تنتظر الاسواق العالمية بيانات البطالة الأمريكية التي سيتم إعلانها يوم الجمعة القادم 7 أغسطس وستسبقها في العادة بيانات أخرى اقل أهمية تتعلق بأسواق العمل يومي الأربعاء (بيانات البطالة للقطاع الخاص الشهرية) والخميس (طلبات الإعانة الأسبوعية لمن فقدوا وظائفهم).
تأتي اهمية تقرير شهر يوليو من كون تقرير شهر يونيو جاء مخيبا للآمال، فبعد انخفاض عدد المسرحين من وظائفهم لعدة أشهر والذي انعش آمال المستثمرين، شهد شهر يونيو زيادة مفاجئة في عدد الذين فقدوا وظائفهم بنسبة فاقت توقعات المحللين (467 ألف وظيفة) وبالرغم من ذلك لم تتفاعل الاسواق سلبا سوى لبضعة أيام مع إحساس المتعاملين أن بيانات شهر واحد ليست كافية للحكم على المزيد من التدهور في سوق العمل.
توقعات الاقتصاديين تشير إلى أن سوق العمل الامريكي فقد 275 ألف وظيفة في شهر يوليو الماضي وهو رقم معتدل اذا ما قورن بالارقام التي تم تسجيلها نهاية عام 2008 وبداية عام 2009 (أكثر من 500 ألف شهريا في المعدل) ويشير بالفعل أن الشركات بدأت تخفف من عمليات التسريح .. لكن علينا الإنتظار حتى نرى الأرقام الرسمية.
أيضا يتوقع المحللون أن تكون نسبة البطالة ارتفعت في شهر يوليو إلى 9.7 % من 9.5 % في شهر يونيو (الأعلى خلال 26 سنة)، وهذا أمر طبيعي حيث أنه يتوقع أن تستمر الشركات في تخفيض تكاليفها وذلك بتقليل عدد الموظفين لها مالم يبدأ الاقتصاد في انتعاش حقيقي ودائم.
الاقتصاديون والمحللون ينتظرون الوقت الذي تبدأ فيه الشركات بالتوظيف من جديد بعد مايقارب السنتين من فقد الوظائف وتسريح الموظفين ولا يتوقع أي من الاقتصاديين والمحللين أن يحدث ذلك خلال العام الحالي حيث أن عودة هذه الشركات للتوظيف قبل نهاية الحالي ستعد مفاجأة من العيار الثقيل..
وبشكل عام ومن خلال حركة الأسواق خلال الاسبوعين الماضيين فإن اي أرقام ايجابية قد تم استيعابها من قبل المتعاملين أي أن يبلغ عدد المسرحين مابين 220 و 300 ألف وظيفة في حين أن اي رقم يفوق الـ 300 ألف ربما لن يستقبل بشكل ايجابي من قبلهم، وفي المقابل فإن أي رقم يقل عن 200 ألف ربما يحدث أثرا هاما في الاسواق وخصوصا من ناحية التوقعات المستقبلية لأسعار الفائدة...