أظهرت الأزمة العالمية تأثيرها الواضح والسلبي على الأسواق المالية عالمياً ، بل وعلى السوق المالية السعودية محلياً والتي تعطلت في التفاعل مع المحفزات المالية للربع الثالث والذي قدمت فيه 114 شركة متداولة أرباحاً بلغت 73,7 مليار ريال وبزيادة تجاوزت الـ 20 في المائة مقارنة بأرباح التسعة الأشهر المماثلة من عام 2010م .
وقد كان تأثير السوق الأمريكي هو الأقوى ، بعد أن افتتحت الأسواق الأسيوية والأوربية تداولات هذا الأسبوع بارتدادات خضراء ، إلا أن سلبية السوق الأمريكي في اليوم الأول عادت بتلك الأسواق إلى التراجع ، خفت حدته في تداولات يوم أمس الجمعة في الأسواق الأسيوية والأوربية.
وفي تداولات هذا الأسبوع عكست السوق المالية السعودية التوقعات في التفاعل مع محفزات الربع الثالث وأغلق مؤشر السوق TASI عند 6106 نقاط وبفارق نقطة واحدة عن إغلاق الأسبوع الماضي الذي أغلق فيه المؤشر عند 6105 نقاط .
وقد تباينت القيمة الأسبوعية لقطاعات السوق بين الارتفاع والتراجع ، حيث ارتفعت قيمة 6 قطاعات بينما كان التراجع في التسع قطاعات الأخرى من قطاعات السوق .
جاء في مقدمة القطاعات الرابحة قطاع التأمين الذي ارتفع بـ 5,5 في المائة في قيمته الأسبوعية ، يليه قطاع التجزئة بـ 4,2 في المائة ، فيما كان التراجع واضحاً في قطاع النقل الذي تراجع بـ 5,4 في المائة ، وقطاع التشييد والبناء الذي فقد بـ 1,7 في المائة ، ودونه قطاع التطوير العقاري بـ 1,5 في المائة .
وعلى مستوى الشركات ارتفعت في تداولات هذا الأسبوع 57 شركة ، وتراجعت قيمة 85 شركة ، فيما بقيت 4 شركات لم تتغير هي "البلاد" ، " العثيم" ، "المواساة" ، "الحكير" .
وقد جاءت شركات التأمين على قائمة الشركات العشر الأكثر ارتفاعاً بالإضافة إلى سهم "جرير" ، جاء في مقدمتها سهم "بروج" الذي ارتفعت قيمته الأسبوعية بـ 54 في المائة ، و "اكسا" الذي ارتفع بـ 31 في المائة ، و "العالمية" بـ 30 في المائة ، و "سوليدرتي" بـ 23 في المائة ، و "أمانة" بـ 22,5 في المائة 0
أما الشركات الأكثر انخفاضاً فجاء سهم " الأسماك "ي مقدمتها بـ 19 في المائة ، و "التعاونية " بـ 8,2 في المائة ، و "البحري " بـ 8 في المائة وعند خسارة الـ 7 في المائة جاءت أسهم "بترورابغ " و "التعمير" و "الباحة" ، وقريباً من الـ 5,5 في المائة جاءت خسارة "المتطورة" و "الأبحاث" و "المعجل" و "الاتحاد التجاري" ، فيما كانت خسارة "القصيم الزراعية" قريباً من 6,5 في المائة من قيمتها الأسبوعية .
أما سيولة السوق الأسبوعية فقد بلغت 24,4 مليار ريال مرتفعة عن سيولة الأسبوع الماضي بـ 1 في المائة فقط ، ليرتفع معدل التداول اليومي إلى 4,87 مليار ريال .
وقد بدا تحرك السيولة نحو الاستثمار يتضح من خلال تداولات الأسبوعي الماضي ، حيث لوحظ الارتفاع في عدد الصفقات مقابل الانخفاض في عدد الأسهم المتداولة .
