودية 125 شركة رابحة تمثل ما نسبته 83 في المائة من الشركات المدرجة في السوق المالية ، فيما بلغ عدد الشركات الخاسرة 23 شركة ، في حين تخلفت شركتان عن الإفصاح عن أرباحها للربع الأول 2012م ، هما بروج والمتحدة للتأمين .
وبالعودة إلى تفاصيل أرباح القطاعات ، حققت شركات قطاع المصارف نموا في أرباح الربع الأول 2012 ، جاء أفضلها أداء مصرف " البلاد " الذي نمت أرباحه بنسبة 388 في المائة ، علما بأن 73 في المائة منها ناشئة من أرباح غير تشغيلية ، يليه مصرف " الجزيرة " الذي نمت أرباحه بنسبة 131 في المائة ، ومصرف " الإنماء " الذي نمت أرباحه بنسبة 114 في المائة .
وفي قطاع البتروكيماويات ، بلغ عدد الشركات الرابحة إحدى عشر شركة ، فيما استمرت ثلاث شركات في تحقيق الخسائر هي " نماء " و " بتروكيم " و " كيان " . جاء في مقدمة الشركات الرابحة " كيمانول " التي نمت أرباحها بنسبة 162 في المائة ، وشركة " سبكيم " بنسبة نمو 25.4 في المائة ، وحافظت " ينساب " على أدائها الجيد في هذا الربع دون تحقيق أية تراجع في أرباحها .
أما في قطاع الاسمنت فقد حققت جميع شركاته نموا في أرباحها ، عدا شركة اسمنت حائل التي كانت خسارتها بسبب وجود الشركة في مرحلة ما قبل التشغيل .
جاء سهما اسمنت " اليمامة " واسمنت " السعودية " كأفضل سهمين في القطاع من حيث نمو الأرباح ، واللذان نمت أربحهما بنسبة 54 في المائة ، بينما حل اسمنت " ينبع " ثالثا بنسبة نمو في الأرباح بلغت 43 في المائة .
وفي قطاع الطاقة نمت أرباح سهم " الغاز " في هذا الربع بثلاثة أضعاف ما حققه السهم في الربع المماثل من عام 2011م . أما سهم " الكهرباء " فقد تراجعت خسارته بنسبة 25 في المائة مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي .
وفي قطاع الاتصالات نمت أرباح شركة " الاتصالات السعودية" بنسبة 60 في المائة ، وسهم " موبايلي " بنسبة 20 في المائة ، وذلك يعود إلى التحسن في مبيعات هذين السهمين .أما " زين " و " عذيب " فما تزالان تلعبان دورا بارزا في مسلسل الخسائر المتلاحقة .
ومن الشركات التي حققت تحسنا واضحا في أدائها وتحولت من الربح الخسارة ، في الربع الأول من هذا العام مقارنة بالربع المماثل من العام الماضي ، خمسة عشر شركة من الشركات المدرجة بالسوق المالية السعودية هي " القصيم الزراعية " و " وملاذ " و " أليانز للتأمين " و " ساب تكافل " وسايكو " و " الأهلي تكافل " و " تأمين الراجحي " و " والخليجية " و " سوليدرتي " و " إعادة " و " سيسكو " و " أنابيب " و " مسك " و " إعمار " و " النقل الجماعي "
وفي المقابل تحولت أربع شركات من الربح إلى الخسارة في هذا الربع من العام الجاري 2012 م هي " مدينة المعرفة " والمتطورة " و " الأهلية " و " سلامة للتأمين "
ومن اللافت للنظر في تحليل أرباح الشركات المدرجة في السوق المالية السعودية ، هو عدم وجود شركة خاسرة في قطاع الاستثمار الصناعي ، وكذلك قطاع التشييد والبناء ، وقطاع الإعلام وقطاع النقل وقطاع الفنادق ، بالإضافة إلى قطاعي البنوك والاسمنت ، عدا اسمنت حائل السهم الحديث .
ومن المتوقع في نهاية العام الجاري 2012 م أن تحقق الشركات المتداولة في السوق السعودية ارباحا تتجاوز الـ 110 مليار ريال ، وتتجاوز ارباح العام المنصرم 2011م والتي تجاوزت 95 مليار ريال بنسبة 15 في المائة ، بإذن الله تعالى .
أما مسار مؤشر السوق المالية السعودية TASI فمن المتوقع أن يستمر في مساره الصاعد الذي بدأه TASI منذ مارس 2009 م ، مستهدفا مقاومتي 8188 و 8900 نقطة ، ومحافظا على دعم 6455 نقطة ، في ظل استمرار التحسن في المراكز المالية للشركات المتداولة ، وهذا من أكبر العوامل الجاذبة للاستثمار ، بل وفي استقرار السيولة الاستثمارية في الأسهم ذات العوائد ، خاصة القيادية منها .