يعتبر فرانسيس فوكوياما كاتب ومفكر أمريكي من أصول يابانية ولد في مدينة شيكاغو الأمريكية عام 1952م وهو صاحب الكتاب الشهير نهاية التاريخ والإنسان الأخير الصادر عام 1992م، حيث تخرج فوكوياما من قسم الدراسات الكلاسيكية بجامعة كورنيل، حيث درس الفلسفة السياسية وحصل على الدكتوراه من جامعة هافارد تخصص علوم السياسية عمل بوظائف عديدة استفاد منها وزادت رصيده المعرفي والثقافي والسياسي، فقد عمل مستشارا في وزارة الخارجية الأمريكية كما عمل بالتدريس الجامعي.
يعتبر فوكوياما واحد من الذين أثاروا ضجة إعلامية واسعة على مستوى العالم حيث تبلورت افكاره السياسية والاجتماعية والاقتصادية في كتابه نهاية العالم وخرج بنظريات ذات بعد أيدلوجي محض بسبب عمله كمستشار في وزارة الخارجية الأمريكية مما أثار حوله الكثير من الغموض من قبل المحللين لأفكاره.
ومن لم يطلع على هذا الكتاب فإن أفكاره تدور في ثلاثة محاور رئيسية هي كالتالي :
المحور الأول: يشير فوكوياما إلى أن الديمقراطية المعاصرة قد بدأت في النمو منذ بداية القرن التاسع عشر من القرن العشرين وانتشرت بالتدريج كبديل حضاري في مختلف أنحاء العالم ضد الأنظمة الديكتاتورية.
المحور الثاني: أن فكرة الصراع التاريخي المتكرر بين " السادة" و"العبيد" لا يمكن أن يجد له نهاية واقعية سوى في الديمقراطيات الغربية واقتصاد السوق الحر.
المحور الثالث: هو أن الاشتراكية الراديكالية أو الشيوعية لا يمكنها لأسباب عدة أن تتنافس مع الديمقراطية الحديثة، وبالتالي فإن المستقبل سيكون للرأسمالية أو الاشتراكية الديمقراطية.
ذكرنا في ما سبق نبذة مختصرة جداً عن أفكار فوكوياما فكتابه به الكثير للنقاش على المستوى الثقافي والاجتماعي والسياسي، ولكن ما يهمنا في هذا المقال هو الجانب الاقتصادي وتروجيه إلى الرأسمالية بأنها هي الحل في فك الصراع والتنافس من الناحية الاقتصادية وتروج فكرة الاقتصاد الحر، والسؤال التالي هو : هل حقاً تحققت رؤية فوكوياما في وصول الرأسمالية إلى النجاح ؟
للوصول للجواب يجب علينا أن نرى الوضع الاقتصادي الرأسمالي في الوقت الحاضر وما وصلت إليها السياسات الرأسمالية في الدول المتقدمة وعلى رأسها الوليات المتحدة الأمريكية وكذلك بعض الدول الأوربية وأهمها مشكلة اليونان، في حين تفاقمت مشكلة الوليات المتحدة الأمريكية منذ بداية عام 2007م ومشكلة الرهن العقاري وبعدها مشكلة بنك ليمن بردرز ودخول العالم الأزمة المالية العالمية عام 2008م ومنذ ذالك الحين وحتى كتابة هذا المقال لم تتمكن الدول من تخطي مشكلة الأزمة المالية العالمية بالشكل المطلوب ولم تستطع أي دولة متقدمة تأثرت بالأزمة المالية من التعافي من تلك الأزمة وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوربية مثل اليونان.
حينما تحدث كارثة طبيعية في تلك الدول المتقدمة في هذا الوقت فماذا سوف يحدث للاقتصاد؟ الجواب : سيؤثر ذلك بدون أدنى شكل على الاقتصاد العالمي حيث أصبح الاقتصاد العالمي اليوم بسبب العولمة الاقتصادية قرية صغيرة مترابطة فيما بينها بروابط اقتصادية، وأكبر ذليل على ذلك تأثر دول العالم ببعض الكوارث الطبيعية التي قد تصيب بعض الدول المتقدمة وما حدث لليابان وما قد حث في بعض الدول الأوربية حيث ثار بركان قد أثر على مستوى القارة العجوز وكبد شركات الطيران خسائر لا تقدر بثمن.
بعد كل تلك الأحداث والأزمات المالية منذ صدور كتاب فوكوياما نهاية التاريخ حتى الآن لا نزال نعاني من مشاكل مالية كبيرة فهذه الولايات المتحدة الأمريكية قد دقت ناقوس الخطر حيث وصل سقف الديون لديها إلى أعلى مستوى ، حيث بدأت الحرب السياسية بين الجمهوريين والديمقراطيين على رفع سقف الدين، في حين لم تتنهي مشكلة الديون في الاتحاد الأوربي فهذه مشكلة اليونان وإيطاليا والبرتغال وما خفي أكثر ، كل هذه الأحداث تندر بوقوع كارثة مالية قادمة على مستوى العالم فقد مرة الدورة الاقتصادية بالكثير من الأزمات المالية كانت أحد أهم أسبابها هي السياسات الاقتصادية الرأسمالية والابتكارات المالية التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في تفاقم المشاكل المالية والاقتصادية حتى الآن.
العالم يحتاج الى RESTART ولن يحصل ذلك الا بحرب عالميه ثالثه هذه بداياتها ازمات متلاحقه وصراعات النتيجه هي THIRD WORLD WAR
تمتازُ الأنظمةُ الديمقراطية بوجودِ آليات تصحيح ذاتية من بين عناصرها الديناميكية الحية والمتنافسة ولهذا فهي تتوسعُ عالمياً وتتطورُ أساليبها !!.. بعكسِ الأنظمة الديكتاتورية الشمولية التي تنشأ في غفلةِ من التاريخ والوعي الإجتماعي الجمعي وهي حاملةٌ أدواتَ تدميرها الذاتية!!.. والدليلُ على ذلك: تغيرُ خارطةُ الأنظمة العالمية منذ الحرب العالمية الثانية وحتى تاريخه!! .. أما الدليلُ الأخرُ على صوابِ إستنتاج ابرفيسور/ فرانسيس فوكوياما في المحور الثالث فهو سقوط جدار برلين والأنظمة الشيوعية في أوربا الشرقية وذلك بعد 7 سنوات من صدور كتابه !!!.. والله أعلم