التنمية في المملكة العربية السعودية هي جزء كبير من نجاح عظيم حققته مملكتنا الغالية منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي وحد تراب هذا الوطن المعطاء وأسس لبناء دولة قوية ترتكز على توفيق الله ورعايته لعمل وجهد قادتها وأبنائها حيث كان البناء للوطن والإنسان متلازمين..
وقد استطاعت المملكة أن تنقل ثرواتها الباطنية التي أكرمها الله بها إلى سطح الأرض وتحولت إلى قطب اقتصادي عالمي تؤدي دورها الإيجابي باستقرار الاقتصاد العالمي من خلال ثروتها النفطية التي سخرتها لبناء الوطن والمواطن ولدعم النمو بالاقتصاد العالمي فقد تطور الناتج المحلي بالمملكة خلال 40 سنة مضت من 30 مليار ريال إلى أكثر من 1680ملياراً بالعام الماضي 2010 بمعدل نمو فاق الخمسين ضعفاً. فبعد سنوات العوز والفقر التي كانت ببداية عهد المملكة انتقلت إلى دولة عصرية متقدمة بمجالات عديدة فهي من أكبر مصدري النفط بالعالم اليوم وأسست مدناً صناعية تحتوي على أكبر مصانع إنتاج البتروكمياويات عالمياً وتنتج أكثر من 10 بالمائة من المواد البتروكيماوية دولياً بخلاف العديد من الصناعات الأساسية المرتبطة بمواد البناء وغيرها ولم يأت هذا الجهد من فراغ فقد تم ضخ آلاف المليارات بالبنى التحتية والاستثمارات الصناعية والتعليمية للوصول إلى النتائج الحالية لتصبح المملكة من بين أكبر عشرين اقتصاداً عالمياً. وقد ركزت المملكة بكل خطط التنمية التي بدأت قبل أربعة عقودعلى بناء الإنسان فأصبح المجتمع السعودي من بين أكبر المجتمعات إنفاقاً على التعليم حيث يخصص سنوياً ربع الميزانية العامة للدولة للإنفاق على التعليم بكافة مراحله وانتشرت الجامعات بكافة مناطق المملكة وكذلك الكليات المتخصصة والمعاهد التدريبية بخلاف برامج الابتعاث للخارج التي وصل عدد المستفيدين منها أكثر من 120 ألف طالب خلال السنوات الخمس الماضية. بينما تطورت الخدمات الصحية لتنتشر بشكل واسع في كافة أرجاء الوطن وارتفع معها معدل عمر المواطن السعودي إلى 74 عاماً كواحد من أعلى المعدلات عالمياً نظير التقدم الهائل بمجال الخدمة الصحية وتجرى بالمملكة اليوم أعقد العمليات الجراحية بعد أن كان ذلك حلماً قبل سنوات قليلة فلقد وضعت المملكة المواطن السعودي في قمة أولوياتها تعليماً وصحة وخدمة. ودائماً ما تسعى حكومة المملكة إلى الارتقاء بالفرد في كافة مناحي الحياة من خلال التركيز على تحسين مستواه المعيشي فمنذ انطلاق أول خطة تنموية قبل أربعة عقود كان دخل المواطن لا يتعدى 5000 ريال سنوياً قياساً بالناتج الوطني ليصل اليوم إلى ما يقارب 81000 ريال رغم أن عدد السكان تضاعف أربع مرات خلالها ومع كل الظروف الصعبة التي عايشتها المملكة من خلال الأوضاع الجيوسياسية التي مرت على منطقتنا اعربية والأزمات الاقتصادية العالمية السابقة والحالية ومع ذلك لم يشعر المواطن بكل آثار هذه الأزمات بفضل حكمة قيادتنا الرشيدة فبرغم تقلبات أسعار النفط الحادة خلال العقود الأربعة الماضية إلا أن المملكة استطاعت أن ترفع من احتياطياتها إلى قرابة ألفي مليار ريال وأن تخفض الدين العام إلى 10بالمائة من ناتجها الوطني وأن تتحول الأزمة المالية العالمية إلى انعكاس إيجابي على اقتصاد المملكة بفضل الإنفاق الحكومي الاستثماري الكبير بالوقت الذي تصارع فيه دول كبرى إلى إنقاذ اقتصادها نجد أن اقتصاد المملكة ينتقل لتحقيق معدلات نمو عالية قد تتجاوز هذا العام 6 بالمائة.
رحم الله الملك عبدالعزيز فقد أهدى للأمة العربية والإسلامية وطناً نفتخر به وسار على نهجه أبناؤه البررة فاحتفل أبناء المملكة باليوم الوطني الواحد والثمانين يحمل معه ملحمة كبيرة من النجاح والعطاء ونموذجاً فريداً في التنمية البشرية فمن حياة القحط إلى عصر متقدم يرتكز على مقومات الحياة العصرية باتت فيه المملكة من أسرع الدول عالمياً باستخدام التقنية وانتشارها على كافة المستويات.
قال امير المومنين الفاروق عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه ((نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )).