واصلت السوق المالية السعودية تراجعها للأسبوع الثالث على التوالي متأثرة بالأوضاع المالية العالمية، ومتجاهلة محفزات الربع الثاني الذي قدمت فيه الشركات المتداولة في السوق السعودية أرباحا فاقت 47 مليارا خلال النصف الأول من عام 2011 وبزيادة بلغت نسبتها 25,5 في المائة مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2010، حيث نجحت 109 شركات في تقديم أرباح مقابل 36 شركة حققت خسائر في هذا النصف. يذكر أن 75 في المائة من الشركات الرابحة قد حققت تطورا في أرباحها.
وكان مؤشر السوق المالية السعودية TASI قد أغلق في الأسبوع الأول من تموز (يوليو) الجاري مرتفعا إلى مستوى 6612 نقطة، ثم تراجع في الأسبوع الثاني منه إلى 6508 نقاط، ثم في الأسبوع الثالث إلى 6489 نقطة، وفي هذا الأسبوع استمرت السوق في التراجع إلى 6445 نقطة ليفقد المؤشر السوق TASI ما يقارب من النصف في المائة من قيمته الأسبوعية أي ما يعادل 44 نقطة مقارنة بإغلاقه في الأسبوع الماضي عند 6489 نقطة. وعلى مستوى السيولة، فقد تحسنت السيولة في تداولات هذا الأسبوع التي ارتفعت إلى 15,28 مليار ريال وبنسبة 10 في المائة مقارنة بقيمة تداولات السوق في الأسبوع الماضي، والتي بلغت قيمة السيولة أدنى مستوى لها هذا العام عند 13,88 مليار ريال، كما ارتفع عدد الصفقات المنفذة هذا الأسبوع إلى 74,5 ألف صفقة مقارنة بـ67,5 ألف صفقة منفذة في الأسبوع الماضي. أما الأسهم المتداولة هذا الأسبوع فقد ارتفع عددها إلى 592,5 مليون سهم وبنسبة ارتفاع بلغت 12 في المائة مقارنة بعدد الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي، كما ارتفع المعدل اليومي للأسهم المتداولة إلى 118,5 مليون سهم يوميا مقارنة بالمعدل اليومي للأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي والبالغ 105,6 مليون سهم يوميا.
وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع البالغة 15,28 مليار ريال على جميع قطاعات السوق انخفض نصيب قطاع المصارف منها إلى 5,8 في المائة، كما انخفض نصيب قطاع البتروكيماويات إلى 36 في المائة، وقطاع الأسمنت إلى 1,7 في المائة، في الوقت الذي ارتفع نصيب قطاع التجزئة إلى 4 في المائة، وقطاع الزراعة إلى 11,5 في المائة، والاستثمار المتعدد إلى 3,7 في المائة، فيما حافظ قطاع التأمين على نصيبه من سيولة هذا الأسبوع عند 18 في المائة. أما القطاعات المنخفضة والمرتفعة في تداولات هذا الأسبوع، فقد أغلقت ثلاثة قطاعات على ارتفاع، هي قطاع الاستثمار المتعدد بنسبة 1,2 في المائة، وقطاع الاتصالات بنسبة 0,8 في المائة، وقطاع التجزئة بنسبة 0,2 في المائة.
أما بقية القطاعات فقد أغلقت على انخفاض، جاء في مقدمتها قطاع النقل الذي أغلق بانخفاض 1,5 في المائة، وقطاع البتروكيماويات وقطاع الطاقة وقطاع العقاري وقطاع الأسمنت التي أغلقت على انخفاض في حدود 1 في المائة، فيما أغلق قطاع المصارف على انخفاض 0,7 في المائة. وعلى مستوى الشركات المتداولة البالغ عددها 145 شركة حققت 51 شركة ارتفاعا في قيمتها الأسبوعية، فيما تراجعت قيمة 87 شركة وبقيت سبع شركات على قيمتها الأسبوعية لم تتغير.
وجاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعا سهم ''ثمار'' بـ16,7 في المائة، و''اكسا- التعاونية'' بـ14,4 في المائة، و''تبوك الزراعية'' بـ8,6 في المائة، و''الأحساء'' بـ7,3 في المائة و''الخضري'' بـ5,5 في المائة، و''شمس'' بـ4,8 في المائة، و''الجوف الزراعية'' بـ4,1 في المائة، أما الشركات الأكثر انخفاضا فجاء في مقدمتها سهم ''أسمنت الجنوب'' الذي فقد 6,25 في المائة، و''بوبا العربية'' بـ6,1 في المائة، و''سوليدرتي تكافل'' بـ5,3 في المائة، و''البتروكيماويات'' بـ4,6 في المائة و''ميدغلف للتأمين'' بـ4,2 في المائة، و''أسمنت العربية'' بـ3,8 في المائة، و''البابطين'' بـ3,7 في المائة. فيما لم تتغير القيمة الأسبوعية للأسهم ''مجموعة السريع''، ''الدوائية''، ''عسير''، ''الاتصالات''، ''المتكاملة''، ''المتحدة للتأمين''، ''بروج للتأمين''.
وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق TASI الذي لا يزال محافظا على إغلاقه فوق نقطة دعم 6445 نقطة، وهذه إشارة فنية يمكن اعتبارها جيدة؛ إذ إن السلبية لا تزال قائمة في ظل إغلاق المؤشر TASI تحت متوسطاته المتحركة الأسية 200 يوم = 6500 نقطة، 50 يوما = 6585 نقطة، يضاف إلى ذلك سلبية فنية في إغلاق المؤشر تحت متوسط البولنجر Bollinger bands = 6535 نقطة. والمؤشرات الفنية الأخرى الـMACD ومؤشر القوة النسبية (RSI) ومؤشر تتدفق السيولة (MFI) لا تزال في سلبيتها، وفي ضوء ذلك تظل نقطة دعم 6445 نقطة هي الفيصل في إيجابية السوق أو عدمها، وإذ ما فشلت في دعم المؤشر فإن أنظار المتداولين ستتجه إلى نقطة دعم 6290 نقطة.
ملخص القول:
لا تزال الأوضاع المالية العالمية دافعة المؤشرات والأسواق العالمية نحو السلبية، وقد لاحظ المتابعون للأسواق العالمية ذلك واضحا في تداولات أمس (الخميس) وما قبله (الأربعاء)، التي أغلقت فيها الأسواق الأمريكية والأوربية والآسيوية على انخفاض عنيف؛ لذا من المتوقع أن يظل القلق والحيرة في عيون المتداولين والمستثمرين في السوق المالية السعودية، وبخاصة في مطلع تداولات الأسبوع المقبل، التي تصادف إغلاق الأسواق العالمية في يومي السبت والأحد، حتى وإن حصل ارتداد لمؤشر السوق TASI فلن يكون كافيا لإعادة ثقة المتداولين في السوق في ظل انخفاض معدلات السيولة وبقاء المؤشر تحت مقاومة متوسط الـ200 يوم = 6500 نقطة.