عادت أزمة اليورو (بعد مفاجأة الديون الإيطالية) مرة أخرى لتعصف بالأسواق العالمية والأسواق العربية والخليجية، وكذلك السوق المالية السعودية التي لم تستطع 6585 نقطة دعمها في تداولات هذا الأسبوع ، بالرغم من النتائج الإيجابية للشركات المتداولة، وبخاصة شركة قطاع المصارف الذي تحسنت أرباحه بنسبة 10,84 في المائة في الستة الأشهر الأولى من عام 2011م مقارنة بالفترة نفسها من عام 2010 م. وقد عوضت نقطة دعم 6500 (متوسط 200 يوم) فشل دعم 6585، وذلك بإغلاق مؤشر السوق TASI فوقها في نهاية تداولات هذا الأسبوع.
وكانت السوق المالية السعودية قد أغلقت في تداولات هذا الأسبوع عند مستوى 6508 نقاط ، بعد خسارتها في ثلاث جلسات متتالية ، قبل أن يختم المؤشر تداولات هذا الأسبوع بجلسة إيجابية ، ليفقد مؤشر السوق TASI 1,57 في المائة من قيمته ، ممثلة في خسارته لـ 103 نقاط ، مقارنة بإغلاقه في الأسبوع الماضي عند 6612 نقطة.
أسهم في هذا الانخفاض جميع قطاعات السوق الخمسة عشر ، باستثناء قطاعين رابحين هما قطاع المصارف الذي كسب ما يقارب النصف في المائة ، وقطاع التأمين الذي كسب ما يقارب 1 في المائة من قيمتهما الأسبوعية.
وكانت الخسارة الأكبر في قطاعي الإعلام والتشييد اللذان فقدا ما يزيد على 4,5 في المائة من قيمتهما الأسبوعية ، وكذلك قطاع الاتصالات وقطاع الاستثمار المتعدد وقطاع الاستثمار الصناعي التي فقدت ما يزيد على 3 في المائة من قيمتهما الأسبوعية ، فيما جاءت خسارة قطاع البتروكيميات في حدود 2,5 في المائة ، وقطاع الطاقة في حدود 2 في المائة.
وعلى مستوى الشركات المتداولة في السوق السعودي البالغ عددها 145 شركة ، حققت 27 شركة زيادة في قيمتها الأسبوعية في تداولات هذا الأسبوع ، فيما تراجعت قيمة 113 شركة ، وبقيت 5 شركات لم تتغير وهي "الإنماء" و "شاكر" و "الخليجية" و "بروج" و "أمانة".
وجاء في مقدمة الشركات الأكثر ارتفاعاً سهم "أكسا" بـ 31 في المائة ، و "الأهلية"و" البريطاني " بـ 7,5 في المائة ، و "الهولندي" و "العقارية" و "أسمنت العربية" بـ 4,5 في المائة.
أما الشركات الأكثر انخفاضاً في قيمتها الأسبوعية فكانت "طباعة وتغليف" في مقدمتها بـ 8 في المائة ، و "أمانتيت" و "المصافي" و "أنابيب" و "أسمنت الجوف" و "الفخارية" بما يقارب 7 في المائة ، و "فتيحي" و "الغذائية" و "الكيميائية" بما يقارب 6,5 في المائة.
وعلى مستوى السيولة بلغت قيمة تداولات هذا الأسبوع 15,6 مليار ريال بانخفاض طفيف يقدر بـ 2 في المائة من قيمة تداولات الأسبوع الماضي ، أما الأسهم المتداولة فكان انخفاضها في حدود 7 في المائة إذ بلغت 595,2 مليون سهما ، وبمعدل تداول يومي 119 مليون سهما يومياً ، فيما كان انخفاض الصفقات طفيفاً حيث بلغت صفقات هذا الأسبوع 73,4 ألف صفقة مقابل 74,6 ألف صفقة في الأسبوع الماضي.
وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع على جميع قطاعات السوق ارتفع نصيب قطاع المصارف منها إلى 11 في المائة بعد أن كان 7 في المائة في الأسابيع الماضية.
كما ارتفع نصيب قطاع البتروكيميات إلى 45 في المائة مقابل 30 في المائة في التداولات الماضية.
أما التأمين فقد عادت السيولة إليه حيث كان نصيبه في هذا الأسبوع 13,5 في المائة بعد انخفاض في نصيبه في الأسبوعين الماضين.
وبشكل لافت انخفض نصيب قطاع الاسمنت إلى 1,5 في المائة ، والاتصالات إلى 5 في المائة ، والتجزئة إلى 1,5 في المائة كذلك.
