ارتدت السوق المالية السعودية في تداولات هذا الأسبوع بعد أدائها الإيجابي في خمس جلسات متتالية لتعوض 877 نقطة من أصل 1438 نقطة كانت السوق السعودية قد فقدتها بعد بلوغها مستوى 6669 نقطة في 12 شباط (فبراير) الماضي ثم انهيارها في 16 من الشهر نفسه، لتفقد 1438 نقطة ببلوغها أدنى نقطة لها 5231 في تداولات الثاني من آذار (مارس) الجاري.
وقد أغلق مؤشر السوق المالية السعودية TASI في نهاية تداولات هذا الأسبوع عند مستوى 6108 نقاط، ليكسب بذلك 14.7 في المائة من قيمته وهي تعادل 785 نقطة وذلك مقارنة بإغلاقه في الأسبوع الماضي، وقد صاحب هذا الأداء الإيجابي للسوق السعودية أداء إيجابي لجميع قطاعات السوق التي أغلقت على ارتفاع بدعم من قطاع البتروكيميات الذي عوض 18 في المائة من قيمته الأسبوعية وقطاع المصارف الذي عوض 17.4 في المائة من قيمته الأسبوعية وبدعم من قطاع الاتصالات الذي عوض 10 في المائة من قيمته الأسبوعية.
هذا وقد ارتفع معدل التداول اليومي إلى 5.36 مليار ريال بعد أن بلغت سيولة هذا الأسبوع 26.8 مليار ريال ليرتفع معدل السيولة اليومي بنسبة 6.5 في المائة عن معدل السيولة اليومية في الأسبوع الماضي البالغ 5.03 مليار ريال كما أسهمت زيادة عدد الأسهم المتداولة هذا الأسبوع التي بلغت 1.40 مليار سهم في زيادة معدل الأسهم المتداولة اليومية لتصل 280.8 مليون سهم وبارتفاع بلغت نسبته 17 في المائة عن المعدل اليومي للأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي، صاحب هذه الزيادة في القيمة المتداولة والأسهم المتداولة زيادة في عدد الصفقات المتداولة ليبلغ معدلها هذا الأسبوع 117.5 صفقة يومياً بارتفاع بلغت نسبته 10 في المائة عن معدل الصفقات اليومية في الأسبوع الماضي.
وقد توزعت سيولة هذا الأسبوع البالغة 26.8 مليار ريال على جميع قطاعات السوق، ونال قطاع البتروكيماويات النصيب الأكبر منها بنسبة 40 في المائة من السيولة الأسبوعية ثم قطاع المصارف الذي نال 13.35 في المائة وقطاع الاتصالات الذي نال ما يقارب 9 في المائة وقطاع الاستثمار الصناعي الذي نال ما يقارب 8 في المائة وقطاع الزراعة الذي نال ما يقارب 6 في المائة .
على مستوى الشركات، حققت جميع الشركات أداء إيجابيا في تداولات هذا الأسبوع باستثناء خمس شركات خاسرة جاء في مقدمة الشركات الخاسرة سهم ''معدنية'' الذي فقد 22 في المائة من قيمته الأسبوعية و''عذيب'' التي فقدت 15 في المائة من قيمتها الأسبوعية و''العقارية'' التي فقدت 3.4 في المائة من قيمتها الأسبوعية وسهم ''طباعة وتغليف'' الذي فقد ما يقارب 1 في المائة من قيمته الأسبوعية، فيما جاء في مقدمة الشركات الرابحة هذا الأسبوع ''سهم صحراء'' الذي حقق 29 في المائة ارتفاعا هذا الأسبوع و''سهم الفرنسي'' و''حلواني'' اللذان حققا 27 في المائة، فيما حققت ''أنعام'' ارتفاعا قدره 24.5 في المائة و''إكسترا'' 23.7 في المائة و''الدريس'' الذي حقق 22.8 في المائة وذلك مقارنة بإغلاق هذه الأسهم في تداولات هذا الأسبوع بإغلاقها في الأسبوع الماضي .
وبالنظرة التحليلية لمؤشر السوق المالية TASI الذي أغلق فوق مستوى 6100 نقطة التي كانت تمثل نقطة دعم خط اتجاهه الصاعد في تشرين الأول (أكتوبر) 2010، كما أنها تمثل نقطة مقاومة تاريخية سابقة قاومت السوق في أيار (مايو) وحزيران (يونيو) من عام 2009، كما دعمت هذه النقطة السوق في بداية انطلاقته في عام 2010، وهذه النقطة تمثل مستوى مفترق الطرق بنسبة للسوق السعودية التي يأمل المتداولون في استقرار السوق فوقها في الأسابيع المقبلة، بعد أن أقلقتهم الإشارات السلبية للمتوسطات المتحركة التي تجاوزتها السوق هبوطاً منذ 16 شباط (فبراير) الماضي.
فنياً.. بقاء السوق تحت المتوسطات المتحركة الأسية الثلاثة (50 يوما = 6300 نقطة، 100 يوم = 6370 نقطة، 200 يوم = 6380 نقطة) يعد هذا مؤشراً سلبياً للسوق السعودية TASI بإغلاقه تحت متوسطاته الأسية، كما أن انعكاس المتوسطات في ترتيبها يعد مؤشراً سلبياً بالنظرة الفنية للسوق السعودية.
المؤشرات الفنية الأخرى RSI (مؤشر القوة النسبية) توافق السوق السعودية في ارتداده لكنه أغلق عند نقطة مقاومة 45 درجة في هذا المؤشر، وهذا إغلاق سلبي فنياً لمؤشر RSI، أما MFI (مؤشر تتدفق السيولة) الذي أغلق عند 43 درجة وهي نقطة مقاومة في هذا المؤشر، فإن القراءة الفنية لهذين المؤشرين يمكن من خلالها توقع عدم قدرة مؤشر السوق TASI على مواصلة ارتداده في الأسبوع المقبل قبل أن يعود لاختبار نقطة دعم 6000 نقطة أو نقطة دعم 5930 نقطة.
ومؤشر Bollinger Bands الذي تغلق السوق تحت متوسطه (6175 نقطة) يشير إلى قوة احتمال مقاومتها مؤشر السوق TASI في مطلع تداولات الأسبوع المقبل. أما مؤشرا MACD وMACD Histogram فلهما إشارة إيجابية لكنها قد تضعف قراءتها عند القراءة الفنية للمؤشرات الأخرى.
ملخص القول
يقف مؤشر السوق السعودية TASI في مفترق الطرق عند 6100 نقطة مترددا بين تفاعله مع المحفزات الإيجابية لأرباح الشركات المتداولة التي ستعلن بنهاية هذا الشهر أرباح الربع الأول وكذلك محفز تحسن أسعار النفط وتجاوزها مستوى 100 دولار، وبين المؤثرات السلبية مثل شبح الأحداث السياسية التي عصفت بالسوق السعودية وأفقدتها ما يزيد على 1400 نقطة منذ انهياره في 15 شباط (فبراير) الماضي الذي يغلب في التوقعات في مثل هذه الحالة تفوق تأثير الأحداث السلبية في المحفزات الإيجابية، ومن المتوقع أن يؤجل مؤشر السوق TASI انطلاقته في الفترة المقبلة، بل ربما يعود اختبار نقاط دعمه عند 6000 نقطة أو مستوى 5900 نقطة وإذا ما فشل هذان المستويان في دعمه فإن مستوى 5600 نقطة هو المستوى البديل لهما في دعم مؤشر السوق.