خرج الملتقى الذي نظمته الغرفة التجارية حول دور الإعلام الاقتصادي في معالجة قضايا التنمية بالعديد من التوصيات التي نشرتها الصحف والحقيقة رغم أن الملتقى في عنوانه يمزج بين القضايا الاقتصادية وعجلة التنمية ودور الإعلام فيها إلا أنه من الواضح اختلطت التوصيات بشكل لافت بين ما هو مرتبط بالإعلام وما هو يحتاجه الاقتصاد من إنشاء هيئات متخصصة تهدف بالمقام الأول إلى خدمة بعض القطاعات المهمة التي هي مطالب من يعملون بتلك القطاعات.
والمتمعن في تفاصيل التوصيات يلمس الجانب العمومي والفضفاض فيها بشكل لافت إذ إن التوصية بإنشاء هيئة عليا للعقار لا أعتقد أنه يخدم تناول الإعلام لقضايا التنمية فهذا شأن متعلق بالعقاريين وقد يكون إيجابياً أو العكس على الاقتصاد بخلاف التوصيات الأخرى التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين جهات حكومية والقطاع الخاص مع تأكيدات بضرورة التخصص الاقتصادي بالعمل الإعلامي والمطالبة بورش عمل للإعلاميين للتعريف بعمل بعض الجهات الحكومية.
كل ما تمت التوصية عليه نتفق مع جزئيات منه وقد نختلف على البقية لكن ما كان منتظراً أن يكون هناك مطالبات أو توصيات مختلفة ترتبط حتماً بنضج المعرفة الاقتصادية للصحفي من خلال زيادة عدد المقررات الجامعية المرتبطة بالاقتصاد في كليات الإعلام أو إنشاء معهد بالتعاون بين هيئة الصحفيين أو وزارة الإعلام مع إحدى الجامعات يتخصص بتدريب الإعلاميين على التخصصات الإعلامية التي يرغبون العمل في حقلها لزيادة المعلومات وتطويرها لديهم والتعاون مع الصحف ووسائل الإعلام الأخرى على دعم المتخرجين منه بالتوظيف لدى هذه المؤسسات الإعلامية بمختلف أنواعها.
إن عمق المعلومة الاقتصادية وتأهيل الصحفي أو الإعلامي في مجال الاقتصاد ضرورة لتفعيل دور الإعلام الاقتصادي في التنمية ولا بد من ملامسة المشكلة الحقيقية التي يعاني منها أي صحفي سواء بتأهيله المهني أو بطرق التعاطي والتواصل مع الجهات المعنية التي يرغب في محاورتها أو الحصول على معلومات منها وكذلك رفع حسها النقدي والمهني تجاه القضايا التي يجب أن يتناولها وكيف يقرأ الخبر الذي يستحق التغطية وكيف يغطيه من خلال التركيز على التخصص الاقتصادي وشرح إبعاد كل جانب من الاقتصاد لكي يتمكن من معرفة ما يجب أن يركز عليه بالإضافة إلى النظر في المحفزات التي يجب أن تتحقق له كي تدفعه لمزيد من النشاط في عمله فالقاعدة الأساسية في العمل عموماً وفي مجال الإعلام الاقتصادي هي التهيئة والتأهيل للكوادر البشرية كي تتمكن من النجاح في عملها.
فالملتقى يبقى بنهاية الأمر جانباً إيجابياً ولا بد من شكر القائمين عليه ولكن من المهم تكرار عقده بكل دوري ولكن يبقى لنوعية التوصيات وطريقة ربطها بالعمل الإعلامي ومدى إمكانية تحقيقها الجانب الأهم في أي ملتقى لأنها تنعكس على مقومات الإعلامي الاقتصادي التي بدورها ستنقل دور الإعلام الاقتصادي إلى المكان الصحيح الذي سيفعل من دور الإعلام فيما تعيشه المملكة من نهضة اقتصادية كبرى.