وبالنظرة الفنية التحليلية لمؤشر السوق TASI الذي أغلق في تداولات هذا الأسبوع عند مستوى 6508 نقاط ، بعد فشل متوسط 50 يوم (6585 نقطة ) في دعمه ونجاح متوسط 200 يوم (6500 نقطة ) في ذلك ، يمكن القول أن إغلاق TASI فوق مؤشر متوسط 200 يوم يعد إشارة فنية مطمئنة لمتداولي السوق، تزيد من توقع ارتداد السوق وتفاعلاتها مع محفزات الربع الثاني.
أما اختراق TASI لمتوسط مؤشر البولنجر Bollinger bands هبوطاً متأثر بأزمة اليورو (الديون الإيطالية) ، فهذه إشارة سلبية فنيا ، وينتظر المتداولون من TASI تجاوز مقاومة متوسط البولنجر عند 6540 نقطة في تداولات الأسبوع القادم، من أجل إعادة الثقة في السوق السعودية ، وتعزيز إيجابية دعم متوسط السوق المتحرك للـ 200 يوم (6500نقطة ) الذي أغلق TASI فوقه في نهاية تداولات هذا الأسبوع .
مؤشرا الـ MACD و الـ MACD Histogram فتشير قراءتهما إلى قوة مقاومة متوسط البولنجر (6540 نقطة ) وصعوبة اختراقها ، ما لم تتحسن سيولة السوق في تداولات الأسبوع القادم.
الشمعة الأسبوعية السلبية ، تؤكد سلبية قراءة مؤشري الـ MACD و الـ MACD Histogram ، وتوقع عودة مؤشر السوق TASI إلى نقطة دعم 6455 نقطة.
مؤشر ويليامز Williams %R تشير قراءة الفنية إلى توقع بداية سلبية لمؤشر السوق مع مطلع تداولات الأسبوع القادم ، كما يؤكد ذلك مؤشر السار Parabolic SAR.
ملخص القول:
بين إيجابية المؤشرات المالية وقوة محفزات الربع الثاني ، وسلبية المؤشرات الفنية تخيم الحيرة على متداولي السوق المالية السعودية الذين ينتظرون تفاعل السوق مع الأداء المالي الجيد لشركات السوق في الربع الثاني من عام 2011م ، بعد أن قدم قطاع المصارف (قائد السوق) تحسناً في أرباحه النصفية بلغت نسبته 10,84 في المائة ، وبداية إيجابية قوية لإعلانات شركات قطاع البتروكيميات.
ولعل عودة أسعار النفط إلى الاتجاه الصاعد نحو مستوى 100 دولار ، واستقرار الأسواق العالمية يسهم في انعكاس إيجابي للمؤشرات الفنية في الفترة المقبلة التي اتجهت في مجملها نحو السلبية.
وفي الوقت الذي يحتاج فيه السوق المالية لسيولة جيدة ، تعيد ثقة المتداولين فيها ، ألا أن مفاجأة الديون الإيطالية وعودة أزمة اليورو إلى الساحة مرة أخرى ، يجعل من الصعوبة إعادة الثقة للأسواق العالمية بصفة عامة و السوق السعودي بصفة خاصة ، لذا قد يحتاج ذلك مزيداً من الوقت.
وفي العموم ، فإن إيجابية السوق هي في بقاءه فوق نقطة دعم 6500، وإذا ما فشلت في دعم السوق فإن 6455 هي خيار وقف الخسارة للسيولة الاستثمارية. أما عودة السوق إلى المسار الصاعد فلن يكون مقنعا للمتداولين بايجابيته طالما أن TASI ما يزال تحت متوسط الـ 50 يوم ( 6585 نقطة ) حاليا.
شي عجيب ارباح قويه اقتصاد قوي يتاثرالسوق السعودي بسبب اقتصاد اليونان وغير اليونان مع العلم ان جميع الشركات التي دبلت في هذا السوق خسرانه ولم تربح من تاريخ انشائه انا اعتقد انه سوق سلب فريد من نوعه في العالم
اشكرا الدكتورابراهيم الدوسري على هذا الطرح الوافي ولااعلم ما هي الحالة التي سيكون عليها سوقنا في ضل عدم الرؤية للكثير بعد ان تنامت على السطح مشكلة الدين الامريكي بالاضافة الى ازمة ايطاليا وقبلها الـيونان للمستثمر الطويل الاجل ما هي نصيحتك ؟ كل التقدير