ففي الوقت الذي ارتفع فيه عدد الصفقات إلى 664,5 ألف صفقة ، وبمعدل يومي وصل إلى 132,9 ألف صفقة انخفض عدد الأسهم المتداولة بنسبة 8,5 في المائة لتبلغ في تداولات هذا الأسبوع 925,4 مليون سهم وبمعدل يومي يصل إلى 185 مليون سهم يومياً .
أما نصيب قطاعات السوق من سيولة هذا الأسبوع البالغة 24,4 مليار ريال ، فقد لوحظ تسيد قطاعات المضاربة على سيولة السوق حيث بلغ نصيب قطاع التأمين 37 في المائة منها ، وقطاع الزراعة 8 في المائة ، أما القطاعات القيادية فقد استمرت في تراجعها حيث ما يزال نصيب قطاع البتروكيميات عند 25,7 في المائة من السيولة الأسبوعية ، وقطاع المصارف عن 3,9 في المائة ، وقطاع الاتصالات عند 2,5 في المائة .كما لوحظ عودة السيولة إلى قطاع الأسمنت الذي بلغ نصيبه من قيمة تداولات هذا الأسبوع 4,3 في المائة ,
وعلى مستوى معطيات التحليل الفني ، فما يزال مؤشر السوق TASI في الوضع السلبي فنياً إذ لا يزال المؤشر تحت متوسطاته المتحركة (50 يوم = 6150 نقطة ، 200 يوم = 6335 نقطة) ويزيد من السلبية بقاء المتوسطات في ترتيب غير الإيجابي (متوسط 50 يوم تحت متوسط 200يوم) .
أما مؤشر البولنجر Bollinger bands فيقدم لمؤشر السوق دعماً عند متوسطه 6100 نقطة ، وقد تكرر هذه النقطة فشلها في دعم مؤشر السوق TASI كما حدث في الأسبوع ما قبل الماضي .
مؤشرا الـ MACD و الـ MACD Histogram يشيران إلى ضهف نقطة دعم متوسط البولنجر Bollinger bands (6100نقطة) ويقدمان قراءة وتوقعات سلبية للفترة القادمة .
مؤشر القوة النسبية (RSI) عند نقطة دعم 48 نقطة ، ومن المتوقع اختراقها هبوطاً في التداولات القادمة .
أما مؤشر تتدفق السيولة (MFI) فتعكس قراءته تردد السيولة في الدخول إلى السوق ، وإذا ما فشلت 44 درجة في دعمه فإن السلبية سوف تتأكد في تداولات الأسبوع القادم .
الشموع اليابانية على الشارت الأسبوعي ، تعطي شمعة متشائمة ، بعد فشل مؤشر السوق في تجاوز مقاومة 6150 نقطة .
أما التوقعات لمؤشر السوق للأسبوع القادم فلا تزال سلبية حيث ما يزال عزم مؤشر السوق ضعيفاً ، ويصعب عليه تجاوز مقاومة 6150 نقطة (متوسط الـ 50 يوم) على الرغم من تحسن المؤشرات المالية لأكثر من 78 شركة حققت تطوراً في أرباحها ، أسهمت في تحسن أرباح السوق السعودية بنسبة 20 في المائة ، وذلك من خلال تحقيق شركات السوق لأكثر من 73,7 مليار ريال خلال التسعة الأشهر الأولى من عام 2011م مقارنة بـ 59 مليار ريال في الفترة المماثلة من العام 2010م .
ومن المتوقع أن يستمر تأثير الأزمة العالمية والديون الأوربية على الأسواق العالمية وعلى السوق المالية السعودية ، وبالتالي فإن التفاعل مع المحفزات المالية سيظل محدودا في الفترة القادمة. وتبقى نقطة دعم 5950 هي خيار وقف الخسارة للسيولة الاستثمارية التي تجيد التعامل مع المعطيات الفنية .
أما تجاوز مؤشر السوق TASI لمقاومة 6150 نقطة فمرهون بتحرك السيولة نحو الشركات الاستثمارية ، أما السيولة بوضعها الحالي واحتواء قطاعات المضاربة على أكثر من 50 في المائة منها ، فإن ذلك يعد مؤشراً سلبيا لا يمكن يخدم TASI للعودة إلى الاتجاه الصاعد في الفترة المقبلة.