افتتحت السوق المالية السعودية تداولاتها في الأسبوع الأول من العام الجديد بالإيجابية ، مواصلة اتجاهها الصاعد بعد تجاوزها مقاومة 6455 نقطة في منتصف ديسمبر الماضي.
وكان مؤشر السوق المالية Tadawul All Share Index - TASI قد ارتفع بـ 76 نقطة وذلك بإغلاقه عند 6696 نقطة ، كاسبا بذلك 1.1 بالمائة مقارنة بإغلاق المؤشر في الأسبوع الماضي الذي أغلق في نهاية تداولات العام عند 6620 نقطة .
وقد أدت 12 قطاعا أداء إيجابيا في هذا الأسبوع كانت في مقدمتها قطاع الاستثمار المتعدد الذي ارتفع بـ 2.3 بالمائة ، والبتروكيميات الذي ارتفع بـ 2.1 بالمائة ، والتشييد والبناء الذي ارتفع بـ 2 بالمائة ، وقطاع التجزئة الذي ارتفع بـ 1.8 بالمائة ، فيما كان إغلاق باقي القطاعات الرابحة قريبا من إغلاقها في الأسبوع الماضي .
أما القطاعات الخاسرة فكان قطاع الإعلام والنشر الذي فقد 1.5 بالمائة فيما أغلاق قطاعا الطاقة والنقل بخسارة طفيفة ، وقريبا من إغلاقهما في الأسبوع الماضي .
وعلى مستوى الشركات ، فقد كانت الشركات الأكثر ارتفاعا هي الاتحاد التجاري الذي ارتفع بـ 15 بالمائة ، ونماء التي ارتفعت بـ 8.5 بالمائة ، وأنابيب التي ارتفعت بـ 7 بالمائة ، واللجين التي ارتفعت بـ 6 بالمائة واكسا التعاونية التي ارتفعت بـ 5.6 بالمائة ، والمملكة التي ارتفعت بـ 5.5 بالمائة ، فيما ارتفعت البابطين المعدنية والعربي والشرقية وسافكو بما يقارب الـ 5 بالمائة .
أما الشركات الأكثر انخفاضا فكانت في مقدمتها تهامة التي فقدت 12 بالمائة ، والخليجية التي فقدت 6.7 بالمائة ، ووقاية وأمانة اللتان فقدتا 4.7 بالمائة .
وقد بلغت سيولة هذا الأسبوع 16 مليار مرتفعة عن سيولة الأسبوع الماضي البالغة 14.9 مليار ريال بنسبة 7 بالمائة .
كما بلغت الأسهم المتداولة هذا الأسبوع 683.8 مليون سهم مرتفعة عن كمية الأسهم المتداولة في الأسبوع الماضي البالغة 673.1 مليون سهم بنسبة 1.5 بالمائة ، فيما انخفض عدد الصفقات إلى 342.3 ألف صفقة مقارنة بـ 345.7 ألف صفقة التي نفذت في الأسبوع الماضي . وقد وزعت قيمة تداولات هذا الأسبوع التي بلغت 16 مليار ريال على قطاعات السوق الـ 15 ، كان نصيب قطاع البتروكيميات 42 بالمائة منها ، فيما احتل قطاع المصارف 10 بالمائة منها ، وقطاع التأمين 7 بالمائة منها ، أما قطاعا الاستثمار الصناعي والتشييد والبناء فقد احتلا 6.8 بالمائة من سيولة هذا الأسبوع .
وبالنظرة الفنية لمؤشر السوق المالية TASI - Tadawul All Share Index نجد أنه ما يزال في مساره الإيجابي، بالرغم من اقترابه من مرحلة جني الأرباح المتوقعة ، وتظهر الرؤية الفنية الإيجابية لـ TASI في استقراره فوق متوسطاته المتحركة الآسية الثلاثة (50 = 6490 نقطة ، 100 = 6420 نقطة ، 200 = 6370 نقطة) ، فنيا يعد استقرار المؤشر فوق المتوسطات المتحركة والتريب المنطقي لها ، من المؤشرات الفنية الجيدة ، وفي الوقت نفسه فإن هذه المتوسطات تمثل نقاط دعم لمؤشر السوق فيما لو جنت السوق أرباحها في الفترة المقبلة .
أما المؤشرات الفنية الأخرى فتشير إلى احتمال حدوث جني الأرباح قبل أن يصل مؤشر السوق TASI إلى المستوى المستهدف 6877 نقطة بحسب قراءة مؤشرالـ Bollinger Bands الذي رفع مستوى دعم السوق إلى مستوى 6600 نقطة وهي تعادل متوسط Bollinger Bands .
أما الـ MACD فتشير قراءته الفنية إلى تذبذب خط الـ MACD حول متوسطه ، وبالتالي توقع العودة إلى المسار السلبي له ، وقرب احتمال جني السوق لأرباحها . يعزز قراءة الـ MACD مؤشرا ( مؤشر القوة النسبية ) RSI ومؤشرMFI (مؤشر تتدفق السيولة) اللذان أغلافا في منطقة الخطورة الفنية لهذين المؤشرين (فوق 70 درجة في RSI ، وفوق 80 درجة MFI ) .
وبالنظرة التحليلية لمؤشر السوق TASI باستخدام الشموع اليابانية التي أظهرت بوادر التردد والقلق في التداولات اليومية ، إلا أن الشمعة الأسبوعية تشير إلى توقع استمرار السوق في اتجاهها الصاعد إلى مستوى مقاومة Bollinger Bands عند 6877 نقطة قبل أن تبدأ عملية جني السوق لأرباحها.
وملخص القول: في الوقت الذي تشير في القراءة الفنية لبعض المؤشرات إلى احتمال جني السوق أرباحها في الفترة المقبلة ، إلا أن التفاؤل كبير بوصول مؤشر السوق المالية TASI في 2011م إلى مستويات قياسية قد تتجاوز مستوى 8200 نقطة التي قاومت السوق في أغسطس وأبريل 2007م ، وربما إلى مستوى 8950 نقطة التي قاومت السوق في أغسطس 2008م ومارس 2007م ، يؤكد هذا التفاؤل العديد من المعطيات الإيجابية منها توقع بنمو أرباح شركات السوق بنسبة تزيد على الـ 40 بالمائة في أرباح 2010م مقارنة بأرباح 2009م ، وكذلك وصول أسعار النفط إلى مستوى قياسي عند 90 دولار للبرميل ، بالإضافة إلى عودة سابك – قائدة السوق - مالياً إلى مستوى قوتها في 2008م و 2007م ، كما أن تحرك شركات قطاع البتروكيميات الجديدة وبدءها في الإنتاج ، سيدعم الاتجاه الإيجابي الصاعد لمؤشر السوق المالية TASI بدخول شركات جديدة في قيادة السوق ، ويبقى استقرار الأسواق العالمية من المعطيات الإيجابية التي ستزيد من ثقة المتداولين في سوق الأوراق المالية بصفة عامة والسوق السعودي بصفة خاصة .