تشابهت الأسواق العالمية - الآسيوية والأوروبية والأمريكية - في أدائها خلال تداولات الأسبوع الماضي وتوافقت في سلوكها ، حيث جنت الأسواق أرباح الأسبوع ما قبل الماضي في نسب متقاربة تتراوح بين الـ 1 في المائة والـ 2,8 في المائة، وقد نجحت تلك الأسواق بارتدادها في تجاوز مقاومة المتوسط المتحرك للـ 50 يوم وارتطمت بمقاومة متوسط المتحرك للـ 200 يوم ، ما عدا مؤشر السوق الأمريكي الذي بدت فيه إشارة جيدة بتقاطع متوسط الـ 50 يوم لمتوسط الـ 200 يوم صعودا ، والتي يمكن اعتبارها ايجابية إذا ما حافظ المؤشر عليها في تدوالات الأسبوع القادم .
أما الأسواق الأخرى فمن المتوقع أن تعود لاختبار نقطة دعم متوسط الـ 50 يوم ( مقاومتها السابقة )، وإذا ما نجحت في دعمها فسيكون للأسواق شأن ايجابي ما يزال يترقبه المتداولون .
وفي الشأن المحلي ارتفع مؤشر السوق المالية السعودية TASI في تداولات الأسبوع الماضي بنسبة 2,4 في المائة وذلك بعد أن أغلق مؤشر السوق عند مستوى 6252 نقطة ليكسب المؤشر 147 نقطة خضراء مقارنة بإغلاقه في الأسبوع ما قبل الماضي عند 6104 نقاط ، وبذلك ينجح مؤشر TASI في تعويض ما فقدته السوق من قيمتها الأسبوع في نهاية نوفمبر ، والذي سجل فيه TASI أكبر خسارة أسبوعية منذ أغسطس الماضي بلغت 2,15 في المائة .
أسهم في هذا الارتفاع جميع قطاعات السوق ماعدا قطاعين تراجعا هما قطاع التامين الذي تراجع بـ 2,4 في المائة من قيمته الأسبوعية ، وقطاع الإعلام والنشر الذي تراجع بـ 1,2 في المائة ، فيما جاء إغلاق قطاع التطوير العقاري قريبا من إغلاقه في الأسبوع ما قبل الماضي .
جاء في مقدمة القطاعات المرتفعة قطاع الاستثمار المتعدد الذي ارتفع بـ 10 في المائة ، يليه قطاع الزراعة الذي ارتفع بـ 5 في المائة ، وقطاع التشييد والبناء الذي ارتفع بـ 4,5 في المائة .
أما القطاعات القيادية جاء قطاع البتروكيميات في مقدمة القطاعات المرتفع بـ 3 في المائة ، وقطاع الاسمنت بـ في المائة ، 2.5 وقطاع المصارف 2 في المائة .
فيما يتعلق بالشركات المتداولة في السوق المالية السعودية البالغ عددها 147 شركة بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات هذا الأسبوع 102 شركة ، في حين تراجعت القيمة الأسبوعية لـ 40 شركة ، فيما بقيت 5 شركات لم تتغير قيمتها الأسبوعية فقط وهي "الإنماء" ، "سبكيم " ، "اسمنت العربية" ، "ملاذ " ، "ميدغلف ".
جاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سهم "الاحساء" بـ 27,6 في المائة ، و "جازادكو" بـ 24,6 في المائة ، و "المصافي" بـ 19,5 في المائة ، و "الغذائية" بـ 18,2 في المائة ، و "سيارات" بـ 13,7 في المائة ، و "أنعام القابضة" بـ 13 في المائة ، و "المتقدمة" و "تبوك الزراعيه" بـ 12 في المائة ، و "الصادرات" و " جاكو" بـ 11,1 في المائة ، و "عسير" بـ 10,2 في المائة ، و "الكابلات" بـ 9,5 في المائة ، و "اسمنت اليمامة" و "المتطورة" و "فيبكو" بما يقارب بـ 9 في المائة .
أما الشركات الأكثر انخفاضاً فجاءت في مقدمتها سهم "الخليجية العامة" بـ 20,7 في المائة ، و "ثمار" بـ 12,8 في المائة ، و "المتكاملة" و "أمانة للتأمين" بـ 11,4 في المائة ، و "بروج للتأمين" بـ 8,1 في المائة ، و "شاكر" و "الأهلية" و "الصقر " بما يقارب بـ 6,2 في المائة ، و "تهامه" بـ 5,4 في المائة ، و "مدينة المعرفة" بـ 4,5 في المائة ، و "اكسا- التعاونية" و "إعادة" بـ 4 في المائة ، و "التأمين العربية" و "الدرع العربي" و "سلامة" و "زين " بـ 3 في المائة .
