قناة مياه تربط البحر بالخليج.. مقترح!

30/01/2012 16
سعود الأحمد

يبدو أن غياب الشمولية يعد سمة من سمات الخطط التنموية بالدول النامية! فتجد كل جهة معنية بنشاط ما تعمل لتحقيق أهدافها منفردة عن أهداف الأخرى.. مما يؤدي إلى زيادة تكاليف تنفيذ الخطط التنموية.. ومصاعب وتضارب عند محاولة تحقيق الأهداف الاستراتيجية الشاملة.. التي تحقق الرفاه الاجتماعي ومتطلبات المجتمع الحيوية المختلفة! فمشروع مثل قطار الحرمين الشريفين الذي وقع عقد تنفيذه بتاريخ 21 صفر 1433هـ - 15 يناير (كانون الثاني) 2012م، ليربط مدينة جدة بمدينة الرياض. وهناك مشروع آخر مماثل يربط الرياض بمدينة الجبيل مرورا بالدمام، بمعنى أن هناك مشروعا لقطار سيربط البحر الأحمر بالخليج. وبهذا الخصوص.. يحضرني فكرة تخدم أكثر من جهة وأتمنى أن تجد لها آذانا مصغية. فالملاحظ في أنفاق القطارات بالعواصم العالمية مثل لندن وباريس، وجود عدد من الشبكات التي تمر عبر هذه الأنفاق لتصل بين المدن والأحياء. وتختلف هذه الشبكات في أهدافها ووظائفها والجهات المعنية بها.. ما بين شبكات مياه وكهرباء واتصالات.. بمعنى أن لديهم نوعا من الاستغلال الأمثل لشبكات طرق القطارات.

ومن هنا فإنني أتساءل: لماذا لا تستفيد السعودية من شبكات القطارات التي تقوم على إنشائها في الوقت الحاضر، مثل قطار الحرمين الشريفين؟ صحيح أنها ليست تحت الأرض، لكن ربما هذا مما يزيد من أهمية استغلالها.. حيث يمكن حفر نفق تحت هذه السكك الحديدية ولو لم يكن ضخما. وإنما يتم زيادة الحفر في الأرض بعمق مترين أو ثلاثة.. يخصص لقناتين، واحدة للمياه تربط البحر بالخليج والأخرى تكون متاحة لأي شبكات أو توصيلات كهرباء أو هاتف أو أي حاجة من حاجات الاتصالات. حتى ولو لم تظهر لها حاجة في الوقت الحاضر، فقد تكون لها حاجة بالمستقبل.

ولعلي أذكر بهذا الصدد أن أصعب تحد يواجه خطط ومشاريع شبكات الطرق والاتصالات هو مرورها عبر ممتلكات الغير. وبما أن مشروع قطار الحرمين الشريفين في مراحله الأولى وأن تكلفة الحفر تحت سكة القطار لا تقارن بتكلفة بناء شبكات جديدة، وبما أن التكلفة المضافة هنا أهم ما فيها حفر ووضع قطع من القنوات الإسمنتية، وأن القطار لا يضيره أن يسير وتحته شبكات للماء أو للكهرباء أو للهاتف، فإنه يمكن الاستفادة من مخلفات الحفر من التربة التي سيوضع مكانها الشبكات، لتستخدم بمثابة سواتر وحاميات للقطار من الجانبين.. بل إنني أهيب بدراسة إمكانية حفر قناة بقطر أربعة أمتار يمشي بداخلها عربات قطارات أخرى، ليكون لدينا سكتا قطار في طريق واحد، أحدهما تحت الأرض لقطار سريع جدا لنقل الركاب وآخر فوق الأرض سرعته عادية لنقل البضائع. وتحت كل ذلك أو إلى جانبيه أنابيب لشبكات مياه ربط البحر بالخليج.

وأهم من كل هذا أنه يمكن تحويل صحراء المملكة العربية السعودية إلى جنات خضراء. وليرتفع منسوب المياه الجوفية بمعظم المدن والبلدات، وسيعود ذلك بالنفع على الإنتاج الزراعي المحلي، وسيؤثر وبفعالية على تلطيف أجواء المملكة بشكل ليس له مثيل. ومهما أخذنا من البحر فلن ينقص. وحتى لو انخفض منسوبه على مر السنين، فهذا سيساهم في علاج مشكلة انخفاض منسوب مدينة جدة الذي يهددها بالمستنقعات.

الخلاصة.. إنني أتمنى على المعنيين بتصميم مشاريع السكك الحديدية أن يستغلوا أرضيات السكك الحديدية التي يتم تنفيذها الآن لتركيب قنوات بالقدر الذي يمكن من استغلالها لأغراض أخرى مفيدة.