السوق تتراجع للأسبوع الثاني على التوالي متأثرة بالسلبية العالمية وقلق المتداولين

23/07/2011 4
د.إبراهيم الدوسري

واصلت السوق المالية السعودية تراجعها للأسبوع الثاني على التوالي - بعد بداية إيجابية لها في مطلع تداولات شهر تموز (يوليو) الجاري - تحت تأثير أزمة اليورو (الديون الإيطالية) التي أثارت قلق المتداولين في الأسواق العالمية، وانعكس أثرها في متداولي السوق المالية السعودية، الذي أغلق مؤشرها TASI تحت متوسطه المتحرك للـ 200 يوم = (6500) نقطة في نهاية تداولات هذا الأسبوع. وأغلق مؤشر السوق السعودية TASI عند مستوى 6489 نقطة فاقداً 19 نقطة، مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الماضي عند 6508 نقاط، متجاهلاً محفزات الربع الثاني، الذي قدمت فيه الشركات المتداولة تحسناً في أرباحها بلغت نسبته 25 في المائة، مقارنة بالفترة المماثلة من عام 2010. وقد أسهم في انخفاض مؤشر السوق في تداولات هذا الأسبوع ثمانية قطاعات أغلقت على انخفاض، فيما أغلقت ثلاثة قطاعات قريباً من إغلاقها في الأسبوع الماضي هي قطاع الطاقة، وقطاع الاتصالات، وقطاع الإعلام. وكان أبرز القطاعات الرابحة قطاع التجزئة الذي ارتفع بـ 1 في المائة عن قيمته الأسبوعية، فيما جاء في مقدمة القطاعات الخاسرة قطاع التأمين الذي فقد 3,6 في المائة من قيمته الأسبوعية، وقطاع النقل الذي فقد 3 في المائة، وقطاع الزراعة الذي فقد 1,8 في المائة، وقطاع التشييد والبناء الذي فقد 1,6 في المائة.

وعلى مستوى الشركات المتداولة البالغ عددها 145 شركة بلغ عدد الشركات المرتفعة في تداولات هذا الأسبوع 39 شركة، أما الشركات المنخفضة فقد بلغ عددها 95 شركة، في حين لم تتغير قيمة 11 شركة، وجاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سهم ''السعودية الهندية''، الذي ارتفع بـ 30 في المائة، و''سوليدرتي'' بـ 9 في المائة، و''الحكير'' بـ 5 في المائة، و''الخليجية العامة'' بـ 4 في المائة. والشركات الأكثر انخفاضاً فجاء في مقدمتها سهم ''التعاونية'' الذي فقد 13 في المائة، و''ايس''، ''الجزيرة''، و''الصادرات'' التي فقدت 7 في المائة، و''الأنابيب السعودية'' و''بترو رابغ'' التي فقدت 6,5 في المائة، و''نادك''، و''ثمار''، و''أكسا'' التي فقدت 6 في المائة. أما الشركات التي لم تتغير قيمتها الأسبوعية فهي ''الإنماء''، و''أميانتيت'' و''المتقدمة''، و''أنعـــــــام''، و''فتيحـــــــــي''، و''الأبحــــــــــــــاث والتسويق''، و''الممـــــلكة''، و''كهـــــــرباء السعــــــــــــودية''، و''الأهـــــلية''، و''إعـــــــــادة''، و''الــــــــــــــعالمـــية للتأمين''. وبلغت السيولة الأسبوعية أدنى مستوى لها في هذا العام، حيث بلغت 13,88 مليار ريال بانخفاض بلغت نسبته 11 في المائة عن قيمة تداولات الأسبوع الماضي، انخفض على أثرها عدد الصفقات المتداولة إلى 67,5 ألف صفقة مقابل 73,4 ألف صفقة في الأسبوع الماضي، كما انخفض عدد الأسهم المتداولة هذا الأسبوع بنسبة 11,3 في المائة لتصل إلى 528 مليون سهم وبمعدل تداول يومي 105,6 مليون سهم يومياً. وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع البالغة 13,88 مليار ريال على جميع قطاعات السوق، حافظ قطاع المصارف على نصيبه منها عند 7,6 في المائة، وقطاع البتروكيماويات عند 43,5 في المائة، وقطاع الأسمنت عند 3 في المائة، وقطاع الطاقة عند 1,5 في المائة، وقطاع الاتصالات عند 6 في المائة، فيما انخفض نصيب قطاع الزراعة إلى 4,7 في المائة من سيولة هذا الأسبوع . أما قطاع التأمين فقد ارتفع نصيبه من سيولة هذا الأسبوع إلى 18,8 في المائة بدلاً من 13,6 في المائة في الأسبوع الماضي و8,8 في المائة في الأسبوع ما قبل الماضي. وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق المالية TASI نجد أن التأثير السلبي العالمي لا يزال واضحاً، ففي الأسبوع الماضي لم يستطع متوسط الـ 50 يوما دعم المؤشر عند 6585 نقطة، واستمرت السلبية في تداولات هذا الأسبوع الذي تجاوز فيه TASI دعم متوسط الـ 200 يوم هبوطاً، وذلك باختراقه مستوى 6500 نقطة، وتظل السلبية في السوق المالية السعودية قائمة، وذلك بإغلاق مؤشرها عند 6489 نقطة وتحت المتوسط المتحرك للـ 200 يوم في نهاية تداولات هذا الأسبوع. وتؤكد هذه السلبية الفنية قراءة مؤشري البولنجر Bollinger bands و الـ MACD، إذا أغلق مؤشر السوق TASI تحت متوسط البولنجر Bollinger bands الذي يساوي 6545 نقطة، كما تظهر السلبية في مؤشر الـ MACD الذي قطع متوسطه هبوطاً في نهاية تداولات الأسبوع الماضي، ولا يزال في سلبيته. مؤشر القوة النسبية (RSI) عند 45 درجة وفي توافق إيجابي مع مؤشر السوق TASI، ولا يمكن اعتماد قراءة هذا المؤشر في التوقع الإيجابي في ظل سلبية المؤشرات الفنية الأخرى، وبخاصة مؤشر تدفق السيولة (MFI)، الذي لا يزال في انحراف سلبي بينه وبين مؤشر السوق TASI. الشمعة اليابانية الأسبوعية تشير إلى ارتداد متوقع لمؤشر السوق TASI، وإذا ما نجح TASI في تجاوز مقاومة 6585 نقطة في تداولات الأسبوع القادم فإن التفاؤل والثقة ستعود لمتداولي السوق المالية السعودية.

ملخص القول:

أكدت السلبية العالمية قوة تأثيرها في السوق المالية السعودية، حيث دفعت بمؤشرها TASI للإغلاق تحت متوسطاته المتحركة (6585، 6500) نقطة، كما ألغت تفاعل مؤشر السوق مع محفزات الربع الثاني الذي قدمت فيه الشركات المتداولة أرباحاً تزيد على 47 مليار ريال في الستة الأشهر الأولى من عام 2011م وبنسبة زيادة بلغت 25 في المائة مقارنة بأرباح الفترة المماثلة من عام 2010م، ومما يعزز إيجابية هذه المحفزات نجاح 109 شركات في تقديم أرباح من أصل 145 شركة متداولة مقابل 36 شركة حققت خسائر في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، كما بلغت نسبة الشركات التي تطورت أرباحها 75 في المائة من أصل 109 شركات رابحة. ولذا فإنه من الأفضل للمتداولين الذي ينتظرون عودة الإيجابية لمؤشر السوق توجيه سيولتهم نحو الأسهم ذات المراكز المالية الجيدة والاستثمار فيها ووضع عينهم عليها، والعين الأخرى على نقطة دعم 6455 نقطة، وهي نقطة وقف الخسارة التي يمكن الحكم بها على سلبية السوق، وعدم فاعلية محفزات الربع الثاني في الوقت الحالي.