وبالنسبة لقيمة التداولات الأسبوعية فقد بلغت تداولات الأسبوع الماضي 27,5 مليار ريال مرتفعة عن تداولات الأسبوع الذي قبله بـ 5,3 في المائة ليرتفع بذلك معدل التداولات اليومية إلى 5,5 مليار ريال مقارنة بـ 5,2 مليار ريال في الأسبوع الذي قبله .
وفي الوقت الذي ارتفع فيه معدل الصفقات اليومية في الأسبوع الماضي ليصل 136 ألف صفقه يوميه مقارنة بـ 128 ألف صفقه يوميه فيما قبله ، تراجع عدد الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي إلى 1,1 مليار ريال ليتراجع معدل الأسهم المتداولة يومياً إلى 213,5 مليون سهم يومياً ، وبنسبة تراجع بلغت 5 في المائة مقارنة بمعدل 223,9 مليون سهم يومياً في الأسبوع الذي قبله .
وفي هذا التراجع إشارة إلى هدوء في نشاط المضاربة وتوجه المتداولين نحو الأسهم الاستثمارية ، وقد لوحظ ذلك في تراجع نصيب قطاع التامين من قيمة التداولات الأسبوعية إلى معدله المعتاد ، حيث بلغ في هذا الأسبوع 18 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية ، بعد أن أسهمت المضاربة في احتواء هذا القطاع على أكثر من 35 في المائة من قيمة التداولات في شهر أكتوبر و نوفمبر الماضيين .
كما شهدت بعض القطاعات الاستثمارية ارتفاعاً في نصيبها من قيمة التداولات الأسبوعية ، كقطاع الاستثمار المتعدد الذي استحوذ على 9 في المائة من قيمة التداولات الأسبوع الماضي مقارنة بمعدله الشهري عن 4,8 في المائة ، كما ارتفع نصيب قطاع الاستثمار الصناعي إلى 6 في المائة مقارنة بـ 4 كمعدل شهري ، وقطاع التشييد والبناء إلى 7 في المائة مقارنة بمعدل شهري يبلغ 4 في المائة .
أما قطاع البتروكيميات فيما يزال نصيبه من قيمة التداولات الأسبوعية منخفضاً إذ بلغ 19 في المائة في تداولات هذا الأسبوع ، كما بلغ نصيب قطاع المصارف إلى 3 في المائة وهي نسبة قليلة مقارنة بـ 7 في المائة معدل نصيب القطاع الشهري .
فنياً السوق المالية السعودية ما تزال في وضع عدم الثقة بالنسبة للمتداولين ، إذا لا يزال مؤشر السوق TASIتحت متوسطه المتحرك (200 يوم = 6295 نقطه) ، ويغلق حالياً عند مقاومة 6255 نقطه التي نجحت في مقاومة السوق في منتصف تداولات نوفمبر الماضي ، وفقد المؤشر بعدها 2 في المائة من قيمته الأسبوعية .
أما مقاومة المتوسط المتحرك الأسي للـ 50 يوم الذي نجح TASI في تجاوزها باختراق 6165 نقطة في تداولات الأسبوع الماضي ، فقد أصبحت دعماً جديداً للمؤشر في الفترة القادمة .
ومما يؤكد مؤشر نقطة دعم 6165 نقطه ، توافقها مع مستوى متوسط مؤشر البولنجر Bollinger bands الذي يتوقع مقاومة TASIعند 6450 نقطه إذا نجح في تجاوز مقاومة المتوسط المتحرك الاأسي (للـ 200 يوم = 6296 نقطة) .
أما مؤشرا الـ MACD و الـ MACD Histogram إشارتهما جيده ، قد تعزز المسار الصاعد لمؤشر السوق TASIفي الفترة القادمة .
مؤشر القوة النسبية RSI يغلق عند مقاومة 57 درجة وإذا ما نجح في تجاوزها صعوداً فإن ذلك سيعزز من توجه TASI إلى المسار الصاعد ، وكذلك الحال في مؤشر تتدفق السيولة MFI الذي يغلق عند مقاومة 51 درجة لهذا المؤشر .
الشمعة اليابانية الأسبوعية شمعة إيجابيه لكنها غير معزز بمؤشر الحجم VOLUME الذي أعطى إشارة سلبية في تداولات الأسبوع الماضي .
وفي العموم ، فإن استمرار الأسواق العالمية والسوق المحلية في مسار ٍ صاعد في تداولات الأسبوع القادم سيكون له الأثر الايجابي على أداء الأسواق في الفترة القادمة .
أما إذا ما تراجعت فإن تأثير السلبية سيكون أكبر مما كانت عليه في تداولات الأسبوعين الماضيين .
أما السوق السعودي فايجابيته متوقفة على تجاوز مقاومة متوسطتها المتحرك للـ 200 يوم عند 6290 نقطة ، وتظل نقطة 6165 خيار وقف الخسارة للسيولة التي ترغب في ذلك .