استمرت السوق المالية السعودية في مسارها الهابط تحت تأثير الأوضاع المالية العالمية، لتختم تداولات شهر تموز (يوليو) 2011 بسلبية، بعد أن كانت صورته إيجابية كما هي في تداولات 2009م، 2010. وكانت السوق السعودية قد بدأت تداولات تموز (يوليو) على ارتفاع بعد إغلاقها في شهر حزيران (يونيو) عند 6576 نقطة، إلا أن مفاجأة الدين الإيطالية وأزمة الدين الأمريكية جعلت مؤشر السوق يسلك المسار السلبي ليغلق مؤشر السوق TASI في نهاية تداولات تموز (يوليو) عند مستوى 6392 نقطة، ويفقد 2,8 في المائة من قيمته.
وعلى المستوى الأسبوعي فقدت السوق المالية السعودية في تداولات هذا الأسبوع 21 نقطة بإغلاق مؤشرها TASI عند 6424 نقطة مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الماضي عند 6445 نقطة. وقد أغلقت خمسة قطاعات من قطاعات السوق في تداولات هذا الأسبوع على ارتفاع، هي الأسمنت والتجزئة والطاقة والإعلام والفنادق، فيما أغلقت بقية القطاعات على انخفاض، وجاء في مقدمة القطاعات المنخفضة قطاع التأمين الذي فقد 2,3 في المائة من قيمته الأسبوعية، وقطاع البتروكيميات الذي فقد 1,1 في المائة، وقطاع التطوير العقاري الذي فقد 1 في المائة.
وعلى مستوى الشركات المتداولة، ارتفعت في تداولات هذا الأسبوع 39 شركة، وانخفضت 88 شركة، في حين لم تتغير القيمة الأسبوعية لـ 18 شركة، وجاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سهم "وقاية للتكافل" الذي ارتفع بـ 13 في المائة، و"المتكاملة" بـ 7,5 في المائة، و"الحكير" بـ 7 في المائة، و"اللجين" بـ 6,6 في المائة، و"أسمنت الجوف" بـ 6 في المائة، و"السيارات" بـ 4,3 في المائة، و"المجموعة السعودية" و"شاكر" بـ 3,8 في المائة.
أما الشركات الأكثر انخفاضاً فجاء في مقدمتها سهم "اكسا- التعاونية" التي فقدت 14 في المائة من قيمتها الأسبوعية، و"ايس" بـ 6,2 في المائة، و"بروج للتأمين" بـ 5,8 في المائة، و"الأحساء" و"الوطنية" و"تكافل الراجحي" بـ 5 في المائة، و"العالمية" و"فيبكو" و"ولاء للتأمين" التي فقدت ما يقارب 4 في المائة.
أما الشركات التي لم تتغير قيمتها الأسبوعية للأسهم "الإنماء"، "سافكو"، "الدوائية"، "جبسكو"، "المتطورة"، "اميانتيت"، "المراعي"، "المتقدمة"، "الأسمنت السعودي"، "البحري"، "الجماعي"، "مبرد"، "حلواني إخوان"، "زين السعودية"، "ميدغلف للتأمين"، "الدرع العربي"، "سايكو"، "سوليدرتي تكافل".
وعلى مستوى السيولة بلغت سيولة هذا الأسبوع 12,56 مليار ريال وهو أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر، وقد توزعت على قطاعات السوق عند مستوياتها السابقة، 7,6 في المائة كان نصيب قطاع المصارف منها، و40 في المائة نصيب قطاع البتروكيميات، و19,75 في المائة نصيب قطاع التأمين، و7,3 في المائة نصيب قطاع الاتصالات، كما بقيت القطاعات الأخرى على معدلها السابق من السيولة الأسبوعية.
وقد أدى انخفاض سيولة السوق الأسبوعية والتي بلغت هذا الأسبوع 12,56 مليار ريال وبنسبة 17,8 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي إلى انخفاض معدل التداول اليومي في هذا الأسبوع إلى 2,5 مليار ريال يومياً مقارنة بـ 3,1 مليار ريال يومياً في تداولات الأسبوع الماضي، كما انخفض عدد الأسهم المتداولة إلى 512,9 مليون سهم وبمعدل تداول 102,6 في المائة مليون سهم يومياً، وبانخفاض بلغت نسبته 13,5 في المائة. أما الصفقات فقد انخفض معدلها اليومي في تداولات هذا الأسبوع إلى 61 ألف صفقة بعد أن كانت 74,5 ألف صفقة يومية في الأسبوع الماضي.
وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق المالية السعودية TASI الذي لا يزال في مساره الهابط، بعد فشله في تجاوز مقاومة 6750 نقطة في تداولات أيار (مايو) الماضي، واختراقه متوسط المتحرك الأسي للـ 200 يوم هبوطاً في منتصف شهر تموز (يوليو) الجاري، يمكن القول إن مؤشر السوق TASI لا يزال في سلبية فنية تعكس الاتجاهات السلبية للمتداولين ومستوى الثقة بالسوق والتي تتضح من خلال التداولات اليومية التي بلغت أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر، يؤكد هذه السلبية الفنية إغلاق المؤشر تحت متوسط البولنجر Bollinger bands والذي يساوي 6475 نقطة، كما تشير قراءة مؤشر الـ MACD إلى السلبية حيث لا يزال الـ MACD في اتجاهه الهابط وتحت متوسطه المتحرك.
ومؤشر القوة النسبية RSI ومؤشر تتدفق السيولة MFI لا يزالان في اتجاه هابط، لكنهما يقتربان من نقاط شراء جيدة حيث أغلق مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 44 درجة، ويقترب من نقطة الأمان 30 درجة، أما مؤشر تتدفق السيولة MFI فقد أغلق عند 45 درجة، ونقطة الأمان في هذا المؤشر هي 20 درجة. إذاً المؤشرات الفنية وكذلك الشموع اليابانية (على المستوى الأسبوعي) في سلبية فنية، يتوقع معها استمرار مؤشر السوق TASI في مساره الهابط حتى نقطة دعم 6290 نقطة.
ملخص القول:
أكدت الأوضاع المالية العالمية قوة تأثيرها على نفسيات المتداولين في السوق المالية السعودية، وذلك بإلغاء التأثير الإيجابي لأرباح الشركات في النصف الأول من هذا العام، والذي قدمت فيه الشركات المتداولة تحسناً في الأرباح يصل إلى 25 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2010م، يتضح ذلك انخفاض قيمة التداولات الأسبوعية إلى أدنى مستوى لها منذ ثمانية أشهر.
ومن المتوقع أن يستمر مؤشر السوق TASI في اتجاهه الهابط حتى نقطة دعم 6290 نقطة وهي قاع قد تكون جيدة للدخول إذا ما عادت السيولة إلى مستويات تعيد الثقة بالسوق المالية السعودية، أما ارتداد المؤشر فلا يمكن أن يحكم عليه بالإيجابية حتى تتجاوز السوق مقاومة 6445 نقطة ومتوسط 200 يوم عند 6500 نقطة، ويحتاج ذلك إلى سيولة جيدة، وقد تبدو الصعوبة في ذلك في ظل اتجاه أسعار النفط نحو مستويات 90 دولارا.
يا اخ ابراهيم وين سوقك عن اقتفاء اثر الاسهم العالمية عندما ارتفع الداو من 7 الاف الى قريب 13 الف نقطة..............................!