زاد تراجع الأسواق العالمية من قلق المتداولين عالمياً ومحلياً ، ففي تداولات هذا الأسبوع تراجعت الأسواق الأسيوية والأوربية والأمريكية بنسب تتراوح بين 3 - 5 في المائة ، و هذه التراجعات في الأسواق العالمية توحي للمتداولين بأن ما تم من محاولات للقادة السياسيين للإنقاذ الاقتصادي أنما هي مسكنات قصيرة المفعول في ظل اتفاق القادة على سياسة نقدية غير مدعومة بسياسة مالية فاعلة .
وفي الشأن المحلي تراجع مؤشر السوق المالية السعودية TASI بنسبة 2,15 في المائة ، بعد إغلاق المؤشر في نهاية تداولات هذا الأسبوع عند مستوى 6086 نقطة بعد فشل 6175 نقطة (متوسط الـ 50 يوم) في دعم المؤشر ، ليخسر المؤشر 133 نقطة ، وهي أكبر تراجع للمؤشر في قيمته الأسبوعية منذ أغسطس الماضي .
وقد تراجعت مع المؤشر TASI جميع قطاعات السوق ما عدا ثلاث قطاعات ، أغلقت على ارتفاع في قيمتها الأسبوعية .
وجاء في مقدمة القطاعات المرتفعة قطاع الإعلام والنشر الذي ارتفع بنسبة 9 في المائة ، يليه قطاع التطوير العقاري الذي ارتفع بنسبة 2,2 في المائة ، ثم قطاع الزراعة الذي ارتفع بما يزيد على النصف في المائة .
أما القطاعات المتراجعة فجاء في مقدمتها قطاع التأمين الذي انخفضت قيمته الأسبوعية بنسبة 6,9 في المائة ، يليه قطاع البتروكيميات بنسبة تراجع 4,5 في المائة ، ثم قطاعا المصارف والفنادق بنسبة 2 في المائة ، وقطاع الاستثمار الصناعي بنسبة 1,9 في المائة .
كما تراجعت قيمة التداولات الأسبوعية ، والتي بلغت 24,4 مليار ريال ، وبنسبة تراجع بلغت 2,5 في المائة مقارنة بقيمة تداولات الأسبوع الماضي البالغة 25 مليار ريال .
أما معدل التداول اليومي فقد واصل تراجعه للأسبوع الثالث على التواصل بعد أن وصل إلى 5,7 مليار ريال في تداولات الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي ، ليصل في تداولات هذا الأسبوع إلى 4,9 مليار ريال يومياً .
أما الصفقات المتداولة فقد خالفت التراجع في قيمة التداولات الأسبوعية ، حيث ارتفع معدل الصفقات اليومية إلى 124,2 ألف صفقة يومية مقارنة بـ 121,2 ألف صفقة يومياً في تداولات الأسبوع الماضي ، حيث حققت الصفقات المتداولة بنسبة ارتفاع 2,4 في المائة مقارنة بالأسبوع الماضي .
والحال نفسها في الأسهم المتداولة التي تجاوزت المليار سهم وبنسبة ارتفاع بلغت 10,5 في المائة ليرتفع معدل الأسهم المتداولة يومياً من 195,9 مليون سهم يومياً إلى 216,6 مليون سهم يومياً .
وفيما يتعلق بتوزيع السيولة على القطاعات ، فقد لوحظ التراجع الواضح في قطاعي المصارف والبتروكيميات ، فقطاع المصارف تراجع نصيبه إلى 3 في المائة ، وقطاع البتروكيميات تراجع إلى 16 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية .
فيما ارتفع نصيب قطاع الاسمنت إلى 5 في المائة ، ونصيب قطاع الزراعة إلى 12,5 في المائة ، فيما تراجع نصيب قطاع التأمين إلى 28 في المائة .
