بدأت السوق المالية السعودية مسارها الهابط بعد مرحلة من التردد بين التفاعل الإيجابي مع محفزات الربع الأول بعد ارتفاع أرباح الشركات المتداولة في السوق بنسبة 20 في المائة في هذا الربع مقارنة بالربع المماثل من عام 2010م بين التأثير السلبي للأحداث العربية التي دفعتها للسلبية منذ منتصف فبراير الماضي ، قبل أن تعود للاتجاه الصاعد مع مطلع شهر مارس الماضي ، ثم استقرارها في الاتجاه الأفقي وإعلان الحيرة والتردد مع بداية تداولات أبريل الجاري .
وكانت مؤشر السوق المالية السعودية TASI قد أغلق في نهاية تداولات هذا الأسبوع عند 6574 نقطة فاقداً نصف في المائة من قيمته الأسبوعية .
وقد تخلى TASI في تداولات هذا الأسبوع عن المحافظة على مستوى 6600 نقطة ، إذ فقد في تداولات الجلسة الثانية من هذا الأسبوع ما يقارب 73 نقطة ، قبل أن يتفاعل المؤشر مع إعلان سابك ، ويعوض خسارته في جلسة يوم الأربعاء بما يقارب الـ 50 نقطة .
وقد انقسمت قطاعات السوق على نفسها ما بين داعمة له وبين قطاعات خاسرة ، جاء في مقدمة القطاعات الرابحة هذا الأسبوع قطاعات البتروكيميات الذي ارتفع بما يقارب 1 في المائة ، وقطاع الأسمنت الذي ارتفع بـ 2.6 في المائة وقطاع الاستثمار الصناعي الذي ارتفع بـ 2.3 في المائة .
أما القطاعات الخاسرة هذا الأسبوع فقد جاء في مقدمتها قطاع المصارف الذي فقد 1.7 في المائة وقطاع الطاقة الذي فقد 1.8 في المائة وقطاع الاتصالات الذي فقد 1 في المائة .
أما أبرز القطاعات الخاسرة فكان قطاع الأعلام والنشر الذي خسر 4.8 في المائة وقطاع النقل الذي خسر 4 في المائة وقطاع التشييد والبناء الذي خسر 3 في المائة وقطاع التطوير العقاري الذي خسر 2.3 في المائة .
وذلك مقارنة بإغلاق قطاعات السوق في الأسبوع الماضي وعلى مستوى المقارنة الأسبوعية .
ارتفعت القيمة المتداولة هذا الأسبوع إلى 27.6 مليار ريال بارتفاع بلغت نسبته 12 في المائة عن سيولة الأسبوع الماضي ، صاحب ارتفاع القيمة المتداولة ارتفاع في عدد الصفقات إلى 595.7 ألف صفقة بزيادة 16 ألف صفقة ، وعكست الأسهم المتداولة الاتجاه بانخفاضها عن عدد الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي بـ 16 مليون سهم ليصل إلى 1.14 مليار سهم ولعل ذلك يعكس توجه انتقائي للأسهم الاستثمارية ، بعد ملاحظة عملية تبديل المحافظ لمراكزها كما لوحظ ذلك بوضوح في قطاع الاتصالات .
وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع على جميع قطاعات السوق ، ارتفع نصيب قطاع البتروكيميات إلى 36 في المائة في الوقت الذي انخفض فيه نصيب قطاع المصارف إلى 6 في المائة فيما نال قطاع التأمين ما نسبته 25 في المائة من القيمة المتداولة هذا الأسبوع وقطاع الزراعة 5.8 في المائة مما يعكس قوة المضاربة على حساب الاستثمار كما يلاحظ ذلك في انخفاض نصيب القطاعات الاستثمارية الأخرى .
وعلى مستوى الشركات الأكثر ارتفاعاً عادت إلى القائمة هذا الأسبوع شركات استثمارية بعد سيطرت شركات التأمين عليها في الأسابيع الثلاثة الماضية ، فبعد "سهم أمانة" الذي ارتفع بـ 32 في المائة جاء "سهم أسمنت العربية" الذي ارتفع بـ 16 في المائة و "سهم الوطنية" بـ 14 في المائة و "سهم صدق" بـ 13 في المائة و "سهم الاتحاد التجاري" بـ 11 في المائة و "سهم المواساة" بـ 10 في المائة كما انضمت للقائمة "سهم معادن" بـ 6.6 في المائة و "سهم حلواني" بـ 5.7 في المائة .
أما الشركات الأكثر خسارة فكانت كالتالي "سهم سبكيم" 10 في المائة و "سهم الورق" 9.5 في المائة و "سهم الخليجية" 9 في المائة و "سهم المتطورة" 8.7 في المائة و "سهم ميدغلف" 8.2 في المائة و "سهم أنابيب" بـ 7.5 في المائة و "سهم التعمير" بـ 7 في المائة و "سهم السيارات" و "جازان للتنمية" بـ 6.5 في المائة .
فيما بقيت أسهم " الرياض" و " سافكو" و " الكابلات" و " نادك" و "سلامة" على إغلاقها في الأسبوع الماضي .
وبالنظرة التحليلية الفنية لمؤشر السوق TASI الذي ما يزال فوق المتوسطات المتحركة (50 يوم = 6445 نقطة ، 200 يوم = 6400 نقطة) نجد متوسط 50 يوم يقترب من نقطة دعم 6455 نقطة ، وهذا قد يعزز دعم هذه النقطة لمؤشر السوق ، ويكسبها قوة في الفترة المقبلة . فنياً بقاء المتوسطات في ترتيبها الإيجابي يعد مؤشراً إيجابياً للسوق المالية .
مؤشر RSI (مؤشر القوة النسبية) بدأ اتجاهه الهابط بعد أن كان في الوضع الأفقي ، وهذه إشارة سلبية فنياً يعززها سلبية مؤشر MFI (مؤشر تتدفق السيولة) الذي ما يزال في مساره الهابط منذ بداية أبريل الجاري .
مؤشر البولينجر Bollinger Bands يعطي إشارة سلبية فنياً بعد أن تجاوز مؤشر السوق TASI متوسط البولينجر هبوط في تداولات هذا الأسبوع قبل أن يعود ليغلق عنده في جلسة الأربعاء . ويبلغ متوسط البولنجر 6577 نقطة .
أما مؤشرا الـ MACD والـ MACD Histogram فهما في إشارة سلبية فنياً أيضاً .
أما الشموع اليابانية ، فتعطي شمعة هذا الأسبوع إشارة سلبية تؤكد ما ذهبت إليه قراءة وتوقعات المؤشرات الفنية .
ملخص القول :
يبدوا أن مرحلة التردد قد حسمت هذا الأسبوع باتجاه مؤشر السوق TASI إلى المسار الهابط ، وقد لا يكون الارتداد الإيجابي الذي صنعته سابك كافياً لإقناع المتداولين والسيولة الاستثمارية بالإيجابية إذ لا تزال سابك تحت مقاومة 112 ريال ، والسوق نفسها ما تزال تحت مقاومة 6640 نقطة التي يأمل المتداولين من TASI اختراقها صعوداً .
إذاً عودة النظرة التفاؤلية للسوق قد تعود إليه مع محفزات الربع الثاني ، وتظل المرحلة الحالية مرحلة يغلب عليها التشاؤم والحذر ، إلا إذا قطعت جهيرة (سابك) قول كل خطيب (محلل) بقيادتها السوق في حالة تجاوزها مقاومة 112 ريال .
ابك باختصار الى 150ر س