في ختام 2011 .. خسائر الأسواق تصل إلى 20 %، والسعودي الأقل بـ 3 %

07/01/2012 6
د.إبراهيم الدوسري

تستمر الأسواق العالمية في مسيرتها الصاعدة ، وسط تصريحات اقتصادية متشائمة ومحذرة من تداعيات الأزمة العالمية على الاقتصاد العالمي ، ومعدلات تباطؤ نمو متوقعة ، ومهددة بانهيار الاتحاد الأرووبي ، وبروز أزمة الدين الأوروبي في ساحات أخرى خلاف اليونان وايطاليا التي تغيرت حكوماتها من أجلها .

ففي أمريكيا نجح مؤشر داو جونز في ختام عام 2011 بمكاسب تجاوزت 5 في المائة ، في أداء ايجابي خلال شهر ديسمبر ونوفمبر الماضيين اللذين عوض فيهما جزء كبيرا من خسائر يوليو من العام نفسه ، جراء عاصفة الدين الأمريكي والديون الأوروبية ، وما يزال مؤشر داو جونز محافظا على إشارة ايجابية فنية بإغلاقه فوق متوسطاته المتحركة ، التي ما تزال في ترتيب ايجابي فنيا، بإغلاق متوسط المتحرك للـ 50 فوق متوسط الـ 200 يوم . وما تزال أمام السوق الأمريكية عقبة الدين التي تحاول حكومة الرئيس الأمريكي في رفعها إلى 16 ترليون دولار ، والمتوقع أن تكرر عاصفة يوليو الماضي التي هدأت نسبيا في أغسطس الماضي بعد النجاح المؤقت ـ وقتها ـ للحكومة الديمقراطية الحالية .

أما الأسواق الأوروبية فختمت تداولات 2011 بخسارة تجاوزت الـ 10 في المائة ، كان أشدها خسارة السوق الفرنسي الذي فقد فيه مؤشر CAC أكثر من 15 في المائة .

وتأتي هذه الخسائر بعد أن قلصت الأسواق الأوروبية خسائرها بأداء ايجابي في تداولات ديسمبر الماضي ، نجحت فيه الأسواق بتعويض ما يقارب الـ 50 في المائة من خسائرها التي حققتها جراء عاصفة يوليو الماضي ، وقدمت مؤشرات فنية ايجابية بتجاوز مؤشراتها مقاومة متوسطاتها المتحركة للـ 50 يوم وما تزال تقاوم عند المتوسط المتحرك للـ 200 يوم ، باستثناء مؤشر FTSE الانجليزي الذي نجح في تجاوزها .

الأسواق الآسيوية التي فقدت مكاسبها الأسبوعية في جلسة أمس الجمعة ، ختمت العام الماضي بخسارة كبيرة اقتربت من الـ 20 في المائة ، وما تزال من أقل الأسواق من حيث الايجابية الفنية ، إذ لم تنجح في تجاوز مقاومة متوسط الـ 50 يوم ،الذي ارتطمت به في تداولات الأسبوع الماضي ، وما تزال تغلق دونه

أما مؤشر السوق المالية السعودية TASI فقد ختمت عام 2011 بخسارة تعد الأقل على مستوى الأسواق العالمية حيث لم تتجاوز خسارته الـ 3 في المائة ، حيث أسهم الأداء الايجابي للسوق المالية السعودية في شهر ديسمبر الماضي في تعويض جزء كبير من مكاسب 2010 التي فقدتها السوق بنهاية تداولات نوفمبر الماضي .

وفي تداولات الأسبوع الماضي حافظ مؤشر السوق المالية السعودية TASI على إشارته الإيجابية الفنية بإغلاقه فوق متوسطاته المتحركة الـ 50 يوم = 6270 نقطة ومتوسط الـ 200 يوم = 6300 نقطة بعد أن أغلق في تداولات في الأسبوع الماضي عند 6407 نقاط بتراجع طفيف يقدر بعشر نقاط مقارنة بإغلاق 28 ديسمبر عند مستوى 6418 نقطة .