وفي ارتفاع ملحوظ زاد نصيب قطاع التطوير العقاري إلى 7,5 في المائة ، والتشييد والبناء إلى 6 في المائة من قيمة التداولات الأسبوعية
وعلى مستوى الشركات بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات هذا الأسبوع 44 شركة ، فيما بلغ عدد الشركات المنخفضة 98 شركة ، في حين بلغ عدد الشركات التي لم تتغير قيمتها الأسبوعية 5 شركات فقط هي " الغذائية" ، " سدافكو" ، " الأسمنت السعودي" ، " المملكة" ، " اتحاد اتصالات" .
جاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سهم " تهامه" بـ 19,8 في المائة ، و " الخليجية " بـ 18,4 في المائة ، و " حلواني " بـ 15 في المائة ، و " مدينة المعرفة" بـ 11,7 في المائة ، و " الشرقية للتنمية" بـ 11,1 في المائة ، و " المصافي" بـ 10 في المائة ، و " التعمير" بـ 9,2 في المائة ، و " معدنية" بـ 8,1 في المائة ، و " صدق" و " المتكاملة" و " أسمنت حائل" بما يقارب بـ 7 في المائة ، و " طباعة وتغليف" بـ 4,6 في المائة ، و " الكابلات" بـ 4,2 في المائة .
أما الشركات الأكثر انخفاضاً فجاءت في مقدمتها سهم "بروج " بـ 40,3 في المائة ، و " الوطنية" بـ 12,2 في المائة ، و " سوليدرتي " و " الأهلية" بـ 11,7 في المائة ، و " السعودية الهندية" و " اتحاد الخليج" بـ 11 في المائة ، و " أسيج" بـ 10,7 في المائة ، و " العالمية" و " ولاء للتأمين" بـ 10,2 في المائة ، و " المتحدة للتأمين" بـ 9,6 في المائة ، و " سلامة" و " الدرع العربي" بما يقارب بـ 9,3 في المائة .
فنياً تحولت مؤشرات السوق الفنية إلى السلبية بعد فشل دعم متوسط الـ 50 يوم = 6175 في دعم مؤشر السوق TASI ليبقى المؤشر تحت متوسطاته المتحركة 50 يوم = 6165 نقطة و 200 يوم = 6300 نقطة ، ويتجه نحو نقطة دعم 9 أغسطس و 15 مارس المعادلة لمستوى 6000 نقطة ، التي دعمت السوق تاريخياً في منتصف أغسطس ومارس الماضيين .
مؤشر البولنجر Bollinger bands في سلبية فنية أيضاً ، بعد أن فشل متوسطه في دعم TASI عند مستوى 6180 نقطة .
مؤشرا الـ MACD و الـ MACD Histogram في سلبية فنية كذلك ، مما يعزز القراءة السلبية للمؤشرات السابقة .
مؤشر القوة النسبية RSI و مؤشر تتدفق السيولة MFI في توافق سلبي مع المؤشرات الفنية السابقة .
ومن االمتوقع في الأسبوع القادم أن يرى المتداولون مؤشر السوق TASI في اتجاه سلبي ، بضغط متواز ٍ من التراجع العالمي في الأسواق المالية ، ومن تنازل أسعار النفط على سقف المائة دولار بسهولة ، كما أن فشل دعم 6175 نقطة في دعم المؤشر في تداولات هذا الأسبوع سيكون له تأثير سلبي على التدوالات القادمة.
لذا يأمل المتدالون من نقطة دعم الـ 6000 نقطة في دعم المؤشر في تداولات الأسبوع القادم ، كما أن لإعلان ميزانية الدولة تأثير ايجابي متوقع على السوق المالية السعودية
وفي العموم فإن أية ارتدادات قادمة لن يثق بها المتداولون ما لم يخترق المؤشر نقاط مقاومته مصحوبا بسيولة تحرك القطاعات الاستثمارية ، حيث ما تزال لقطاعات المضاربة نصيب الأسد من قيمة التداولات.