المشروعات المتعثرة.. حلُّها شركة مساهمة!! (1-3)

18/03/2012 7
عبد الحميد العمري

تكتظُّ ملفاتنا المالية والاقتصادية بالكثير من الأعباء والتحديات، وتزداد قيمة فاتورتها الباهظة كلما تأخّرت جهود معالجتها، بل وتتعقّد إلى درجةٍ مخيفة إن تراكمتْ في أعدادها عبر الزمن، وتعدّدت الجهات المعنية بها. المثال الحي على هذه الملفات هو ما يتمثلُ في المشروعات المتعثرة، التي تراوحتْ تكاليفها عن نصف عقدٍ مضى بين أكثر من 550 مليار ريال حسبما قدّرتْ الغرفة التجارية في الرياض، فيما قدّرها منتدى خليجي لإدارة المشروعات الهندسية بأكثر من تريليون ريال! وفي كلا الحالتين فتلك الأرقام تُعد مفجعة ومخيفة إلى أبعد الحدود.

تم التوسّع في أغلب الطروحات التي تناولت هذا الملف المزعج حول الأسباب التي أدّتْ إلى تفاقمه، وتمحورتْ التوصيات التي تم اقتراحها كحلول حول ضرورة تشديد الرقابة على تنفيذ تلك المشروعات، إلا أن أياً منها لم يجد آذاناً مصغية من أيٍّ من أطراف تلك المشروعات! بل لقد تفاقمتْ التأخّرات، وتفاقم معها الهدر المالي والاقتصادي، وتفاقمت الفجوات التنموية باتساع الفارق بين ما تحقق وما هو متطلّبٌ اقتصادياً واجتماعياً.

إسهاماً في اقتراح جزء من الحلول، أقدّم هنا فكرة مشروع وطني لعل فيه ما يُسهم في الخلاص من هذه الورطة التنموية الكأداء.

يتمثل في اقتراح تأسيس شركة حكومية عملاقة باسم (مقاولة)، يتكوّن رأسمالها من 20 مليار ريال. بحيث يتم تكليفها الشامل بالإشراف والتصميم والمتابعة والرقابة والتقييم على جميع المشروعات الحكومية دون استثناء، ويمكن لها (تنفيذ) ما لا يتجاوز %10 من قيمة العقود والمناقصات الحكومية المختلفة، فيما تقوم شركة (مقاولة) بطرح بقية العقود والمناقصات الحكومية التي تمثّل %90 منها على بقية الشركات والمؤسسات في القطاع الخاص، وذلك وفق صيغ تعاقدية مرتفعة الشفافية، وتتولى هذه الشركة متابعة ومراقبة مستويات الإنجاز والتنفيذ، والقيام بنشر تقريراتها الدورية (ربع سنوية) حول جميع المشروعات والمناقصات الحكومية الموكلة إليها. وأتابع في الغد بقية هذا المشروع.