وعلى مستوى القطاعات شهدت تداولات الأسبوع الماضي ارتفاع في القيمة الأسبوعية لـ 6 قطاعات من قطاعات السوق فيما تراجعت 9 قطاعات .كان أبرز القطاعات الرابحة قطاع التأمين بارتفاع بلغت نسبته 4 في المائة ، يليه قطاع شركات الأستثمار المتعدد بـ 3,8 في المائة ، وقطاع التجزئة بـ 1 في المائة ، وقطاع الزراعة بـ 0,6 في المائة ، وقطاع الاتصالات وقطاع الاسمنت بـ 0,4 في المائة .

فيما جاء قطاع الإعلام والنشر أبرز القطاعات الخاسرة بـ 6,7 في المائة ، وقطاع التطوير العقاري وقطاع الأستثمار الصناعي وقطاع البتروكيميات بـ 1 في المائة ، وقطاع الفنادق بـ 0,7 في المائة .

وعلى مستوى الشركات بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات الأسبوع الماضي 76 شركة ، فيما تراجعت القيمة السوقية لـ 61 شركة وبقيت 11 شركة لم تتغير قيمتها الأسبوعية وهي الهولندي وأسترا والمصافي و الكابلات و صدق ومعدنية والبحري وعسير والكهرباء ونادك والأسماك.

وعلى مستوى السيولة شهدت قيمة التداولات الأسبوعية تراجعاً إذ بلغت 28,5 مليار ريال بنسبة تراجع بلغت 7 في المائة مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع السابق والتي تجاوزت الـ 30 مليار ريال .

صاحب هذا التراجع تراجعاً في عدد الأسهم المتداولة بـ 15 في المائة بعد أن بلغ معدل الأسهم المتداولة 226 مليون سهم يومياً ، كما شهد معدل الصفقات اليومية تراجعاً بلغت نسبته 4 في المائة إذ بلغ معدل الصفقات المتداولة 141 ألف صفقة يومياً ، وفيما يتعلق بنصيب القطاعات المتداولة من قيمة التداولات الأسبوعية شهدت بعض القطاعات تغيراً في نصيبها حيث نال قطاع المصارف 4 في المائة مقارنة بـ 6 في المائة في الأسبوع ما قبل الماضي ، كما استقر نصيب قطاع البتروكيميات عند 18 في المائة في الوقت الذي تراجع فيه قطاع التجزئة إلى 5 في المائة مقارنة بـ 10 في المائة في تداولات الأسبوع ما قبل الماضي ، وعاد قطاع التأمين إلى الارتفاع إذ نال 26 في المائة ، وكذلك الحال في قطاع الاستثمار المتعدد الذي نال 7,8 في المائة ، وقد شهد قطاع الاستثمار الصناعي تراجعاً حيث نال 4,5 في المائة ، وتراجع نصيب قطاع التشييد والبناء إلى 6,5 في المائة ، والتطوير العقاري إلى 4,25 في المائة .

وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق المالية السعودية TASI الذي حافظ على إيجابيته الفنية بإغلاقه فوق المتوسطات المتحركة ، كما يقترب متوسط الـ 50 يوم من تسجيل إشارة إيجابية في حال اختراقه متوسط الـ 200 يوم في تداولات الأسبوع الماضي ، بينما تقول المؤشرات الفنية الأخرى بعدم توقع تحقيق إشارة إيجابية للمتوسطات المتحركة في تداولات الأسبوع القادم .

وما يزال المتداولون ينتظرون رؤية قوة مؤشر TASI والتأكد من قدرته على تجاوز مقاومة 6455 نقطة ، حتي يصعد إلى مقاومة 6788 نقطة . إذ لا تزال صورة المتوسطات المتحركة سلبية ، وذلك بإغلاق المتوسط المتحرك للـ 50 يوم تحت متوسط الـ 200 يوم، بالرغم من إغلاق TASI فوقها .

ومع ذلك قد تشهد السوق المحلية تفاعلا مع أرباح الشركات المتداولة ، والمتوقع تجاوزها حاجز الـ 95 مليار ريال ، وبزيادة متوقعة تزيد على الـ 20 بالمائة مقارنة بارباح العام 2010 م . وقد يخالف ذلك التراجع في التوقعات الفنية .

أما نقطة وقف الخسارة فتبقى عند مستوى 6300 نقطة ، والتي قد يختبرها مؤشر السوق قبل أي مرحلة صعود.